'' تحتل من عربات المترو منتصفها، لها ممن الخصوصية ما يكفيها، مزدحمة دائماً لكنها الأفضل لهن''.. إنها عربات السيدات بالمترو "الحرملك" الذي تأوي إليه السيدات والفتيات اللاتي يستخدمن المترو من أجل الذهاب إلى عملهن أو مدارسهن وجامعاتهن، لما يجدن فيه من وسيلة سريعة ومريحة، لكن هذه الراحة لم تدم طويلاً في الفترة الأخيرة، بسبب عدد من المشكلات أعظمها التحرش والباعة الجائلين. وتعتبر عربات السيدات من المحرمات عن "الجنس الخشن" من الرجال، لكن ليس العكس؛ فالسيدات يمكنهن الركوب في أي عربة، لكن معظم السيدات يفضلن الركوب في عرباتهم المتخصصة، ليس فقط بعداً عن الرجال، لكن أيضاً عربة السيدات تعتبر مكانًا آمنًا ، لتتصرف فيه الأنثى على طبيعتها بعض الشئ، فالفتيات يضحكن بصوت عالٍ، وفتاة أخرى تُعدل من رابطة حجابها دون حرج .
كما تجذب عربات السيدات بالمترو الباعة الجائلين الذين تخصصوا في بيع المستلزمات الحريمي، من أدوات التجميل، وزينة الشعر، وأدوات الطبخ وزينة الغرف من المفروشات وغيره، الأمر الذي زاد عن حده في الفترة الأخيرة، هذا بجانب التحرشات التي تحدث للسيدات داخل العربات من الرجال الذين يقتحمن عالم حواء، لأن "عربة السيدات" أحياناً تكون أقل ازدحاماً من غيرها، ليكون ذلك مبرراً لهم لركوبها .
"لو سمحت دى عربية الستات.. ياريت تنزل منها".. باتت هذه الجملة التي تطلقها أحد الفتيات في وجه رجل اقتحم عربة السيدات شيئًا متكررًا ومألوفًا، لتواجه الفتاة أما بالتجاهل أو الرد العنيف من الرجل .
"هديل" طالبة بكلية الإعلام عبرت عن استيائها من الزحام بالمترو " أنا اللي بيواجهني طبعا في المترو الزحمة مفيش مكان مفيش هواء كافي، كمان مفيش نظام خالص، لا يوجد التزام بالصعود والنزول من الأبواب المخصصة لذلك، ومجال التهوية معدم دي أهم حاجة" .
وتشتكى "سمر عادل" من أزمة الباعة الجائلين "الباعة الجائلون بالمترو غير محترمين على الإطلاق، ولا يوجد عليهم أي رقابة ولا على الأشياء التي يبتاعوها، بالإضافة إلى التكدس الشديد الذي يعوق الكثير عن استخدام مترو الأنفاق خاصةً في وقت الظهيرة" . وعن عربة السيدات تقول سمر "الرجال هم أكبر أزمة في عربة السيدات، الرجالة بيركبوا عربية السيدات وكمان بيقعدوا والستات بيكونوا واقفين ومبنعرفش نتصرف معاهم خالص !" .