حذر الصادق المهدى رئيس وزراء السودان الأسبق، اليوم الثلاثاء، في تصريحات ل '' مصراوي''، على هامش مؤتمر المجلس العربي للمياه، من الأصابع التى تعبث بالمقدرات المائية للسودان ومصر، ووصفها بأنها أصابع مغروزة في عقل أثيوبيا و جسدها، ولا تترك فرصة للإضرار بالعرب إلا و انتهزتها، مشيرا إلى أن سد الألفية و توابعه ونتائجه و أهدافه ومكان تنفيذه هو من صنع هذه الأصابع. وأضاف المهدى أن عدد كبير من الخبراء أجمعوا على أن ظهور سد الألفية، سيقود إلى المزيد من الجفاف، لأنه سيضرب مصر والسودان، محذرا من تداعيات انشاؤه على الأمن الوطني المائي للسودان و مصر، متوقعا أن اثيوبيا قد تبيع المياه للدولتين في المستقبل.
وأكد المهدى على أن المتضرر الرئيسي من هذا السد هى مصر، خاصه وأنه لا يوجد لديها مصدر مائي أخر غير النيل، بينما كل دول حوض النيل بلا استثناء لديها مصدر بديل وهو الأمطار، ومن ثم فالنيل لمصر قضية حياة أو موت.
وقال المهدى أن الخبراء أكدوا أن حصة مصر من المياه النيل حاليا لا تكاد تكفيها، فالزراعة تعانى ندرة مياه الري، وهناك مشاريع زراعية يجرى ريها بمياه غير صالحة نتيجة لتلك الندرة، فضلا عن أن العجز المائي سيبلغ حوالى 49 مليار متر مكعب عام 2050، مضيفا أن إقامة السد على بعد حوالى أثنى عشر كيلو مترا من الحدود السودانية، يعتبر كيدا سياسيا أكثر منه اقتصاديا ومهددا حقيقيا للأمن الوطني والمائي السوداني، لأن السد سينشأ على ارتفاع أكثر من 700 متر بطاقة تخزينية 70 مليار متر مكعب تقريبا، وإذا تعرض للانهيار فأن مصير الخرطوم الغرق تماما بل سيمتد الأثر حتى السد العالي.
وكشف المهدى عن أن الخبراء أكدوا أن إقامة السد تؤدى إلى نقل المخزون المائي من أمام بحيرة ناصر إلى الهضبة الإثيوبية، وهو ما يعنى التحكم الأثيوبي الكامل في كل قطرة ماء فضلا عن حدوث خلل بيئي، يتمثل في تحريك النشاط الزلزالي في المنطقة نتيجة الوزن الهائل للمياه المثقلة بالطمى المحتجز أمام السد، والتى يقدرها الخبراء بحوالي 63 مليار طن.