تكريم الأم والاحتفاء بها مبدأ غير معلن اتفقت عليه جميع شعوب الأرض مهما اختلفت أعرافهم ومواثيقهم وعاداتهم وتقاليدهم، والاحتفال بعيد الأم هو ترجمة لفضل الأم على أبنائها فى حملهم أجنة ورعايتهم صغارا وكبارا ، وبهذا الفضل جعل الله طاعة الأم طريقا للجنة. واحتفال مصر غدا الخميس بعيد الأم يواكب الذكرى 57 على بداية أول احتفال للمصريين بأمهاتهم فى عام 1956(يوم 21 مارس من كل عام) بعدما نجح الصحفى الراحل على أمين فى طرح فكرة الاحتفال، وتعبئة الرأى العام تجاه ضرورة الاحتفال بالأم فى يوم يتذكر فيه الكبار والصغار عطاءها عليهم وفضلها حيث يقدم الأبناء هدايا تذكارية لأمهاتهم ولمن كانت لها فضل عليهم تحمل من المعنى أكثر مما تحمله فى القيمة. وكرمز للعطاء والخير الذى يجمع بين الأم والربيع يتزامن احتفال مصر بعيد الأم مع أول أيام الربيع ، فمثل حلول الربيع على الأرض والذى تتفتح معه الزهور ، تسعى الأم إلى رعاية أبنائها وحمايتهم وتساعدهم على تفتح عقولهم بالتربية السليمة والمحبة والصفاء والمشاعر الجميلة فتتفتح زهورهم للحياة. والاحتفال بعيد الأم هذا العام يجب أن يكون مناسبة لإحداث تغيير كبير فى اتجاه المصريين نحو مصر بلدهم من خلال تعزيز الانتماء لها ، وصقل قيمة المواطنة فى نفوسهم. ويأتى هذا العيد وسط كم هائل من التحديات التى تواجه مصر (الرحم الثانى) لكل المصريين، مما يحتم عليهم استغلال هذه الفرصة فى الاحتفاء بوطنهم، وإعطاء دفعة جديدة وقوية لشعور الانتماء لهذا الوطن على أن يكون مناسبة لتجديد صيحة التحذير المتمثلة فى التأكيد على أن الحرية ليست تعبيرا وتجسيدا عن الفوضى التى تمثل خطرا عاما وشاملا والدعوة للسعى للتكاتف من أجل إعادة ما فقدته مصر طويلا من علامات وملامح الحياة وتعزيز قدراتها. ويبقى دور المواطن المصرى مطلوبا تجاه وطنه الأم فى عيد الأم وبعده بالمساهمة فى تغيير حياته عبر مشاركته فى الإنتاج والتنمية. وأدوار الأم لا تعد ولا تحصى ولذا توصف ''بالأرض'' لما فيها من القدرة على العطاء دون مقابل ولا أجر ..فالأم تشكل الجانب المهم فى الحياه ، والأفراد الذين لا يقدرون قيمة الأم لا يشعرون بقيمة الحياة ، فهى المدرسة التى تساوى نصف المجتمع وتشكل النصف الآخر وتقوم بتربيته وإعداده للمستقبل ، رغم ما تعانيه من عدم إنصاف لحقوقها. وقد ورد أن الاحتفال بعيد الأم بدأ عند الإغريق باحتفالات عيد الربيع ، وكانت مهداة إلى الإله الأم ''ريا'' زوجة كرونس الإله الأب وفى روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل ''سيبل'' وهى أم آخرى للآلهة. ثم جاء اليونانيون القدامى ليكون عيد الأم ضمن احتفالات الربيع ، وفازت الإلهة ''رهيا'' بلقب الإلهة الأم ، لأنها كانت اقواهم على الإطلاق ، وكانوا يحتفلون بها ويقدسونها ، وأيضا الرومانيون كان لهم أم لكل الآلهة تسمى باسم (ماجنا ماترا) والأم العظيمة. وفى أمريكا كان أول احتفال بعيد الأم فى 12 مايو عام 1907 ، عندما توفيت امرأه تسمى آنا جارفيس فى ولاية فيرجينيا ، وكانت لها رغبة حققتها ابنتها .. فالأم قالت إذا قامت كل أسرة من الأسر المتحاربة مع بعضها بتكريم الأم والاحتفال به سينتهى النزاع والكره الذى يملأ القلوب وظلت الابنه تنادى بأن يكون هذا العيد عيدا عالميا تحتفل به أكثر من 40 دولة على مستوى العالم. ويختلف تاريخ الاحتفال من دولة لأخرى تبعا لاختلاف العادات المتبعة به .. ففى النرويج يحتفلون به فى 2 فبراير، والارجنتين يوم 2 أكتوبر، وبلاد الشام أول يوم فى فصل الربيع، وجنوب أفريقيا أول أحد من مايو، والهند أوائل شهر أكتوبر ويستمر الاحتفال عشرة أيام، ويسمى درجا بوجا وهى أم مقدسة لديهم وهى أهم إلهة هندروسية وهى طويلة للغاية ولها عشرة أذرع وتحمل فى كل ذراع سلاحا لكى تدمر الشر.
وفى البرتغال وأسبانيا يحتفلون به فى 8 ديسمبر، وفى فرنسا آخر أحد فى مايو يتم الاحتفال به على أنه عيد ميلاد للأسرة وتتناول الأسرة معا العشاء، وفى السويد آخر أحد فى مايو وهو يوم أجازة هناك ويطلق عليه أجازة العائلة. أما فى اليابان فهو يوم الأحد الثانى من مايو، وفى إثيوبيا لا يوجد يوم محدد للاحتفال به ويرتبط اليوم بانتهاء موسم المطر هناك، وفى المكسيك وأمريكا الجنوبية 15 مايو، وهو أكبر احتفال لإرسال الكروت وبطاقات المعايدات.