بعربة ذات ألوان زاهية تجذب الأطفال حولها، يجوب بها شوارع القاهرة، ربما رأيته أو أكلت منه ذات مرة في أحد شوارع المحروسة؛ فحاله كحال عشرات من البائعين في شوارع القاهرة، باحثين عن الرزق تحت شمسها الحارة. ''أحمد'' شاب مصري لم يتجاوز العشرين عامًا، إلا أنه قضى تسع سنوات على عربته الصغيرة، الصدفة جعلت من حلوى ''الآيس كريم'' مهنة له يكتسب منها قوت يومه؛ فوالده يملك ماكينة صنعها في منزله، الأمر الذي دفعه إلى شراء عربة ''آيس كريم'' وأدواتها لكي تكون مصدرًا لرزقه وفرحة الصغار.
أشكال متنوعة من البسكويت الأصفر أو الأسمر، تصطف على عربته الصغيرة، بجانب أكواب بلاستيكية تحيطها ألوان مبهجة، والتي تجعل الأطفال بمجرد رؤية العربة التشبث بآبائهم وأمهاتهم من أجل دفعهم لشراء ''الآيس كريم''.
مشوار يقطعه ''أحمد'' من إمبابة إلى منطقة العتبة كل يوم، بحثًا عن الرزق وسط شوارع القاهرة، لا يخلو يومه من فصال أهالى الأطفال في أسعار ''الآيس كريم''، أو حثه لوضع المزيد منه بالكوب ''ما تتوصى شوية''، لكنها لا تزعجه لأنه يرى ''الزبون دايمًا على حق''، ويقول: '' ده أكل عيشنا ولازم نريح الزبون''.
وعلى الرغم من صغر سنة إلا إن ''أحمد'' هو ''عمو'' لكل الأطفال؛ فبنصف جنيه مصرى إلى جنيهان تتراوح أسعار سلعة ''أحمد''، كما لا يمانع أن يتذوق الزبون من بضاعته المثلجة قبل الشراء، وحتى إن لم يشترِ منه.
لا يرى ''أحمد'' أي فرق بين ما يبيعه من ''آيس كريم'' وما يباع في المحلات سوى السعر؛ فأقل قطعة ''آيس كريم'' المغلفة لا يقل ثمنها عن ثلاثة جنيهات، بينما لديه نصف جنيه كافية لفرح طفل ب''كوب آيس كريم''، على حد قوله.