حذر الدكتور مجدى بدران, عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة, إستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس, من أن ظاهرة أطفال الشوارع تهدد المجتمعات المختلفة ليس فقط فى مجال انتشار الجريمة ولكن ايضا فى مجال انتشار الاوبئة والامراض. وقال بدران ''إن التوقعات العالمية تشير الى وجود ما يقرب من 150 مليون طفل من اطفال الشوارع حاليا فى العالم من بينهم نصف مليون طفل فى الولاياتالمتحدة و40 مليون فى امريكا اللاتينية''. وأضاف أنه على الرغم من أن لدينا فى مصر حملات قومية ضد أمراض وأوبئة الطفولة إلا أن أطفال الشوارع البعيدين عن تلك الحملات يكونون بيئة خصبة للفيروسات والبكتريا التى نطعم اطفالنا ضدها ما يقلل من نجاح تلك الحملات . وأكد أن أطفال الشوارع يتعرضون لمشاكل صحية متعددة تلعب فيها الظروف المناخية دورا مهما فيصابون بالعديد من الأمراض ومنها التهابات الجهاز التنفسي وحساسية الصدر والأنف والصداع، المغص الكلوى، الآم الظهر، البول المدمم، ضيق النفس، النهجان، الكحة، الاسهال، إفرازات الأنف والأذن، الجرب والتينيا والإلتهابات الجلدية والانيميا، والطفيليات المعوية والتهاب الاذن الوسطى. وأكد الدكتور بدران ''مصر شأنها شأن الدول النامية تعانى من ظاهرة أطفال الشوارع وأن هناك صعوبة شديدة فى الحصر الدقيق لهذه الظاهرة''. ولفت إلى أن اطفال الشوارع تم استغلالهم سياسيا بعد ثورة 25 يناير من قبل أطياف سياسية معينة لتحقيق أهدافها وهو ما يمثل جريمة جديدة تضاف للجرائم المرتكبة فى حق هذه الشريحة من الاطفال حيث لايجوز استغلال برائتهم فى حرق مؤسسات الدولة''. وأوضح أن الدراسات العلمية العالمية أكدت أنه كلما زادت السنوات التى يقضيها اطفال الشوارع فى هذه البيئة كلما زادت معدلات انخراطهم فى العصابات الاجرامية، مؤكدا أن طفل الشارع المهمل هو بلطجة ومجرم المستقبل الذى يحترف التسول والسرقات والنصب والاحتيال والقتل وغيرها من الجرائم بالاضافة الى ما يستوعبه هذا العالم من المخدرات فيصبح هؤلاء الأطفال ضحاياها ومروجوها. وأشار إلى أن ظاهرة أطفال الشوارع هى نتاج إهمال المجتمع حكام ومحكومين وأنه رغم تعدد أسبابها الا أنها كلها تتقاطع فى نقطة واحدة وهى طرد الاطفال الى الشارع, منوها الى أن من أهم تلك الاسباب المشاكل الأسرية وسوء المعاملة وقلة الرعاية والفقر والتقليد والحروب والنزاعات المسلحة والكوارث. وذكر بدران أنه سيتناول هذه الظاهرة، فى ندوة ينظمها مساء غد الثلاثاء المنتدى الافريقى بمعهد الدراسات والبحوث الافريقية بجامعة القاهرة تحت رعاية الدكتور ''السيد جابر'' عميد المعهد، ويتناول خلالها كافة أبعاد تلك الظاهرة. ونوه بأنه سيطرح تصورا للتجفيف منابع هذه المشكلة من خلال كتابة الرقم القومى على ذراع المواليد فى مصر مما يسهل الاستدلال عليه عند ضياعه او اختطافه أو هروبه للشارع وإلزام رجال الأعمال بالمشاركة فى حل هذه المشكلة بالمال وتوفير الوظائف.