تحاول صحيفة '' شارلي أبدو '' الفرنسية الأسبوعية المملوكة ليهود النجاة من شبح الإفلاس بعد تراجع التوزيع باستغلال الدعاية الهائلة التي حصلت عليها بعد تطاولها على الرسول محمد (ص) بالإعلان عن طرح طبعتين مختلفتين من الصحيفة يوم صدورها الأسبوعي المعتاد يوم "الأربعاء" القادم ،الأولى تحت عنوان "طبعة مسئولة" والثانية تحت عنوان "طبعة غير مسئولة". وصرح الرسام شارب مدير "شارلي أبدو" بأن الطبعتين مختلفتان بنسبة 100% مشيرا إلى أن الطبعة المسئولة ستتيح لقرائها مشاهدة رسوم ومتابعة موضوعات مسئولة من النوعية التي يطالب بها كلا من "دانيال كوهين بنديت "النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر و"كريستين بوتان" رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي الفرنسي.
وأضاف شارب أن الطبعة الثانية غير المسئولة ستكون بنكهة شارلي أبدو الساخرة من كل شيء أديان وشخصيات وغيرهما.
وكان النائب اليهودي كوهين بنديت قد وصف المسئولين عن شارلي أبدو بعد نشرهم للرسوم المسيئة للرسول بأنهم "بلهاء" في حين قدمت بوتان شكوى بحق الصحيفة بتهمة تعريض حياة الآخرين للخطر.
ولم يكشف شارب عما إذا كانت الطبعة غير المسئولة ستتطاول على الرسول الكريم من جديد أم لا غير أن تطاول الصحيفة على الرسول يعد بمثابة طوق النجاة للصحيفة من الغرق في شبح الإفلاس و الإغلاق، فعندما تطاولت شارلي أبدو على الرسول في عام 2006 بإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول التي كانت قد نشرتها إحدى الصحف الدنماركية ارتفع توزيع شارلي أبدو إلى 400 ألف نسخة ثم تراجع التوزيع بعد ذلك عندما عادت لسياستها التحريرية الركيكة إلى 140 ألف نسخة ثم إلى 46 ألف نسخة فقط في 2012 .
وقد عادت شارلي أبدو لتستغل الاحتجاجات المصاحبة للفيلم المسيء للرسول بنشر رسوم جديدة مسيئة للنبي بغرض زيادة التوزيع وقد كان لها ما كان حيث ارتفع توزيع شارلي الأسبوعية إلى 75 ألف نسخة مما دفعها لطرح طبعة جديدة في الأسواق بعد يومين من صدورها أي يوم الجمعة الماضية.
وكشف شارب عن أن النسختين سيباعان في أكشاك الصحف بنفس السعر وسيحررهما نفس المحررين و الرسامين، مشيرا إلى أن إدارة الصحيفة طبع 100 ألف نسخة من الطبعتين بواقع 50 ألف نسخة لكل عدد. ويبقى السؤال المهم وهو هل يمكن لصحيفة أن تحيا على الإساءة للرسول الكريم بدلا من تحسين و تجويد مادتها التحريرية.