تتسبب الخمور في موت ما يعادل من 4% من سكان العالم بشكل سنوي، تلك النسبة تتجاوز بكثير نسبة المتوفيين بسبب الحروب أو الأمراض القاتلة مثل الإيدز والسرطان، ورغم ذلك يواظب البعض على معاقرة الخمر رغم خطورتها الشديدة على الحياة، والمتمثلة في الإصابة بحزم من الأمراض تبدأ بالإدمان وتنتهى بالفشل الكبدي والوفاة. في المملكة المتحدة، قرر مجموعة من العلماء تشكيل لجنة مكونة من أعضاء من خمس جامعات بريطانية كبرى، لبحث الأسباب التي تدفع الإنسان لاحتساء الخمور، ووجد الباحثون أن الأسباب تتنوع ما بين النفسية والعضوية، ليصلوا في نهاية المطاف إلى السبب الذى اعتبروه رئيسياً في المواظبة على شرب الخمر، وهو "خلل جيني" يؤدى إلى الأفراط في شرب الكحوليات، وقام الفريق بتحديد آلية تلك الظاهرة. يُقدر حجم الاستهلاك العالمي من الخمور بحوالي 6.13 لترات لكل شخص فوق سن الخامسة عشر، حسب تقديران منظمة الصحة العالمية، والتي تؤكد أن هناك تزايداً كبيراً في حجم استهلاك الخمور في دول الاقتصاديات النامية مثل الهند وجنوب أفريقيا، ويستهلك المصريون ما يقرب من 8.5 مليون لتر سنويا من الخمر. لتحديد الخلل الجيني، قام العلماء الإنجليز بتخيير مجموعة من الفئران العادية بين كوبين، أحداهما يحتوى على ماء بينما الأخر يحتوى على مشروب كحولي مخفف، فأظهرت الفئران عدم اهتمامها بالكحول، ثم قام العلماء بإحداث طفرات جينية في فئران تم انتقائها عشوائياً من المجموعة، ثم خيروهم بين نفس الكوبين، لتختار تلك الفئران الكحول على الفور. البحث يُظهر كيف لتغير صغير في الشفرة الوراثية أن يكون له أثر كبير على سلوكيات معقدة مثل الإفراط في شرب الكحوليات، وسيساعد ذلك الاكتشاف في علاج المرضى المصابين بإدمان الخمور، ويقول الدكتور "كيونتين آنستى" أستاذ الفسيولوجيا بجامعة "نيوكاسل" البريطانية إن البحث "خطوة كبيرة نحو صحة أفضل لسكان العالم".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرةللاشتراك...اضغط هنا