أكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن صورة بلادنا هذه الأيام مؤلمة، حيث يوجد انقسام خطير في الأمة مع تفاخر وتخاصم، مشيراً إلى أن أسلوب الخصام تعدى حدود الشرع إلى درجة الفجور في الخصومة. واضاف برهامي، في تصريحات له، اليوم الاثنين، ان هذا الخلاف ابعدنا عن مواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة، التى تهدد في المقام الأول الفقراء والمستضعفين، بالإضافة للأزمة الخطيرة وهى الوقود، التى تضطرب لها شوارع البلاد في كل المحافظات، بخلاف أسراب الجراد التى تهدد زراعاتنا وأشجارنا بالخطر المدمر. وقال برهامي، عبر موقع "صوت السلف"، التابع للدعوة السلفية، إن الأزمة الأمنية يزداد فيها ترويع الآمنين، ويُرفع السلاح ويستعمل عند أول مشاجرة، ويتجرأ المجرمون على حرمات الناس من دماء وأعراض وأموال، وتوقف في عملية التنمية والاستثمار التي هي المفتاح الضروري لتوفير فرص العمل الحلال وتحسين الوضع الاقتصادي. وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية: " بالإضافة للفشل في استكمال مؤسسات الدولة التي تستطيع تحقيق الاستقرار، وفتح أبواب الرزق الحرام من الربا من جهة، ومن السماح للفكر الشيعي الرافضي الخبيث ببداية الغزو الثقافي والمجتمعي والبشري لبلادنا من جهة أخرى!". ودعا برهامي، إلى تحقيق التقوى بطاعة الله وطاعة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ونصرة دينه، مسترشداً بقول الله: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، وتقديم مصلحة الدين والأمة والوطن على مصلحة الحزب والطائفة والجماعة، والعمل بكل ما يُقدر عليه المرء من الشرع وعدم تفريق الدين زورًا فيؤمِن ببعض ويكفر ببعض أو يعمل بما يهواه ويترك ما لا يوافق هواه، فإن هذا من أعظم أسباب التفرق والتحزب المذموم في خلاف الأمة وانقسامها. وناشد القيادي السلفي، الجميع بضرورة الاعتصام بالوحي لأنه سبب وحدة الأمة واجتماعها، وتجنب الفساد والفجور في الخصومات، مثل الغيبة، والنميمة، والبهتان، والكذب، ونقض العهد، وخلف الوعد، وخيانة الأمانة، والسخرية من الخصوم، وإغلاق باب التحايل على شرع الله فإنما ضاقت الأرزاق الحلال وارتفعت أبواب الرزق الحرام بسبب الفسق. وتابع برهامي، قائلا: " أنه ليس هناك علاج من هذا الضيق بأن نسمي الأشياء بغير اسمها اتباعًا للناس فنفعل فعل اليهود الذين استحلوا محارم الله بأدنى الحيل، إنما العلاج هو التوبة وترك الفسق الذي أودى بنا إلى الهاوية، ومخالفة شرع الله هي سبب هذا الضيق - على حد قوله".