وزير العدل يترأس الاجتماع الثالث عشر للجان الوطنية العربية للقانون الدولي الإنساني    الانطلاق غدا| مواعيد مباريات الجولة الأولي ل «كأس عاصمة مصر»    محافظ القليوبية يكرم أطقم الإسعاف بعد إعادة مشغولات ذهبية تتخطى مليون جنيه لأصحابها    تعرف على سعر الدولار مقابل الجنيه في ختام تعاملات اليوم    تصدير شحنة غاز مسال جديدة من مجمع إدكو إلى تركيا    انطلاق أعمال المؤتمر الدولي ال15 للتنمية المستدامة بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية    تداول 5801 شاحنة للبضائع والحاويات في ميناء دمياط    إقبال الناخبين المصريين في الرياض على لجان التصويت بانتخابات الدوائر الملغاة    الدفاع المدني في غزة: انتشال جثامين 98 شهيدا من داخل مستشفى الشفاء    قطاع الأخبار بموسكو يرصد تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس النواب    تعرف على طاقم حكام مباراة برشلونة وفرانكفورت في دوري أبطال أوروبا    منافس بيراميدز المحتمل - كروز أزول يصل الدوحة لمواجهة فلامنجو    «القومي للمرأة» يعقد ندوة حول حماية المرأة من مخاطر الإنترنت    تأجيل نظر قضية المتهم بالتحرش ب4 تلاميذ في روضة مدرسة دولية بالإسكندرية للغد    نادي قضاة المنيا يستعد لتشييع جثامين القضاة الأربعة ضحايا حادث الطريق الصحراوي    وكيل تعليم بني سويف تبحث استعدادات امتحانات نصف العام لسنوات النقل والشهادة الإعدادية    أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار    فرقة القاهرة للعرائس المصرية تكتسح جوائز مهرجان مصر الدولي لمسرح الطفل والعرائس    الكشف عن البوستر الرسمي لفيلم "القصص" قبل العرض الأول في مهرجان البحر الأحمر    الفيلم التونسى صوت هند رجب يترشح ل جائزة أفضل فيلم أجنبى ل الجولدن جلوب    خالد الجندي ردا على الجماعات المتطرفة: الإسلام دين الحرية (فيديو)    غدًا.. عمومية الزمالك تنعقد لمناقشة الميزانية وخطة التوسعات وإنشاء فرع أسيوط    قطار سريع يربط الدوحة ب3 مدن سعودية ويضيف 115 مليارا للناتج المحلى للبلدين    رئيس الوزراء يستعرض المخطط الهيكلي والرؤية التنموية لمنطقة "غرب رأس الحكمة"    تنميه تُعزّز ريادتها في أمن المعلومات بحصولها على شهادة ISO 27001 وتجديد شهادة PCI DSS للعام الثاني على التوالي    هانز فليك: مواجهة فرانكفورت صعبة.. وجارسيا الحارس رقم 1 لبرشلونة    اليوم.. زيلينسكي يجتمع مع مسئولين أوروبيين    لتعزيز التعاون بين القطاع القضائي والمؤسسات الأكاديمية، مساعد وزير العدل يزور حقوق عين شمس    مصدر بالزمالك: تصريحات وزير الإسكان تسكت المشككين.. ونسعى لاستعادة الأرض    تعليق ناري من محمد فراج على انتقادات دوره في فيلم الست    البورصة تخسر 14 مليار جنيه في ختام تعاملات اليوم    عاجل- الاحتلال الإسرائيلى يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار لليوم ال59 وقصف مكثف يطال غزة    موجة تعيينات قضائية غير مسبوقة لدفعات 2024.. فتح باب التقديم في جميع الهيئات لتجديد الدماء وتمكين الشباب    محافظ جنوب سيناء وسفراء قبرص واليونان يهنئون مطران دير سانت كاترين بذكرى استشهاد القديسة كاترينا    حبس زوجين وشقيق الزوجة لقطع عضو شخص بالمنوفية    بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة فى حفظ القرآن للإناث الكبار.. فيديو وصور    الصحة: توفير ألبان الأطفال العلاجية بمراكز الأمراض الوراثية مجانا    وزير الثقافة: أسبوع باكو مساحة مهمة للحوار وتبادل الخبرات    وزارة العمل تحتفي باليوم العالمي لذوي الإعاقة بجمعية المكفوفين    أمطار شتوية مبكرة تضرب الفيوم اليوم وسط أجواء باردة ورياح نشطة.. صور    المقاولون عن أزمة محمد صلاح : أرني سلوت هو الخسران من استبعاد محمد صلاح ونرشح له الدوري السعودي    أخصائي تغذية: العسل الأسود أهم فائدة من عسل النحل    وزير الزراعة يكشف موعد افتتاح «حديقة الحيوان» النهائي    وزير الإعلام الكمبودى:مقتل وإصابة 14 مدنيا خلال الاشتباكات الحدودية مع تايلاند    أزمة سد النهضة.. السيسي فشل فى مواجهة إثيوبيا وضيع حقوق مصر التاريخية فى نهر النيل    كامل الوزير يوجه بإنشاء محطة شحن بضائع بقوص ضمن القطار السريع لخدمة المنطقة الصناعية    محمود جهاد يقود وسط الزمالك في لقاء كهرباء الإسماعيلية    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا    الإفتاء تؤكد جواز اقتناء التماثيل للزينة مالم يُقصد بها العبادة    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف الغربية تعقد ندوات علمية بالمدارس حول "نبذ التشاؤم والتحلّي بالتفاؤل"    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة قتلها طليق ابنتها فى الزاوية الحمراء    وزير الصحة يترأس اجتماعا لمتابعة مشروع «النيل» أول مركز محاكاة طبي للتميز في مصر    علاج 2.245 مواطنًا ضمن قافلة طبية بقرية في الشرقية    نيللي كريم تعلن انطلاق تصوير مسلسل "على قد الحب"    وزير الرياضة: إقالة اتحاد السباحة ممكنة بعد القرارات النهائية للنيابة    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 فى المنيا    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قنديل : البرادعى ''خواجة''.. و''العسكرى'' لن يفلت كما لم يفلت مبارك
نشر في مصراوي يوم 22 - 01 - 2012


محمد عبد الوهاب:
''قديس الثورة'' ومؤسس الحركة المصرية من أجل التغيير ''كفاية''. طبيب مصرى وصحفى معروف، أُشتهر بمعارضة النظام السابق، وكثيرًا ما دعا لاسقاطه، شارك فى السواد الأعظم من تظاهرات ما قبل ثورة 25 يناير المجيدة، وكان فاعلاً رئيسيًا فى كل ما دفع المصريين للخروج فى الشارع والمطالبة برحيل النظام السابق.
هو عبد الحليم قنديل صاحب مؤلفات عديدة، أبرزها "كارت أحمر للرئيس" و "الأيام الأخيرة" و"الرئيس البديل"، فى حواره الجرئ مع مصراوى، كشف قنديل فيه عن أن البرادعى لم يكن أبًا روحيًا للثورة، كما وصف جماعة الاخوان المسلمين بانها امتداد للحزب الوطنى المنحل، وتطرق قنديل فى حواره المطول مع مصراوى عن العلاقة بين مصر "قبل وبعد الثورة" وأمريكا، مؤكدًا أن اتفاقية كامب ديفيد قد وضعت مصر تحت الانتداب الأمريكى وتحت السلاح الاسرائيلى.. إلى نص الحوار :
- كيف رأيت انسحاب البرادعى من الترشح للرئاسة؟
أنا أفصل بين شيئين واضحين، بين بيان البرادعى الذى أصدره وبين رغبته فى الترشح للرئاسة، أنا أبصم بالعشرة على بيان البرادعى الدقيق فى وصف الحال فى مصر الأن؛ حيث مازال نظام مبارك وأصوله وليست فلوله، بل أصبحت الثورة فى خانة الفلول.
البرادعى يقول كلام منذ عاد إلى مصر، وهناك فجوة بين شخص البرادعى وكلامه، ولديه مشكلة حقيقية انه "خواجة" يعرف عن مصر أكثر مما يعرفها، رغم انه اقدم مرشح للرئاسة، لكنه لم يُترب أقدامه بمشاهدة الناس ولم يعقد مؤتمرًا جماهيريًا، ذلك أن لديه مشكلات فى التواصل الاجتماعى، وربما تكون هذه المؤشرات قد قادته لنتائج حول قدرته فى الفوز وأنها قد لاتكون كبيرة، وهذا برأيى تقدير فى محله.
-هل ترى قرار البرادعى انسحاب انتخابى أم سياسى ؟
هى اعتبارات رأها بمعرفة حدود مراقبة ومتابعة المزاج العام، والمحصلة أن ليس لديه فرصة فى الفوز، وعليه قرر أن ينضم للمعارضة، وهو قرار صائب.
- أم أنها نفس المشاكل التى كانت موجودة فى الجمعية الوطنية للتغيير؟
هو أعلن أنه ينوى ترشيح نفسه ولم يُقدم أى دليل بذلك ولم يُحاول كسب الناخبين المصريين خاصة فى القرى والنجوع، بإختصار البرادعى لديه مشكلة انه خواجة، يعرف مصر ومشكلاتها كأرقام، وهذا يقوده لاستنتاج خاطئ، وهو طالما أنه يقول كلامًا صحيحًا فلابد أن يكون لكلامه صدى وشعبية ومردود وتأييد جيد وفورى، لكن هناك فجوة بين ما يقوله وبين أن يتم تحويل الفكرة لقوة مادية، للأسف الرصيد الكفاحى للبرادعى صفر، هو شخص تقاطرت إليه الوفود وكأنه مقيم بالنمسا؛ حيث تذهب إليه أجزاء من مصر، لكنه لم يذهب هو لمصر بعد، رغم أنه مقيم فيها جغرافيًا، لكن بالروح والهم غير مقيم.
- الاعلان الدستورى يُشير إلى إجراء انتخابات الرئاسة قبل وضع الدستور، دون أن يُلزم الاعلان الدستورى بذلك.. وهذه أهم أسباب انسحاب البرادعى من الترشح للرئاسة ؟
هذا أمر أخر لا ينبغى للبرادعى أن ينفرد به، لكننا لا نريد أن نحمله بأكثر مما يحتمل، البرادعى مثقف مصرى كان مغترب واهتم بالبؤس المصرى، ووصفه غير ذلك خيانة للحقيقة، والحديث عن أنه الأب الروحى للثورة ده كلام فارغ ومفتعل ويعد انتحال صفة.
وللعلم البرادعى أُشتهر عمله السياسى ببيان المطالب، عندما تتأملها تجدها كلها تتعلق بالنظام الانتخابى، وتعديل ال 8 مواد – كان اخر سلوك لمبارك وأول سلوك للمجلس العسكرى – هو ما يلبى السقف الواطئ والمنخفض لمطالبه، البرادعى لم يدعو لثورة.
البرادعى حين عاد للقاهرة، تحدثنا نحن فى كفاية عن أن المطلوب هو مقاطعة الانتخابات وعصيان مدنى واسع النطاق، وتشكيل برلمان موازى وإسقاط النظام على حياة عينه وتأكيد عدم شرعيته، لكن البرادعى رفض هذا وفضل طريق وفكرة التوقيعات، ثم سافر ثم عاد ثم سافر، وسمع ان فى مصر ثورة، ونصحه أصدقاؤه بالعودة لمصر.
- لكن نظام مبارك كان يُحاربه ويُبعده عن عيون الناس ؟
لآ.. راجع سنوات مبارك الأخيرة، البرادعى ظهر فى كام برنامج وقناة مقارنة بعبدالحليم قنديل مثلاً، أنا كتبت فى 4 مارس عام 2007، كتبت مقالاً بعنوان "سقوط مبارك فى ميدان التحرير"، لكن البرادعى جاء على بلد منتفض فى الأصل، والمعارضة كانت منقسمة، هناك نزعة راديكالية تدعو للثورة، ونزعة إصلاحية، تبناها البرادعى ومعه الاخوان، وهو ما يُفسر تزايد أعداد التوقيعات له، ويُفسر تصرفاتهم الحالية، افترض جدلاً أن البرادعى مش موجود، لم يكن ينتقص شيئ، البرادعى هو من التحق بالشيئ، ولم يؤسس له.
- من تراه إذًا أبًا روحيًا للثورة ؟
"كفاية" هى الأب الروحى للثورة، ونزعتها التى خلقتها، نزعة المفاصلة مع النظام والرغبة فى تغييره، ولعل انتفاضة المحلة الأخيرة فى 2008، كانت البروفه الأخيرة للثورة، أين البرادعى إذًا من هذا، ولما كنا نسأله متى ننزل؟.. كان يقول لما التوقيعات تصل ل 3 مليون، ويضع أسقف طويلة الأمد ليبتعد عن المواجهة، لكن بيان كفاية الوحيد يوم 24 يناير الذى دعا لخلع مبارك، حركة كفاية أسست طريق ولم تخلق زعيم.
وعندما أسسنا كفاية، كان البرادعى يبحث عن دعم أمريكا فى ترشيحه لولاية ثانية فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنا هنا لا أقارنه بالطريقة البدائية، البرادعى رجل معقول وأنظف إذا ما قورن ب عمرو موسى.
- هل ترى انسحابه نكسة للتيار الليبرالى المصرى ؟
ده تيار محتاج نظرة، أنا كتبت فى 2008 كتاب "الأيام الأخيرة"، به فصل بعنوان "الحزب الذى ينتظر مصر"، وتوقعت نتائج أول انتخابات بعد خلع مبارك، تحدثت عن تقدم التيار الاسلامى وهو جوهر الليبرالية وحزب اليمين الرئيسى فى البلاد هم الاخوان، وتوقعت أنهم سوف ينزعون النزعة الدينية؛ حيث يتزايد جانب الليبرالية لديهم فى مقابل شحوب النزعة الدينية.
ولو أنك قرات برنامج الاخوان المسلمين وحزب المصريين الاحرار، لم تجد فيهم اختلافًا كبيرًا، بل تجد تطابقًا مدهشًا، فهما يقران بوجود المادة الثانية فى الدستور الجديد، وأن الضجة حول مدنية أو اسلامية الدولة يكون بهدف تغطية وحدة البضاعة، المشكلة هى الفرق فى الدرجة؛ حيث يريد السلفيين مبادئ وأحكام الشريعة الاسلامية على غير المسلمين.
الخلاف إذًا فى درجة الإلحاح، ومن يريد مصر دولة دينية سيواجه مصير أسود فى مجتمع متحفز مثل مصر، وهذا ما أكدته ردود الأفعال على جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
والتناقض الرئيسى فى مصر، ليس الثقافى بل السياسى الوطنى، مصر بلد تحت الاحتلال السياسى الأمريكى وحد السلاح الاسرائيلي منذ معاهدة كامب ديفيد؛ حيث نزع السلاح فى الجزء الأكبر من سيناء، ونزع سيادة القرار المصرى من القاهرة، بما يُشبه سلطة انتداب حقيقى، ومن هنا نشأت فكرة السفارة الأمريكية فى القاهرة وهى الأكبر فى العالم بعد سفارة أمريكا بالعراق.
هذا فضلاً عن الجانب الاقتصادى المجتمعى، فمصر لديها أغنى طبقة فى المنطقة – أغنى من طبقة أثرياء الخليج – وأفقر طبقة فى المنطقة تحت ضغط العنوسة والبطالة والعوز العام، تحول المجتمع لغبار بشرى وسادت حالة من البؤس واليأس، والتيارات الدينية خاطبت بؤس المجتمع كجمعية خيرية، ويأس المجتمع كجمعية دينية، ومن هنا زاد نفوذ الكنيسة والأخوان.
وأرى أن أول ثورة لن تغير التظام، لكنها ستفك علته وهو حسنى مبارك، نحن فى مصر ندفع الثمن مرتين، مرة أيام مبارك ومرة بعد مبارك، وبرلمان ما بعد الثورة هو الأسوأ، لكن حينما تذهب السكرة وتأتى الفقرة، سنكتشف أن ما بعد مبارك يُشبه ما قبل خلعه، واتساءل: هل بوسع الاخوان السلفيين أن يُصدروا تشريع للتطهير؟، أو تشريع للمحاكمات السياسية؟.. مصر بها مبارك 1، ومبارك 2 الذى يمثله المجلس العسكرى مبنى ومعنى، ومبارك 3، وهو البرلمان الذى يمثل مبارك معنى وليس مبنى، والشعب حين يكتشف أن الليبرالين والأخوان حاجة واحدة، سينشأ حزب اليسار المصرى.
- كيف ترى دور أمريكا مع نظام مبارك ومع الثورة ؟
أمريكا فوجئت بالثورة، وظاهرة التمويل الأجنبى ملازمة لنظام مبارك، تمويل رسمى فى شكل المعونة الأمريكية، بهدف محاولة تكييف هياكل الاقتصاد ومحو القطاع العام والزيادة فى الخصخصة، وتقليل الانفاق الاجتماعى من خلال روشتة صندوق النقد الدولى، هذا التمويل الرسمى يوازيه تمويل غير رسمى لمنظمات حقوق الانسان، انتهت لتكييف هيكلى للعقل للذين تلقوه وكونوا ما يسمى "مارينز" الليبرالية الجديدة، وهى الموالاة لأمريكا، وانتشرت تلك العقول بين لجنة السياسات وبين المعارضة الهينة اللينة، وقد حاولوا تأسيس حزب أمريكا، للتعامل بطريقة خاصة مع أمريكا واسرائيل، وللعلم، علاقة أمريكا بالثورة علاقة تناقض لأن الثورة قامت ضد النظام الممول من الخارج.
مصر تحت سيادة القرار الامريكى، والسفير الامريكى أشبه بالمندوب السامى، ومع سقوط بغداد، لو أن مصر لم تسقط سياسيًا منذ معاهدة السلام لم تسقط بغداد عسكريًا، مصر شريك أساسى فى المجهود الحربى ضد بغداد، مصر سمحت بعبور مقاتلات أمريكية بعدد 36550 مرة، والسماح بعبور سفن أمريكا عبر قناة السويس، هذا غير سيناء الممنوع فيها إقامة موانئ أو مطارات حربية، يكفى أن أذكر لك أن طائرة مبارك المتجهة لشرم الشيخ كانت تأخذ إذنًا من اسرائيل فى كل مرة.
المعونة الأمريكية تضمن البقاء على أوضاع مترتبة على المعاهدة، ثم تضمين إعادة تشكيل الاقتصاد والسياسة، وأخشى من أن كثرة الحديث عن الديمقراطية يمكن أن يُغرينا لإقامة دورى ممتاز سياسى، ويتم تداول السلطة فى نطاق ضيق وتظل مصر داخل نفس القفص السياسى تحت حد السلاح الاسرائيليى، للأسف مصر أصبحت فى انحطاط تاريخى، وهناك فارق بين أن تكون الديمقراطية مطلوبة وبين أن تكون الحل السحرى، مصر بلد فى الجراج وبلد يحتاج بلد وفى حالة تهتك.
لك أن تتصور أن المجلس العسكرى ينتظر رد أمريكا فى كل المواقف والأمور، حتى الأخوان على أعتاب أمريكا، والسلفيين بممارستهم البدائية ممكن يسبقوا الأخوان بنوع من التزيد، هم ركبوا الاسلام كقطار وفى الأخر نسلم البلد للأمريكيان !.
- رؤيتك لقائمة مرشحى الرئاسة ؟
لو أن القائمة ظلت كما هى على حالها، فإننى أكرر موقفى الرافض لنظام مبارك وعمرو موسى القطعى، لكن الحقيقة أن فرصه فى الفوز هى الأكبر لأنه "مجرب" تجاه الامريكان منذ أيام كامب ديفيد، وإذا ما قورن بالبرادعى فإن الاخير أنظف من عمرو موسى، وفى ظل الغبار البشرى عمرو موسى يبدو أمريكانى بصناعة مصرية محلية، فهو متحدث جيد وعمل بالخارجية وجامعة الدول العربية، فضلاً عن أن المجلس العسكرى يأنس لعمرو موسى، لأن المجلس العسكرى طالب فكرة الحصانة، لكن المشكلة الحقيقية للجيش هو نشاطه المدنى والتجارى الربحى وهو السبب فى بزنسة جنرالات الجيش، والمجلس الحالى يحتوى على 10 جنرالات ثروة أحدهم تفوق ثروة أحمد عز، وهذا هو جوهر النزاع الحقيقى، والسبب فى ذلك كامب ديفيد التى حولت الجيش لمؤسسة اقتصادية.
لكن إذا ما أضيف للقائمة وقرر المجلس العسكرى أن يدفع بأحد اعضاءه – وهذا وارد عندى – وهم يلعبون على التفزيع الاقتصادى والأمنى، ومخاوف الناس من سيطرة الاخوان المسلمين قد تدفع بهذا الاتجاه.
لكننى أرشح وأدعم اثنين هما، حمدين صباحى وعبد المنعم ابو الفتوح حيث أن الحزب الذى ينتظر مصر قد فاز، والرئيس المنتظر مكوناته اسلامية قومية ناصرية ليكون متعدد الموارد، ومجرد خوضهم وعدم توفيقهم فهو عنصر هام فى بناء هذا الكيان، وفى البين بين ستنمو معادلة تناقض الميدان مع البرلمان.
- قلت ان الاخوان هم امتداد للحزب الوطنى المنحل ؟
نعم.. فالمهندس خيرت الشاطر يُشبه أحمد عز، والأن يبحث فى دفاتره عن مشروع لتنمية مصر، إلى هذة الدرجة وصل الحال فى مصر!! فضلاً عن جماعة رجال الاعمال على رأسها حسن مالك.
الحزب الوطنى نفق وهلك، أما الاخوان فهم أكثر حيوية لكنهم مش بتوع شريعة دول بتوع شريعة سوء، وإذا تحالف مبارك معهم كان اشترى تذكرة البقاء فى السلطة 20 سنه قادمة، وعلى العموم إذا شئت أن تخفض من شعبية اليمين المصرى دعه يحكم ويُشكل الحكومة.
- ودور البرلمان فى وضع الدستور فى ظل الاغلبية الاسلامية ؟
المرحلة الانتقالية تحولت لمرحلة انتقامية، يجب أن نتفق على معايير لجنة وضع الدستور، وأتوقع ألا يحدث أى خلاف على مفهوم ومقومات الدولة، لكن سيكون هناك تفاوت حول طبيعة النظام برلمانى ام رئاسى، وأنا أعلم أن هناك اتفاق بين المجلس العسكرى والاخوان على ان تكون المواد من 1 – 23 من الدستور القديم تظل كما هى، وهذة صفقة اضطرار وليست اختيار، الأخوان المسلمين يكرهون الجيش المصرى وهناك حالة تربص بين المجلس العسكرى – الذى يظن ان مصر ملكه – وبين وجماعة الاخوان المسلمين، والمجلس الاستشارى لن يتدخل لانه قناع وولد لملأ نشرات الاخبار.
لكن الأهم هو ما يُعرف بالحصانة، وما عبر عنه محمود غزلان – المتحدث باسم الاخوان المسلمين – وهو ما نفاه على الفور عصام العريان لأن غزلان ليس مدرب وليس محنك مثل العريان، وهى أشبه بفكرة حصانة على صالح، بل ممكن أن يسنوا قانون تحصين للعسكرى.
والمفاجأة ان هناك لواء اسمه عباس مخيمر، نجح على قوائم الاخوان بالشرقية، وكان يشغل منصب أمين عام وزارة الدفاع، سيصبح أمين لجنة الأمن القومى بالبرلمان، وعلى فكرة الاخوان ضد محاكمة مبارك، وجنرالات العسكرى سيستفيدون من أخطاء مبارك.
- بعد مرور عام.. برأيك ماذا تحقق من مطالب الثورة ؟
مطالب الثورة لم تتحق، سوى مجال الحريات السياسية من تشكيل أحزاب وغيره، لكن القوانين المنظمة لذلك لم تُشرع كى نضمن بقاءها، لكن هناك تغير جوهرى حدث بمصر، مصر كان بها غضب يكفى لألف ثورة، وبالمناسبة انا لا أتوقع شيئ يوم 25 يناير وكل التخوينات القائمة مصدرها السلطة ولو حصل حاجة يبقا منها.
- وكيف ترى خطوات بناء دولة مدنية ؟
كلمة مدنية ليس لها أصل دستورى، لكن الأمة مصدر السلطات، وجوهر الخلل هو انحطاط التاريخ، مطلوب الأن تصنيع البلد وتجاوز الفجوة التاريخية منذ 30 عام، مصر بحاجة لملازمة التنمية بالديمقراطية وتغيير المشهد بطريقة ثورية ثم اصلاحية، ومصر كانت فى مرحلة موت، والأن فى مرحلة خطر، وأن نعيش فى خطر أفضل من ان نموت، لكن جوهر ما دفع المصريين للتظاهر والقيام بثورة مازال قائم؟
- هل تعتقد أن يُسلم العسكرى السلطة لمدنيين ؟
العسكرى سيُسلم السلطة إذا ضمن رئيس محابى وسلطات دستورية قوية للرئيس القادم، البرلمان الحالى موضوع تحت سريره الف قنبلة زمنية، والمجلس العسكرى يجمع الأن الطعون لتقديمها، البرلمان المقبل ولد بمرض الربو وربما يموت قريبًا، ومثقوب بالنظام الانتخابى الذى ميز بين المصريين بجعل احدهم يتم انتخابه مره والأخر مرتين، وأرى أن اقرار الدستور سيجعل البرلمان اشبه بذكر النحل، ووضع دستور جديد يعنى برلمان جديد، واتفاق العسكرى مع الاخوان يريد بدعة ويقول "خلافًا لأحكام الدستور يستمر المجلس الحالى"، وهذا يعنى تحويل الدستور للائحة مرور.. المجلس العسكرى هو مبارك الثانى بإمتياز، وكما لم يفلت مبارك لن يفلت المجلس العسكرى.
اقرأ ايضا :
راديو أرابيسك يحاور ''عبد الحليم قنديل'' بأسئلة قراء مصراوي.. اسأل الآن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.