باتت مشاهد الأحداث تتكرر على مدار 3 أعوام مع اختلاف الأشخاص التي تعلب بها دور البطولة والمواقف تجاها، ولم يخرج رد فعل صانعي القرار ومن يدخل دائرة الحكومة عن حلقة التشابه والتكرار، رغم الاختلاف كذلك في الشخصيات والتوجهات التي انبثقوا منها. عقب الأحداث التي شهدها محيط جامعة القاهرة بعد احتشاد عدد من الطلاب للقيام بتظاهرة رافضة لقانون التظاهر من جانب وما وصفوه ب''الانقلاب العسكري على شرعية الانتخاب''، والتي أسفرت عن مقتل طالب الفرقة الأولى بكلية الهندسة ''محمد رضا''، جراء طلق ناري وإصابة آخرين. خرج الدكتور حسام عيسى، وزير التعليم العالي ونائب رئيس الوزراء، في مداخلة هاتفية على إحدى القنوات الفضائية نافيًا علمه بمقتل الطالب إلا لتوه، واستخدام قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية لطلقات ''الخرطوش''، مؤكدًا اتصاله بوزير الداخلية ''محمد إبراهيم''، الذي أخبره بأن الأمن تعرض للطلبة الذين خرجوا إلى الشارع باعتباها مظاهرة لم يتم الإخطار بها، وأن التسليح المصرح به أمام الجامعات هو المياه وقنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ''اللي بيلسع''، قائلًا ''عيسى'' نقلًا عن وزير الداخلية ''لا يوجد خرطوش بالمرة، ولا نسمح به، لأننا لا نريد أن نتحمل أي ضحايا''. وما أشبه اليوم بالأمس منذ عامين، تحت قبة مجلس الشعب؛ حيث اندلع في نوفمبر الأحداث التي عرفت ب''محمد محمود''، حينذاك عقد المجلس جلسته وقال الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب المنحل: ''لقد أخطرني الآن وزير الداخلية أنه لم يطلق خرطوش على المتظاهرين''. وعمّ التصفيق بين أعضاء المجلس بينما وقف النائب السابق محمد أبو حامد شاهرًا فوارغ طلقات خرطوش قائلًا: ''يا فندم الخرطوش أهو''، ليسود بعدها حالة هرج ومرج تحت قبة البرلمان. هكذا كان المشهد قبل عامين ورد الفعل عن الدائرة الرسمية المعبر عن إخطار وزير الداخلية وقتها ''منصور العيسوي''، لتتوالى بعدها التصريحات الشهيرة التي خصت هذه الأحداث، وتكررالأمر من بعد ذلك مع تعاقب وزراء الداخلية ورؤساء الحكومات بعدم وجود قناصة، وعدم إطلاق الداخلية النار على المتظاهرين. وإن كان الأمر حينذاك شهد رد فعل سريع بإشهار فارغ الخرطوش تلاه نشر العديد من الفيديوهات ضد تلك التصريحات حملت تعليق شهير ''فعلا الداخلية ما ضربتش نار''؛ فهذه المرة جاء عبر نشر فيديو إطلاق الشرطة قنابل الغاز والخرطوش من خارج أبواب الجامعة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا