قال أحمد هيكل مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة القلعة المالية، أن الجميع غالبا يتهم فى قضية الطاقة على موضوع الدعم ولكنها مشكلة عرضية لمشكلة أخرى أساسية وهي مشكلة الحسابات المتواجدة. وأوضح هيكل فى كلمته بمؤتمر اليورومني اليوم الثلاثاء، أن الحكومة السابقة كانت تقول أننا ننتج 120 مليون طن، ولكن الحسابات الحالية تقول أن مصر تنتج حوالي 41 مليون طن من الغاز السائل ونستهلك 75 مليون. إذن لدينا التزام ب 88 مليون طن للتصدير ولديناً أيضاً احتياجات داخلية، فكان علينا استيراد 40 مليون طن. وتابع قائلًا: أقر البنك المركزي وجود 8 مليون طن عجز في مجال الطاقة فقط، وإذا بقينا على هذه الأسعار سيصبح الفرق بين الأسعار الداخلية والعالمية كبير جداً، وهذا سيكون له انعكاساته على مشاكل كبيرة جداً مثل تهريب البترول عن طريق الحدود وبالتالي علينا أن نتمسك بالطرق القانونية. وأضاف: إذن تأخذ الطاقة بثمن قليل ثم تعرض المنتج بسعر عالمي، وهذه طريقة غير متبعة في معظم الأحوال طالما لديك أسعار غاز قليلة فإن المشكلة ستستمر لو لم يتم زيادة الإنتاج في هذا المجال. لا نستطيع أن نستمر بهذا الفارق الكبير في الأسعار. ويقول هيكل لقد رأينا اضرابات في اريتريا وغانا وإيران عندما تم إزالة الدعم عن السلع الأساسية، وبالتالي القرار السياسي قرار صعب، لم أقول أن علينا وضع سياسة تسعير طبقا لما هو مطبق عالميا، لو قمنا بذلك فجأة فسوف يؤدي ذلك لفشل في مجالات كثيرة ولن نسمح بذلك. ويري مؤسس مجموعة القلعة، أنه كانت لدينا هذه المشكلة منذ عام 2000، ولو قمنا منذ ذلك الحين برفع سعر المنتجات البترولية بمقدار 10 قروش فقط سنوياً حتى اليوم كانت ديون مصر ستصل لصفر. وتابع قائلًا: علينا أن ننظر في سياستنا التسعيرية لأن المشكلة قد ينتج عنها تضخم إلى جانب البطالة التي يعاني منها المجتمع المصري، لذلك فأنا أدعم سياسة الدعم المباشر للأشخاص وليس للسلع ولقد تم تجربة هذا النظام في البرازيل والمكسيك وإيران وفي دول أخرى كثيرة بدرجات متفاوتة. وعن نشاط شركته فى السوق المصري، قال هيكل أن تم استثمار 4 مليار دولار منذ 25 يناير حتى اليوم، قمنا أيضاً بتحديد فرص كثير لزيادة الطاقة الإنتاجية للسولار، وعقدنا عدة اجتماعات مع شخصيات كثيرة في الحكومة ونخطط لاستثمار مبلغ أكبر من 4 مليار دولار على مدى ثلاثة سنوات القادمة. وأكمل حديثه قائلًا: هناك تحدي يواجهنا هو وهو ليس تحديا ماليا لأن الأموال موجودة. الطريق إلى النجاح يعتمد على المزج بين ثلاثة عوامل هي: التمويل عن طريق أوروبا والولايات المتحدة وأسيا وفتح أسواق للتصدير وتحسين البنية التحتية للطاقة، هذه التركيبة الثلاثية هي الطريق للنجاح، إذن التحدي ليس مالي ولكن التحدي هو أن نقوم بإمداد الحكومات بطريقة غير بيروقراطية لاتخاذ القرارات لأن البيروقراطية لا تأتي أبداً بأي نتيجة. ويعتقد هيكل أنه لو حاول شخص في الحكومة التصرف بحرية ستستدعيه النيابة الإدارية ويتم تشويه سمعته في الصحف، فلا تنتظر منه التوقيع على أي قرارات، هذا هو التحدي الذي يواجه الحكومة الآن، مضيفًأ"لقد ورثت الحكومة مشكلة كبيرة بالنسبة لاتخاذ القرارات وحقهم علينا أن نعيدهم للطريق الصحيح سريعاً وهذا يعد أحد التحديات"، ومبديًا اعتقاده بأن التحدي الآخر هو الإعلام نظراً لوجود العديد من المشاكل به