كفراشة جميلة حلقت في سماء الغناء والسينما العربية، عيونها ظلت مشرقة كلما جاءت في مخيلة مستمعيها، وخفة ظلها وابتسامتها الفريدة لا ينساها المشاهد، إنها ''قيثارة السماء'' ''ليلى مراد'' التي تحل ذكرى وفاتها ال17 اليوم. ولدت ''ليليان'' بالقاهرة في 17 فبراير 1916، ورثت جمال أمها ''جميلة سلومون'' بولندية الأصل، وصوت أبيها ''زكي مراد موردخاي'' المطرب بجوقة سيد درويش، و ''حزان - مرتل'' بالمعبد اليهودي أيضا، لم يلبث والدها ان سافر ليبحث عن عمل بالخارج وانقطعت أخباره لسنوات، اضطرت فيها للدراسة بالقسم المجاني برهبانية ''نوتردام ديزابوتر - الزيتون''، وتعرضت اسرتها للطرد من المنزل بعد نفاذ أموالهم. اضطرت الصبية ''ليليان'' وأخوها ''موريس - منير مراد'' للعمل لإعالة الاسرة، وعملت في مشغل خياطة مملوك ل''راشيل - راقية ابراهيم، وكانت صاحبة نفوذ كبير داخل الطائفة اليهودية بالقاهرة وقتها، إلى أن عاد الوالد من جديد، و ذات مرة أثناء وجود صديقه ''داوود حسني'' سمعوا غناء ''ليليان''، وعهدوها بالرعاية الفنية.. وكانت البداية. طاف الأب بإبنته أقاليم مصر وذاع صيتها، ثم غنت في حفلات خاصة لبشوات الطائفة و أصدقائهم، ثم تقدمت للإذاعة كمطربة عام 1934 ونجحت، بعدها سجلت اسطوانات بصوتها، عام 1937 وقفت أمام الموسيقار ''محمد عبد الوهاب'' والمخرج ''محمد كريم'' في فيلم ''يحيا الحب''، وكانت غيرت اسمها إلى ''ليلى مراد''، ورغم آدائها التمثيلي الضعيف إلا أنها جذبت أنظار فنان الشعب ''يوسف وهبي'' لتقدم معه فيلمها الثاني ''ليلة ممطرة نهاية عام 1939. هي الأولى في تاريخ السينما المصرية التي يقدم سلسلة أفلام باسمها مثل ''ليلى، ليلى بنت مدارس، ليلى بنت الفقراء، ليلى بنت الريف، ليلى في الظلام، ليلى بنت الأغنياء و ليلى بنت الأكابر''، ويكون اسمها ''على الأفيش'' عنصر جذب ونجاح للفيلم، وقدمت للسينما 27 فيلما آخرها ''الحبيب المجهول 1955'' أمام حسين صدقي. تزوجت من الفنان والمنتج ''أنور وجدي'' عام 1945 و كونا أشهر ثنائي سينمائي، وحفل زواجهم كان دعاية فريدة من نوعها ابتكرها ''ملك الدعاية أنور وجدي''، ففي نهاية فيلم ''ليلى بنت الفقراء'' كان مشهد ''زفة العروسين'' هو ''زفة أنور و ليلى الحقيقية''، و أحدثت دعاية مضاعفة للفيلم، و خلال زواجهم أشهرت اسلامها. انفصلت عن ''حبيب الروح - أنور وجدي'' بعد 8 سنوات بسبب الغيرة وإصراره أن يكون منتجا وحيدا لأفلامها، وعندما علمت بوفاته عام 1955 بكت وأصابها الاكتئاب لفترة، ثم تزوجت لفترة قصيرة من ''وجيه أباظة''، ثم من المخرج ''فطين عبد الوهاب'' وأنجبت منه ابنها الممثل والمخرج ''زكي فطين عبد الوهاب''. بعد العدوان الثلاثي ونكسة 67، سرت اشاعات بتمويلها للكيان الصهيوني، ونفت التهمة عنها بأنها مصرية مسلمة، وكانت قد شاركت بعد ثورة يوليو في ''قطار الرحمة'' مع فناني مصر لزيارة قرى الريف والصعيد وتقديم خدمات لهم. آثرت الوحدة في سنواتها الأخيرة بعد أن اعتزلت السينما والظهور عقب فيلم ''الحبيب المجهول''، إلى أن فارقت الحياة في 21 نوفمبر 1995 عن عمر 79 عاما، تاركة تاريخ غنائي وسينمائي ضخم، وبصمة لا تنسى من ''ليلى'' بنت السينما المصرية.