انضم للثوار وشارك في ثورة 25 يناير، تولى مقاليد رئاسة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، ولكنه لا يقبل تدخل أي فصيل في سياساته في شئون عمله الرقابي.. اعترف بوجود قصور في بعض الأجهزة الرقابية، ولكنه تمنى إسناد مهمة الرقابة على الفضائيات له .. أسئلة كثيرة ومشاكل عديدة وجهناها إلى السيناريست عبد الستار فتحي رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر، في الحوار الذي جاء نصه كالتالي: كيف ترى حال السينما الآن من وجهة نظرك؟ للأسف الشديد، السينما الأن تمر بظروف صعبة جداً, بسبب المشاكل التي يواجها الإنتاج الأن, ولكن نحن نمتلك مجموعة من الشباب العاشقة للسينما، تستطيع تقديم موجة جديدة تتحايل بها على هذه الظروف، وأنا متفائل بهذا الجيل لو تم تقديم له يد العون و المساندة والتشجيع. هناك اتهام موجهه للرقابة بانها تقوم بإيجاز مسلسلات بها مشاهد غير لائقة للعرض في رمضان .. فما تعليقك؟ أتحدى أي مُشاهد بعد انتهاء شهر رمضان يكون قد شاهد مسلسل كامل، أما بخصوص أن هناك أعمال تشين لهذا الشهر الكريم وغير لائقة للعرض، فهذا كلام عار تماما من الصحة، لأننا أمام دراما لها قواعدها وأصولها، وإذا خرجت عنها او حذفت منها شيء تسقط الدراما، واذا كان البعض يعتقد أن بعض المسلسلات تقدم ما يشين أو ينتهك حرمة شهر رمضان، فمن الطبيعي لو تم عرضها في شهر أخر ستحمل نفس الضرر. ولكن هناك مشكلة أخرى كبيرة تواجه شهر رمضان، وهى قلة إنتاج المسلسلات الدينية والتاريخية، وإذا تم إنتاج هذه المسلسلات تتم اذاعتها في أوقات سيئة جداً، وتكتشف في النهاية أن المسلسل يتعرض لخسارة فادحة. كان النظام السابق يسمح بأفلام ومسلسلات تهاجم الإخوان.. كيف ترى الصورة الآن؟ لم تكن الإساءة للإخوان بقدر ما كانت الاساءة للإسلاميين، وكان هناك في ذلك الوقت موقف عدائي من السلطات ضد هذا الفصيل، ولو نظرت الى السلطة في مصر ستكتشف أنها كانت دائماً على عداء مع التيارات الاسلامية منذ 1928، لأنهم كانوا جماعة اكثر تنظيما،وكان ما يقلق السلطات في مصر هذه القوة، وشعورهم الدائم من انقضاض التيار الإسلامي على الحكم.
والأن.. الوضع أختلف، لأن كل فصيل له منبره الخاص لعرض رؤيته ورأيه الخاص. هل هناك أزمة بين الرقابة وبعض الأعمال مثل أفلام ''جرسونيرة'' و''للكبار فقط'' و ''أسرار عائلية'' ؟ بخصوص فيلم ''جرسونيرة'' كانت هناك بعض التعديلات في السيناريو، متعلقة بالآداب العامة، وجلسنا مع أصحاب الفيلم لمناقشة التعديلات، وبعد تنفيذها تم الموافقة على إجازته. أما بشأن فيلم ''للكبار فقط ''، فمنذ عامان تقدم لنا المخرج على بدرخان بنسخة من سيناريو الفيلم، وبعد قراءته اكتشفنا بعض المشاهد التي لابد أن يتم تعديلها،فطلبنا منه إجراء بعض التعديلات داخل السيناريو، وبعد التعديل قمنا باستخراج ترخيص بالموافقة على الفيلم، وبمجرد انتهاء مدة الترخيص جاء الينا بدرخان ليجدده من جديد، ففوجئنا بتقديمه لنا النسخة القديمة التي تم رفضها، وطلبنا منه النسخة المعدلة فذهب ولم يعد حتى الأن. وفيما يتعلق بفيلم ''أسرار عائلية '' كانت هناك خلافات كثيرة بسبب أن الفيلم يناقش قضية الشذوذ، فطلبنا من السيناريست هاني فوزى تعديل الفكرة وأن تتطرق الى مناقشة السلوك الإنساني من منظور سيكولوجي، من خلال شخص لدية مشكلة الشذوذ الجنسي يلجأ الى دكتور نفساني ، يحاول علاجه عن طريق رؤية جديدة في اطار علمي بحيث لا يسيء الى سمعته بين المجتمع، ولذلك كنا حرصين على التركيز في هذه المنطقة، ولم يأتي ايضاً الى الان. متى تتخذ الرقابة قرارًا بإلغاء فيلم؟ لو خرج الفيلم عن الأعراف المتفق عليها من قبل الرقابة، وإذا تم تصويره قبل إجراء الموافقات، وهذه أمور نادرة الحدوث، ولكن أمام هذا أضطر أن اشاهده بسبب التكاليف التي تم صرفها على الانتاج، ولو رأيت أنه يصلح للعرض، يتم الموافقة عليه. ما رأيك في محاصرة وزارة الثقافة من قبل فنانين ومثقفين؟ كلنا نسعى للأفضل في العمل، وسأتابع عملي في كل الظروف الموجودة حاليا، وكلا منا له قناعاته ورأيه الخاص به، ومن حقي الاحتفاظ به، ولا أستطيع التحدث خارج هذا الجهاز وابداء رايي، لأن دوري فقط ينحصر في المحافظة على حركة الحرية وحقوق وقوانين المكان، ولو استشعرت أن هناك من يريد أن يوجهني أو يتدخل في عملي سأتركه فوراً. صرحت بأن الإخوان لم ينتبهوا إلى الرقابة حتى الآن ..ماذا تقصد؟ كان هذا التعبير عبارة عن مدح، بمعنى أن الإخوان تاركين الرقابة حتى الأن، ولأبد ان يعلم الجميع أن الإخوان جزء من نسيج هذا المجتمع، وإلى الأن لم يصلني او يطلب مني أن أفعل أشياء خاصة لصالح الإخوان.. أو أي فصيل اخر، أنا إلى الأن أعمل بحرية مطلقة. حدثنا عن آخر استعدادات الرقابة لمسلسلات رمضان . إلى الآن تقدم لنا 27 مسلسل.. جميعهم في مرحلة المونتاج.. وأرسلنا الى كل الشركات سرعة المونتاج لإتاحة الفرصة لمشاهدة كل المسلسلات، ولم يتم عرض أي حلقة في رمضان إلا بموافقة جهاز الرقابة، وذلك بالتعاون مع اكثر من 30 رقيب. كيف تتعامل الرقابة مع المسلسلات والأفلام المستوردة من الخارج؟ للأسف الشديد.. لسنا لنا رقابة أو سيطرة على الفضائيات، وأبسط مثال المسلسلات التركية التي يتم استيرادها من قبل التلفزيون والفضائيات.. وهذا يعد خارج سلطتنا، فقطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الانتاج، لهم جهاز رقابي خاص بهم.. ورأيي.. أن ما يبث على أرض مصر لابد من مروره بجهاز الرقابة، ولذلك تقدمت لوزارة الثقافة بأكثر من مذكرة لضم القنوات الفضائية الى جهاز الرقابة.. للحد من تجاوزات هذه القنوات، لأن هناك مشكلة خطيرة تقوم بها هذه القنوات، بقيامها بعرض أفلام عليها بعض الملاحظات.