قالت جريدة ''يديعوت أحرونوت'' الإسرائيلية إن محادثات إسرائيلية فلسطينية مباشرة في الأردن ستجرى في غضون ال48 ساعة المقبلة. وذكرت ''يديعوت احرونوت'' الإسرائيلية أن مفاوضات سبقت المحادثات المرتقبة بين ممثلين إسرائيليين وفلسطينيين برعاية وزير الخارجية الأردني ناصر جودة. ونقلت الجريدة عن مصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات انه من المقرر عقد اجتماع بين المفاوض الإسرائيلي يتسحاق مولخو ونظيره الفلسطيني صائب عريقات في العاصمة الأردنية عمان في غضون ال48ساعة المقبلة برعاية الأردن واللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا. وقالت ''يديعوت احرونوت'' إنه خلال زيارة قام بها مؤخرا العاهل الأردني عبد الله الثاني للضفة الغربية، مارس الوفد الأردني ضغطا على القيادة الفلسطينية بهدف إطلاق عملية السلام المتوقفة. وقال مسئولون إسرائيليون انه بينما لايتوقعون أن يسفر الاجتماع عن نتائج ذات مغزى، فان عقد الاجتماع يعد أمرا هاما في حد ذاته. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد طالب في وقت سابق اليوم الأحد بإجراء مفاوضات مباشرة (مع الفلسطينيين )من دون شروط مسبقة . وأكدت وكالة الأنباء الألمانية أن مبعوثين إسرائيلي وفلسطيني سيلتقيان في العاصمة الأردنية عمان بعد غد الثلاثاء، لإجراء أول محادثات مباشرة بين الجانبين منذ أكثر من 15 شهرا. تأتي هذه المحادثات، التي يستضيفها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في إطار الجهود الدولية الرامية إلى استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حسبما ذكر الجانبان. ومن المقرر أن يلتقي صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين ، مع يتسحاق مولخو ، أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، بحضور مبعوثين من اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا. ونقلت الوكالة الألمانية عن المتحدث باسم دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية خافيير أبو عيد قوله إن هذا الاجتماع سيكون أول محادثات رسمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ توقف المفاوضات في سبتمبر 2010 . غير أنه أكد على أن هذا الاجتماع ليس جلسة تفاوض. وأوضح أن هذه مجرد محاولات لتوفير البيئة المناسبة لإجراء المباحثات، بما في ذلك التجميد الكامل للنشاط الاستيطاني. ويذكر أن المفاوضات توقفت بسبب تمسك الفلسطينيين بعدم إجراء محادثات مع حكومة نتنياهو إلا بعد تجميد النشاط الاستيطاني، بينما أصرت إسرائيل على إجراء المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة. وقال عريقات في بيان إن هذه الدعوة تأتي في إطار الجهود الأردنية المتواصلة لإلزام إسرائيل بالتزاماتها القانونية الدولية ، لا سيما التزامها بتجميد جميع الأنشطة الاستيطانية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بما فيها القدسالشرقية ، على حد قوله. ودعا عريقات إسرائيل إلى استغلال هذه الفرصة للتوقف عن البناء في مستوطنات الضفة الغربيةوالقدسالشرقية من أجل تهيئة المناخ المناسب لإجراء مباحثات جادة ذات مصداقية ، بموجب بيان الرباعية الدولية الصادر في 23 سبتمبر 2011 . وكان بيان الرباعية دعا إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غضون شهر ، وأن يقدم الجانبان اقتراحات حول قضيتي الحدود والأمن محل التفاوض بحلول 23 ناير الجاري. وحدد البيان نهاية عام 2012 موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين. غير أنه مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم الاقتراحات في يناير، لم تتمكن الرباعية حتى الآن من استئناف المفاوضات بين الجانبين. من ناحية أخرى، أصدر مكتب نتنياهو بيانا قال فيه: ''نشكر الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة لمبادرتهما بعقد اجتماع بين الجانبين بما يتماشى مع خطة الرباعية''. من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير محمد الكايد على ضرورة ''الاستثمار الجاد والملتزم'' من قبل الجميع في توفير المناخ الملائم الذي من شانه أن يفضي إلى انجاح هذا المسعى الجاد. وتابع أن ''ذلك عبر الامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب والاستفزازية كافة، وتلك التي تقوض مثل هذه المبادرات والمساعي، وبالتالي تجر المنطقة بأسرها إلى آتون منزلقات خطيرة لا تحمد عقباها''. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن الكايد قوله إن الجهود الأردنية ''ترتكز إلى القناعة بأن حل الدولتين الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني يشكل مصلحة أردنية عليا''. وأضاف الكايد أن ''السبيل لتحقيق ذلك هو من خلال مفاوضات مباشرة وجادة ما بين الأطراف ومحكومة بإطار زمني واضح، وتعالج قضايا الحل النهائي كافة بما فيها قضايا اللاجئين والقدس والأمن والحدود بشكل خاص وفقا للمرجعيات الدولية المعتمدة وبشكل يلبي ويصون كل المصالح الأردنية العليا والمشروعة المرتبطة بهذه القضايا الحيوية كافة''. وأشار إلى أن الأردن على اقتناع بأن ''النجاح في تجسيد حل الدولتين من شأنه أن يعزز أمن واستقرار المنطقة ويصون السلم العالمي''.