أكد دكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، أنه لن يدخر جهدا من أجل الارتقاء بالثقافة المصرية ونشرها فى كل أقاليم الجمهورية.. كاشفا عن افتتاح العديد من المشروعات الثقافية قريبا، منها افتتاح مركز إبداع دمنهور يوم 7 مارس الجارى، ومجموعة من المشروعات المتعلقة بقصور الثقافة والمكتبات فى الأقصر وقنا، ومتحف ببورسعيد، وقصر ثقافة أسيوط. وقال الوزير، فى تصريحات صحفية، "إننا لدينا استراتيجية محددة وتصورات حماية وصيانة لكل ما يمكن افتتاحه من مبان أو متاحف أو منشآت ولا يتم افتتاح أى منها إلا بعد توفير وسائل الحماية والإنذار والإطفاء والصيانة وغيرها من الاحتياطات".
وطالب بضرورة أن يجرم القانون كل ما من شأنه الاعتداء على المبانى التراثية والثقافية أو تشويهها أو هدمها.. مشيرا إلى أن مصر تمتلك ثروات غير مستغلة، لكن بعض التجار والمقاولين يسعون وراء المادة لهدم بعضها أو بناء عمارات استثمارية بدلا منها أو بناء فى فراغات المكان، كما حدث مع القاهرة التاريخية التى كانت بمثابة النموذج الأمثل للعاصمة الفرنسية بباريس.
وشدد عرب على ضرورة وجود عمالة مدربة ومؤهلة لطبيعة العمل بكل موقع ثقافى، وحتمية ارتباط عدد العمالة مع الاحتياج الفعلى للعمل.. لافتا إلى أن الوزارة تعتمد فى أسلوب عملها على الاحتكاك وتبادل الخبرات مع العالم الخارجى .
وحول ترميم قصر عائشة فهمى بالزمالك الذى تفقده أمس، أكد عرب موافقته على طلب أحد العاملين بالقصر بضرورة تواجد فريق عمل من الفنيين لمتابعة أعمال الترميم وأن يدار القصر بالشباب.
وأوضح عرب أن عائشة فهمى هى ابنة على باشا فهمى وزير الحربية وكبير الياوران فى عهد الملك فؤاد، وأن القصر يعد أحد المعالم الثقافية الهامة بالقاهرة وتم ضمه لوزارة الثقافة عام 1995 لكى يكون متحفا للفن الحديث يعرض فيه الفنانون التشكيليون إبداعات أعمالهم ويحتضن أمسياتهم الفنية، وبدأ ترميمه عام 2010 ومن المتوقع أن يتم تسليمه فى 23 مايو المقبل، على أن تستأنف بعدها المرحلة الثانية لتطوير المساحة المطلة على النيل واستغلالها كمراسم وكافتيريا للفنانين .
وأكد ضرورة استعادة مكانة القصر من جديد فى إتاحة الفرصة لأساتذة الفن التشكيلى والشباب لعرض أنشطتهم الفنية، وإقامة ورش العمل، والدورات تدريبية، وقد يشمل دار عرض للأفلام السينمائية أو التسجيلية ذات الطابع الفنى .
وقال عرب إننا لدينا مشكلة مادية كبيرة لعدم حصول وزارة الثقافة منذ عامين على النسبة القانونية، التى تبلغ 10% من إيرادات وزارة الآثار والتى كان يختص بها صندوق التنمية الثقافية الذى يعد بمثابة الرئة التى تتنفس بها الجهات فى الوزارة، لدعم المشروعات الثقافية فى شتى مجالاتها، وقد تأثرت ميزانيته، وبالتبعية على دعم مشروعات جديدة لتطوير العمل الثقافى .
وأضاف، "أننا نسعى من أجل استعادة حقوقنا فى هذا الصدد، وهناك تعليمات من دكتور هشام قنديل رئيس الوزراء ، للحكومة بضرورة حل هذه الإشكالية".. مشيرا إلى أن المشكلات التى تواجه وزارة الثقافة والمتعلقة بالدعم المالى بشكل عام لا تختص بها وحدها ولكن شأنها فى ذلك شأن باقى الوزارات الحكومية التى تأثرت بالوضع الاقتصادى الصعب الذى نعيشه جميعا.
يذكر أن التكلفة الإجمالية لمشروع ترميم وتطوير قصر عائشة فهمى تبلغ 25 مليون جنيه، ويقام على مساحة تبلغ 2700 متر مربع، ويتكون القصر من 22 غرفة، بالإضافة إلى بهوين وبدروم وسطح .
واشتملت أعمال التطوير على تدعيم البدروم وبعض الأسقف والبلاطات وحقن الحوائط وأعمال الترميم من نسيج وزخارف ومقتنيات وأرضيات وخشب وزجاج معشق ودهانات ونجف، ومن أبرز الغرف، الغرفة اليابانية مصممة على الطراز اليابانى وتحتوى على أعمال فنية دقيقة ونجف وتمثالى بوذا، وتعلو الجدران وتكسوها زخارف ذهبية بارزة تمثل الحياة اليومية، وقد تم إنشاء القصر عام 1907، وقام بتصميمه الإيطالى أنطونيو لاشك، ويمول عن طريق صندوق التنمية الثقافية والمجلس الأعلى للآثار وقطاع الفنون التشكيلية.