قال محمد صابر عرب، وزير الثقافة، إن الوزارة تواجه مشكلة مادية كبيرة لعدم حصول وزارة الثقافة منذ عامين على النسبة القانونية والتي تبلغ 10 % من إيرادات وزارة الآثار، والتي كان يختص بها صندوق التنمية الثقافية لدعم المشروعات الثقافية في شتى مجالاتها. جاء ذلك أثناء قيام وزير الثقافة بجولة تفقدية لقصر عائشة فهمي بالزمالك، للوقوف على أهم مستجدات الترميم والتطوير الخاصة بالمرحلة الأولى من المشروع، والمعوقات التي تحول دون تنفيذه بصورة طبيعية. وأضاف الوزير ''نحن نسعى من أجل استعادة حقوقنا في هذا الصدد، وهناك تعليمات من رئيس الوزراء هشام قنديل، للحكومة بضرورة حل هذه الإشكالية''، مشيراً إلى أن المشكلات التى تواجه وزارة الثقافة والمتعلقة بالدعم المالي بشكل عام لا تختص بها وحدها ولكن شأنها في ذلك شأن بقية الوزارات الحكومية تأثراً بالوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه جميعا. ووافق الوزير على طلب أحد العاملين بالقصر بضرورة تواجد فريق عمل من الفنيين لمتابعة أعمال الصيانة به، والتعاقد مع شركات النظافة والصيانة مثل ما حدث في متحف الفنون بالإسكندرية، وأن تكون إدارة القصر من الشباب. وتابع الوزير: ''لدينا استراتيجية محددة وتصورات حماية وصيانة لكل ما يمكن افتتاحه من مباني أو متاحف أو منشآت، ولا يتم افتتاح أي منها إلا بعد توفير وسائل الحماية والإنذار والإطفاء والصيانة وغيرها من الاحتياطات''. وشدد على ضرورة تجريم كل ما من شأنه الاعتداء على المباني التراثية والثقافية أو تشويهها أو هدمها، مشيرا إلى أن مصر تمتلك ثروات غير مستغلة. وأكد الوزير على أهمية وجود عمالة مدربة ومؤهلة لطبيعة العمل بكل موقع ثقافي، وحتمية ارتباط عدد العمالة مع الاحتياج الفعلي للعمل، مضيفا ''إننا نعتمد في أسلوب عملنا بالوزارة على الاحتكاك وتبادل الخبرات بيننا وبين العالم الخارجي''. وأضاف وزير الثقافة قائلا: ''إنني لن أدخر جهداً في العمل من أجل الارتقاء بالثقافة المصرية ونشرها في كل أقاليم الجمهورية، ولدينا العديد من المشروعات الثقافية التي سيتم افتتاحها قريبا منها افتتاح مركز ابداع دمنهور وذلك يوم 9 مارس الجاري، بالإضافة إلى افتتاح مجموعة من المشروعات المتعلقة بقصور الثقافة والمكتبات في الأقصر و قنا، ومتحف ببورسعيد، و قصر ثقافة أسيوط''. يذكر أن عائشة فهمي هي ابنة علي باشا فهمي وزير الحربية وكبير الياواران في عهد الملك فؤاد، ويعد القصر أحد المعالم الثقافية الهامة بالقاهرة وتم ضمه لوزارة الثقافة عام 1995 لكى يكون متحفاً للفن الحديث يعرض فيه الفنانون التشكيليون، أعمالهم ويحتضن أمسياتهم الفنية، وبدأ ترميمه عام 2010. ومن المتوقع أن يتم تسليمه في 23 مايو المقبل، على أن تستأنف بعدها المرحلة الثانية لتطوير المساحة المطلة على النيل واستغلالها كمراسم وكافتريا للفنانين، مؤكداً على ضرورة استعادة مكانته من جديد في إتاحة الفرصة لأساتذة الفن التشكيلى والشباب لعرض أنشطتهم الفنية، وإقامة ورش العمل، الدورات تدريبية، وقد يشمل دار عرض سينمائى أو عرض للأفلام التسجيلية ذات الطابع الفنى. جدير بالذكر أن التكلفة الإجمالية لمشروع ترميم وتطوير قصر عائشة فهمي تبلغ 25 مليون جنية، ويقام على مساحة تبلغ 2700 متر مربع. وأوضح الاستشارى محمد العيسوى خلال استعراضه الpresentation القصر انه سيُعده ليكون متحفا عالميا ,كما سيتم تزويده بكافة وسائل التأمين من كاميرات داخلية وخارجية لرصد الدخول والخروج وأجهزة أطفاء الحرائق ''هاى فوج''، وسيتم تحويل السطح الى كافتيريا. رافق الوزير خلال جولته، رئيس صندوق التنمية الثقافية محمد أبو سعدة، ورئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون محمد دياب، والاستشاري محمد العيسوي، وعدد من الصحفيين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي.