أكد الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، أن مصر تحتاج لدستور يعبر عن إرادة الشعب المصري بمختلف انتماءاته وأفكاره وتوجهاته وهو ما يتطلب بالضرورة برلمانا ديمقراطيا يعبر عن إرادة الشعب حتى تدور عجلة الإنتاج وتنتقل مصر لمرحلة الحرية والعدالة الاجتماعية التي نادت بها ثورة 25 يناير وأريقت دماء خيرة شباب مصر من أجلها. وقال البدوي إن هناك حملة صهيونية عالمية منظمة تستهدف زرع الفتنة بين قطبي الشعب المصري مسلميه ومسيحييه إلا أن الشعب بوعيه وفكره وإدراكه للأمور قادر على تمييز عدوه الحقيقي، مشيرا إلى أن الكنيسة المصرية ضربت مثالا رائعا في تحقيق الوحدة الوطنية والحفاظ على نسيج هذه الأمة.
وأضاف أن القيادات الكنسية أظهرت غيرة شديدة على مقام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا تقل بحال من الأحوال عن غيرة المسلمين على نبيهم الكريم.
جاء ذلك خلال المؤتمر الجماهيري الذي نظمه حزب الوفد بالغربية مساء اليوم الجمعة بدعوة من النائب مصطفى النويهى عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب الوفد، وحضور النائب أحمد عطا الله وعدد كبير من القيادات والرموز الوفدية.
وواصل رئيس حزب الوفد قائلا إن مصر تعيش عهدا يمتلئ بالغموض وعدم وضوح الرؤية في ظل غياب تام للشفافية إلا أنه مع ذلك يكفيه أنه عهد الديمقراطية والحرية الذي أثمرته ثورة 25 يناير والذي اختار الشعب المصري فيه ولأول مرة في تاريخه رئيسه عبر انتخابات نزيهة. وهاجم البدوي تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما من أن مصر ليست دولة حليفة وهو ما يعد بمثابة إعلان العداء لمصر والمصريين ويضعنا أمام مسئولية كبيرة و يفرض على الشعب كله الاتحاد والتكاتف ورفع قيمة العمل والاعتماد على النفس لنتمكن من الاستغناء عن الجميع وتكون كلمتنا من رؤوسنا. وأضاف البدوي إن التاريخ قد أثبت فشل الحكومات الائتلافية، مشيرا إلى رفض الوفد المشاركة في الحكومة الحالية لترك الفرصة للعمل كنسيج واحد في حكومة ذات اتجاه واحد. وانتقد البدوي ما أسماه ''الحسابات الخاطئة للدكتور محمد مرسى، وتسرعه بتحديد 100 يوم لتغيير مسار الشعب وإصلاح ما أفسده النظام السابق وهو أمر يحتاج لسنوات لا مئة يوم''.
وقال البدوي ''لو كان الأمر بهذه السهولة والبساطة لما استوجب وضع الرئيس المخلوع مبارك في السجن ولطالبنا بإخراجه من السجن فورا إلا أن الرئيس مرسي أخطأ التقدير وخانته حساباته في غمرة الحماسة والمنافسة الانتخابية''.
وأضاف البدوي إن الفلاح هو أكثر فئات المجتمع تعرضا للظلم ومع ذلك فالفلاحون هم الفئة الوحيدة التي لم تخرج في مظاهرات أو تطالب بمطالب فئوية وظل حتى الآن (ولعله الوحيد) يمارس عمله لنأكل ليصبح الفلاح المصري نموذجا يحتذى به في الإيثار وإنكار الذات وحب الوطن.