يتميز المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ميت رومنى بأنه يمتلك العديد من المهارات . ففي الوقت الذي انتخب فيه الجمهوري حاكما لولاية ماساتشوستس معقل الديمقراطيين عام 2002 كان يحظى بالفعل بمسيرة مهنية ناجحة في القطاع الخاص . ففي الثمانينيات جنى رومنى الملايين من عمله كمستشار مالي و مستثمر في القطاع الخاص وتقدر ثروة رومنى بأنها أكثر من 200 مليون دولار . ويقارن رومنى 65 عاما خبرته التجارية الكبيرة بالخبرة القانونية التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما ويقول خلال حملته الانتخابية إن خبرته في الاقتصاد سوف تساعده في حال انتخابه رئيسا على استعادة النمو الأمريكي و الحد من عجز الموازنة . ولكن ثروة رومنى الشخصية التي جناها من أعماله التجارية أضرت بحملته الانتخابية . ووجه المعارضون لرومنى انتقادات له لدفعه ضرائب أقل بالمقارنة بالعديد من الأمريكيين لان عائدات استثماراته تخضع لمعدل مكاسب رأس المال المخفض بدلا من الضرائب على الدخل ودائما ما تنتقد حملة أوباما رومنى لكشفه عن وثائق الضرائب الخاص به خلال العامين الماضيين فقط . وتظهر الخلفية الشخصية لرومنى على الرغم من كونها مملة تعقيدات أخرى . حيث يدين رومنى ابن حاكم ولاية مشيجان بديانة المورمون وذلك في الوقت الذي مازال يشعر فيه العديد من الكاثوليكيين المحافظين و البروتستانتيين بالريبة من المورون . ويشار إلى أمريكا لم تنتخب من قبل رئيس يدين بالمورمون . ويحاول رومنى تغيير صورته كونه شخصية صلبة ومن أصحاب الياقات البيضاء حيث يمثل ذلك عائقا في الثقافة السياسية التي تعتمد على الشخصية .وفى الوقت الذي أعطى فيه الناخبون المعتدلون رومنى أعلى الدرجات فإن القاعدة المحافظة فى الحزب الجمهوري تشعر بعدم الراحة تجاهه بسبب تذبذب مبادئه الذي يبدو أنه ناجم عن قناعة سياسية . وأثارت مواقف رومنى المتغيرة بشأن السياسة الخارجية وحقوق الإجهاض و الإصلاح الصحي انتقادات له حيث وصفه منتقدوه بأنه سياسي متقلب . وبعدما خسر رومنى بعض الشعبية في سبتمبر الماضي عقب معركة طوال أسبوع في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي تمكن من تحسين موقفه بأدائه القوى أمام الأداء الهزيل لأوباما في المناظرة التي جرت بينهما في الثالث من أكتوبر الجاري . كما تمكن أوباما من تحسين أدائه في آخر مناظرتين في حين استغل رومنى فرص ظهوره على الهواء أو في التلفزيون الوطني للتقرب من المعتدلين مع إعادة صياغة صورته كبديل رئاسي جاهز. وأثناء عمل رومنى كحاكم لولاية ماساتشوستس دفع بقانون الرعاية الصحية الذي اتخذه أوباما نموذجا لقانون إصلاح الرعاية الصحية عام 2010 .ولكن فى إطار السباق للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة انضم رومنى للاتجاه السائد في الحزب المناهض للقانون الذي أقره أوباما بشأن الرعاية الصحية وتعهد بإلغائه إذا تم انتخابه رئيسا .