تنظم سفارة هولندابالقاهرة في الفترة من 30 إبريل إلى 20 يونيو 2013 "هنا هولندا"؛ وهي سلسلة من الفعاليات الثقافية والاقتصادية التي تعرض للمصريين مختلف الجوانب التي تتميز بها هولندا، تسعى السفارة من خلال ذلك إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وهولندا. وكانت العلاقات بين البلدين قد توطدت منذ تأسيس أول قنصلية هولندية في مصر منذ أكثر من قرنين، وتوطدت بالمثل العلاقات الاقتصادية بين مصر وهولندا على نحو كبير على مر الأعوام السابقة خاصة في الاستثمار المباشر والتجارة. كما تعتبر هولندا حاليًا ثالث أكبر مستثمر في مصر من الاتحاد الأوروبي ورابع أكبر شريك اقتصادي لمصر من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن أنها الشريك الاقتصادي الثاني عشر لمصر في العالم. وعقب ثورة 25 يناير ازدادت التجارة بين البلدين أكثر من ذي قبل، ويمكن تبين ذلك في الإحصائيات الخاصة بإجمالي قيمة التجارة بين البلدين في 12/2011 (2.879 مليون دولار – 2 مليار و879 مليون دولار) مقارنة بقيمتها في 11/2010 (2.447 مليون دولار – 2 مليار و447 مليون دولار). وعملاً على تمتين الروابط الاقتصادية الثنائية.. دشنت الحكومة الهولندية عددًا من البرامج التي يمكن أن تنتفع منها الشركات المصرية والهولندية بهدف تعزيز النمو التجاري في مصر. كما أطلقت الحكومة الهولندية برنامج "ماترا ساوث" Matra South لدعم التحول الديمقراطي في مصر وغيرها من البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية في المنطقة العربية. اتسم كذلك التعاون التنموي بين مصر وهولندا بالتميز الكبير، ففي الأعوام 35 الماضية دعمت هولندا مصر من خلال العديد من الأنشطة والمشروعات في مجال إدارة المياه، وإعادة توزيع النمو، وحقوق الإنسان والمرأة. وتدعم السياسة التنموية الهولندية الثقافة أيضًا؛ إذ يعتبر تعزيز فرص إيجاد ثقافة مستقلة ومبدعة في مصر بمثابة مساهمة في التنمية الشاملة، في حين أن توطيد العلاقات بين الفاعلين الثقافيين في هولندا ومصر من بين طرق تحفيز الحوار. وفي الآونة الأخيرة كانت الأنشطة التنموية في المجال الزراعي والمائي تتحول من التعاون التنموي إلى توجه مبني أكثر على علاقة اقتصادية وتجارية. فعلى سبيل المثال، يعمل أصحاب المصالح من مصر وهولندا بشكل وثيق معا من خلال برنامج "مونديال المياه"؛ حيث تعمل الحكومتان ومؤسسات المعرفة والشركات جميعًا في تواؤم لتعزيز الاستخدام والإدارة المستدامة للمياه التي تمثل مصدرًا ثمينًا للحياة. الاحتفال بالعلاقات الثنائية تحتفل السفارة بالعلاقة الخاصة بين مصر وهولندا في "هنا هولندا"؛ وهي سلسلة من الفعاليات التي تبدأ في اليوم الوطني لهولندا (يوم الملكة) والموافق 30 أبريل. وسيكون اليوم الوطني هذا العام مناسبة خاصة؛ إذ إن "الملكة بياتركس" ستتنازل عن العرش لنجلها الأمير "ويليام أليكساندر" والذي سيصبح أول ملك لهولندا منذ عام 1890. تنمية الأعمال ومشاركة المعرفة تنظم السفارة أثناء "هنا هولندا" مجموعة كبيرة من الأنشطة الاقتصادية التي تركز على القضايا التالية: الطاقة (خاصة في ظل ارتفاع أسعارها)، والزراعة المائية باعتبارها أحد أكثر القطاعات الزراعية ازدهارًا، وهولندا باعتبارها بوابة إلى أوروبا، وأخيرًا التعاون بين الشركات المصرية والهولندية في مجال اللوجستيات الزراعية. وفي هذا السياق، تعقد ندوة يوم 14 مايو القادم حول الاستخدام الفعال للطاقة تستهدف نادي الأعمال المصري الهولندي ومجتمع الأعمال على النطاق الأوسع، وكذلك الحكومة المصرية والمانحين الدوليين. وتتمتع هولندا بخبرة موسعة في مجال الاستخدام الفعال للطاقة نظرًا لتجربتها الطويلة في إبرام اتفاقيات طوعية بين الحكومة والقطاع الصناعي تمتد سنوات عديدة حول كفاءة استخدام الطاقة؛ مما جعل من قطاع الصناعة الهولندي من بين الأكثر توفيرًا للطاقة في العالم. وسيشارك متحدثون بارزون من القطاع الخاص الهولندي في الندوة بتقديم عروض حول الاستخدام الفعال للطاقة، والنماذج الاقتصادية، وأفضل الممارسات والحلول المتاحة للأعمال والصناعات. وسيعرض وزير الكهرباء والطاقة وممثلين للحكومة المصرية سياسات الحكومة ورؤيتها حول الاستخدام الفعال للطاقة. ويتمتع قطاع الزراعة المائية في مصر بآفاق واسعة نظرًا لاعتباره من بين أفضل عشرة في العالم من حيث كمية الإنتاج. في المقابل، تتمتع هولندا بموقع قوي في هذا المجال، ويهتم قطاع الزراعة المائية الهولندية كثيرا بالتعاون من نظيره المصري. وفي هذا الشأن، تنظم السفارة ندوة حول الزراعة المائية في 15 مايو. كانت بعثة هولندية قد زارت مصر في إبريل من العام الجاري وحددت فرصًا متعددة للتعاون والتنمية بين الشركات. ستنشر الندوة نتائج البعثة، كما ستشمل الندوة عرضًا يقدمه مُنتِج هولندي للأغذية السمكية يستثمر في الإنتاج الغذائي السمكي المحسن في مصر؛ حيث سيتحدث عن خبراته في هذا المجال. وستقدم جامعة "فاجينينجين" الهولندية عرضًا عن نتائج مشروع تجريبي أجرته مع إحدى الشركات المصرية حول إنتاج محاصيل نقدية قليلة الأملاح في المياه قليلة الملوحة وكذلك الزراعة المائية. وتدعم هولندا مركزا تجاريا جاذبًا للشركات العالمية التي تتوسع في أوروبا.. لذا، تنظم السفارة بالتعاون مع وكالة الاستثمار الأجنبي الهولندية فعالية في 10 يونيو تستهدف المستثمرين المصريين تحت عنوان "هولندا: بوابة أوروبا". وسيقدم متحدثون من خلفيات متنوعة عروضًا عن نقاط التميز الفريدة في هولندا كوجهة تجارية تقدم للمستثمرين الأجانب بيئة تيسر التجارة الدولية والتصدير الفعّال والإبداع والتعاون مع عدد من أفضل الشركات والمؤسسات البحثية في العالم. وفي سبيل تعزيز قطاع اللوجستيات الزراعية، تدعم وزارة الشئون الاقتصادية الهولندية برنامج اللوجستيات الزراعية بهدف خلف أرضية للتنمية بين الشركات المصرية والهولندية العاملة في قطاع الفواكه والخضروات الطازجة. وستعقد السفارة في الأسبوع الأول من يونيو ندوة لمشاركة الخبرة الهولندية في مجال اللوجستيات الزراعية، إضافة إلى عرض نتائج البعثات الهولندية المتعددة التي زارت مصر لبحث واستكشاف فرص التعاون. وستشارك الشركات الهولندية العاملة في قطاع اللوجستيات الزراعية في الندوة. الروابط الثقافية: الماضي والحاضر والمستقبل تحرص السفارة أثناء "هنا هولندا" على عرض نماذج من العلاقات الثقافية الثرية بين هولندا ومصر. وبمناسبة مرور 400 عام على بدء الدراسات العربية والإسلامية في هولندا، تنظم السفارة بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية وقطاع العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة المصرية معرضًا خلال شهور يونيو في قبة الغوري بعنوان "فن الكتاب الإسلامي من مجموعة ليدن – الجمال في المخطوطات الشرقية". كان عام 1613 قد شهد إنشاء قسم اللغة العربية في جامعة ليدن مما يجعله من بين أقدم الأقسام في أوروبا. وتنعكس هذه الثقافة العريقة من الدراسات الشرقية في ثراء مقتنيات مكتبة الجامعة؛ حيث تحتفظ جامعة ليدن في الوقت الحاضر بنحو 4000 مخطوطة عربية إضافة إلى 2000 مخطوطة فارسية وتركية عثمانية. وتحتوي المجموعة الشرقية في جامعة ليدن على العديد من المقتنيات الثمينة مثل كتاب الحشائش وهو ترجمة عربية Materia Medica للباحث الهلينسيني "ديسقوريدوس"، ويرجع تاريخ هذه المخطوطة إلى عام 475 هجريًا/1083 ميلاديًا، وتعتبر أقدم مخطوطة عربية موضحة عن موضوع علمي لا زالت موجودة. ويعزى جمال المخطوطات الإسلامية، إلى حد كبير، إلى فن كتابتها والمنمنمات والرسوم التوضيحية الواردة فيها، وتثري هذه العناصر الرئيسية الثلاث كذلك من المخطوطات الإسلامية الموجودة في المجموعة الخاصة بجامعة ليدن، فهي تقدم دليلاً على الوحدة والتنوع في الأشكال الفنية في العالم الإسلامي. وللاستمتاع بثراء الفنون المعروضة في هذه المخطوطات دون الاضطرار إلى السفر إلى ليدن، ستعرض مجموعة مختارة من أكثر الخطوط والرسومات والتوضيحات جمالاً في المعرض بقبة الغوري. ولتقديم السينما الهولندية إلى الجمهور المصري؛ تنظم السفارة والمعهد الهولندي الفلمنكي بالقاهرة ثلاثة عروض لأفلام هولندية بترجمة عربية. تعرض الأفلام أسبوعيا في مقر المعهد، وستكون البداية يوم 12 مايو بأمسية من الأفلام الهولندية القصيرة تنتقيها وتعرضها المخرجة السينمائية المصرية هالة جلال. وتشتهر موسيقى التكنو في هولندا، ولذلك تحتل موقعًا بارزًا في فعاليات "هنا هولندا". وفي هذا الإطار، ينظم الفنانون الهولنديون "Staalplaat" بالتعاون مع "100COPIES – Music Space" في الفترة من 12 إلى 14 مايو ورشة عمل عن إنتاج الآلات الموسيقية للأطفال، بهدف إيضاح عملية التصميم الإبداعي وإدراك الأفكار الفريدة والحث عليها. كما ستشارك إحدى الفرق الهولندية في مهرجان "100LIVE" خلال شهر يونيو؛ وهو مهرجان سنوي يعقد في القاهرة لموسيقى التكنو. وسيختتم "هنا هولندا" في 20 يونيو بحفل تحييه فنانة الدي جي الهولندية المشهورة عالميًا "إيزيس". كانت "إيزيس" قد احتفلت في إبريل من العام الجاري بمرور 20 عامًا على بدء مسيرتها الفنية في عالم الدي جي؛ حيث تعد من أوائل السيدات في العالم اللاتي عملن في هذا المجال. تقدم إيزيس، إلى جانب الحفل، ورشة عمل حول تقنيات الدي جي.