لندن (رويترز) - ندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاربعاء باتفاق المصالحة الفلسطيني بين حركتي فتح والمقاومة الاسلامية (حماس) واعتبره "ضربة هائلة للسلام". وكان نتنياهو يتحدث للصحفيين خلال زيارة الى لندن في الوقت الذي كانت تستضيف فيه القاهرة حفل توقيع اتفاق أنهى شقاقا دام نحو أربع سنوات بين فتح التي تؤيد السعي للتوصل الى سلام من خلال المفاوضات مع اسرائيل وحماس التي يدعو ميثاقها الاساسي الى تدمير الدولة اليهودية. وقال "ما حدث اليوم في القاهرة ضربة هائلة للسلام وانتصار كبير للارهاب." وانتقد نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس لابرامه اتفاقا مع حماس التي تتلقى دعما من ايران وسوريا وأطلقت صواريخ على مدن اسرائيلية من قطاع غزة. وقال نتنياهو قبل محادثات مقررة الليلة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "نأمل أن نتوصل الى السلام والسبيل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تحقيق السلام هو مع جيراننا الذين يريدون السلام. من يريدون القضاء علينا ويمارسون الارهاب ضدنا ليسوا شركاء من أجل السلام." ورحب كاميرون نفسه بالاتفاق بتحفظ. وقالت متحدثة باسم كاميرون "نحتاج لدراسة تفاصيل الاتفاق لكن كما أوضح رئيس الوزراء في مجلس العموم أمس .. نأمل أن تكون المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس خطوة للامام. "من الواضح اننا سنحكم على أي حكومة فلسطينية وفقا لاعمالها. نريد من الحكومة الفلسطينية اذا خرجت الى النور أن تنبذ العنف وتشارك في عملية سلام ذات مغزى." وفي تصريحات مقتضبة قبل محادثاتهما قال كاميرون ان بريطانيا تعتقد أن موجة الانتفاضات الشعبية في العالم العربي تتيح فرصة لحث خطى عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال نتنياهو ان صراعا كبيرا يدور في الشرق الاوسط "بين قوى الديمقراطية والحداثة وقوى الاستبداد والارهاب." وأضاف "أعتقد ان مصير الشرق الاوسط ومصير السلام معلق (اعتمادا على) أي قوة ستنتصر." وقال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث رباعي الوساطة في السلام بالشرق الاوسط الذي يضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة انه يجب على حماس تغيير نهجها المعادي لاسرائيل. وقال في مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي ان ادانة اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في قطاع غزة لقتل اسامة بن لادن ووصفه اياه بأنه مجاهد عربي مثال يكشف المشكلات المرتقبة. واضاف بلير أن المجتمع الدولي ما زال يعرض على حماس المشاركة في العملية السياسية لكن بشرط أن تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتلتزم باتفاقات السلام الموقعة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. ويرى كثير من الفلسطينيين أن المصالحة ضرورية لسعيهم نحو اقامة دولة فلسطينية في الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967. وقالت حماس من قبل انها ستقبل كحل مؤقت قيام دولة في كل الاراضي التي احتلتها اسرائيل مع هدنة طويلة الاجل. وقال صحفيون اسرائيليون يسافرون مع نتنياهو ان مساعده البريجادير جنرال يوحنان لوكر الضابط في القوات الجوية الذي قام بدور كبير اثناء هجوم اسرائيل على قطاع غزة في 2008-2009 لم يسافر معه خشية تعرضه للاعتقال في بريطانيا. ويسمح القانون البريطاني للمواطنين العاديين باستصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين اجانب زائرين يتهمونهم بارتكاب جرائم حرب وهي أمور قام بها نشطاء مؤيدون للفلسطينيين في السنوات ألاخيرة. ونظرا لان عددا من السياسيين وضباط الجيش الاسرائيليين ألغوا زيارات الى لندن بدأت الحكومة البريطانية العمل على سن تشريع للحد من " السلطات القضائية العالمية" لقضاة التحقيق البريطانيين. ولم تعلق وزارة الخارجية البريطانية على التقرير.