علق الكاتب الصحفي مدحت الزاهد، المتحدث الرسمي لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، على الذكرى ال 65 للنكبة الفلسطينية، مشيراً إلي أن الذكرى الجديدة للنكبة تحل بثلاث ملامح جديدة، وأمرين مستحدثين. وأكد الزاهد في تصريحاته ل ''مصراوي'' أن النقاط المحيطة بالذكرى الجديدة التي تحل يأتي على رأسها تصعيد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، بداية من اقتحام حرم المسجد الأقصى بجحافل كثيرة من المستوطنين الإسرائيليين، وتعطيل إقامة شعائر الصلاة ورفع الأذان، فضلاً عن اعتقال إمام الأقصى، والتهديد بهدم المسجد ذاته. وقال إن ذلك هو تطوير لحملة واسعة من تهويد القدس والتضييق على الشعب الفلسطيني واجباره على الرحيل، مضيفاً أن الملمح الثاني الواقع بالتزامن مع استهداف الأقصى والقدس ومحاولات تهويدها، وهو بعث ''مشروع تبادل الأراضي''، وذلك للاعتراف بالمستوطنات وإخراج السكان الفلسطينيين من المدن الإسرائيلية المحتلة منذ 48 مثل الناصرة وبقية المدن، عن طريق التنازل عن أراضيهم داخل تلك المدن مقابل الحصول على قطع أخرى بصحراء النقب، وذلك خوفاً من زيادة أنسالهم وأعدادهم بما يحقق اغلبية سكانية للفلسطينيين مقابل الإسرائيليين، مما يحقق تغيير ديموغرافي. وأكد الزاهد أن اسرائيل تتبع خطة تبادل الأراضي في كافة الجبهات المحيطة''، مشيراً إلي أن مخططها التوسعي يمتد كالسرطان، ولا يرتوي لضم مزيد من الأراضي، مستشهدا باتفاقية أوسلو التي كان من المفترض انتهائها عام 98، والتي كانت تخلص إلى العودة لحدود 67، وأنها كانت شو لمسرحية سلام لم تسفر عن شيء. وقال المتحدث الرسمي لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي :'' يحدث كل ذلك تزامناً مع الوقت الذي قامت فيه اسرائيل بالاعتداء على سوريا وضرب دمشق بالقنابل، هو عدوان إجرامي بامتياز، ذلك بغض النظر عن إجرام بشار الأسد''، مشيراً إلى أن سياسة كلٍ من أمريكا وإسرائيل لم تستهدف أنظمة أو حكام لجرائمهم ضد شعبهم، ولكنهم يتحركون تحت خضوع لمخطط الهيمنة أو بعيد عنها، وضرب سوريا يستهدف فك روابطها مع روسيا وايران وحزب الله واخضاع سوريا لذلك المخطط، بالإضافة لاستهداف عناصر الممانعة في النظام السوري. فيما أشار الزاهد إلى أن المتغير الجديد هذا العام في الحديث عن النكبة، أنه لدينا في العالم العربي بعض الحكومات الإخوانية، مثل حكومة حماس في غزة، وحكومات تونس، مصر، والمغرب، ورغم ما يُرفع من شعارات تحرير الأقصى لم نرى سوى التواطؤ والصمت الجبان وتكبيرات الخيانة وقت ضرب اسرائيل لسوريا. واستطرد، ''رأينا من الحكومات ما يفسر دعم الأمريكان للحكم الإخواني، وذلك لمدى ارتباطها وتكيفها مع الخريطة''، مستشهدا باستدعاء مصر للسفير الإسرائيلي لسبب يتعلق بإساءة معاملة البعثة الدبلوماسية المصرية في تل أبيب، وليس لما حدث في القدس أو سوريا، ولم تنتهز الفرصة لطرد السفير الإسرائيلي من مصر وسحب البعثة المصرية من تل أبيب، ذلك الأمر الذي يعد إعادة إنتاج الأنظمة اللي ثارت الشعوب عليها - علي حسب قوله. وقال الزاهد أن المستحدث الثاني هو الاعتراف بفلسطين كدولة مراقب، مؤكدا أن ذلك له دلالة رمزية وايجابية، لكنها لا تكتمل إلا بترابط الشعوب العربية والتواصل مع حركات المقاومة في العالم، لدعم حركة المقاومة الفلسطينية وفرض العقوبات على اسرائيل، وعزلها عن العالم''. وأضاف ''الاعتراف بفلسطين نوع من التقدم الجيد ذو الدلالة، لكنها لم تتجاوز هذه الدلالة، في الوقت الذي مازال فيه الاحتلال يتحكم تماماً في الدولة، ولا يريد إعطائها حقها، ولا حتى المساومة، التي بها تأخذ فلسطين أقل من20% من حدودها، فكل الشواهد تشير إلى الاستيطان، وسياسة القضم والهضم، وبالتالي مازلنا داخل نفس القصة وما يتعلق بمبادرات السلام غطاء لتوسع عدوانها''. وأوضح الزاهد أن حل القضية الفلسطينية يكمن في نضال الشعوب العربية المشترك، ووجوب رؤية خطر العدو، وتقوية روابطها النضالية وإجبار حكوماتها على تجميد التطبيع والتعبئة لرفض مشاريع تبادل الأراضي وطرح القضية مع المنظمات الدولية، خاصة أنها جرائم بامتياز، تتثبت أنهم كيان استعماري استيطاني لا مجال للسلام معه، الأمر الثابت تاريخيا حتى عندما عرض عليهم عرفات المقايضة في أوسلو، وحين اعلان الاستقلال الفلسطيني عام 88، نحن أمام عدو احتل كل جيرانه، فيجب الانتباه الشديد حين نتحدث عنه''.