كشفت مجلة ''فورين بوليسي'' الأمريكية يوم الخميس النقاب عن قيام مسئولين رفيعي المستوى بالإدارة الأمريكية بالإعداد سرا لخيارات لمساعدة ودعم المعارضة السورية من بينها التجهيز لمبادرة دبلوماسية كبرى أخرى مع استبعاد خيار فرض حظر جوي على سوريا وذلك وسط تصاعد أجواء العنف في سوريا وخروجها عن السيطرة. وأشارت المجلة الأمريكية - في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني يوم الخميس - إلى الانتقادات التي تواجها الإدارة الأمريكية من أعضاء الكونجرس واتهامهم إياها بالتقاعس عن اتخاذ رد فعل تجاه تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا بعد مقتل ما يزيد عن خمسة آلاف مواطن سوري حتى الآن طبقا لتقارير اللجنة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. ونقلت المجلة الأمريكية عن عدد من المشرعين الأمريكيين قولهم إن البيت الأبيض ''يعمل في الخفاء'' لدعم المعارضة، في الوقت الذي تعمل فيه كل من تركيا وفرنسا والجامعة العربية على أخذ زمام المبادرة والبحث عن استراتيجيات أكثر صرامة من أجل زيادة الضغط على النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد. وأشارت في الوقت ذاته إلى نفي المسئولين الأمريكيين ذلك، مؤكدين على أنهم يتحركون ''بحذر بالغ'' بهدف تجنب زعزعة استقرار سوريا أكثر من ذلك وأن هذا الحذر الهدف منه دراسة الديناميكية المعقدة للبلاد قبل التورط أكثر في محاولة لحل الأزمة السورية. وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية ترى أن الوضع الراهن في سوريا لا يمكن احتماله، مشيرة إلى تصريح مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية فريد هوف الذي وصف بشار الأسد في وقت سابق من الشهر الجاري على أنه ''رجل ميت يسير على قدمين''، وعليه فإن الإدارة الأمريكية تكثف حاليا من مباحثاتها حول القضية السورية. ونقلت مجلة ''فورين بوليسي'' عن مسئولين بالإدارة الأمريكية - لم تفصح عن هويتهم - قولهم إنه بعد العديد من الاجتماعات التي عقدتها الإدارة الأمريكية لمناقشة الأزمة السورية بدأ مجلس الأمن القومي في الأعداد لعملية سرية لإيجاد خيارات تهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة للمعارضة السورية. وأضاف المسئولون أن هذه الخيارات - التي لا تزال قيد البحث- تشمل إنشاء ممر إنساني أو منطقة أمنة للمدنيين السوريين على طول الحدود السورية التركية المشتركة والقيام بتوسيع دائرة المساعدات الإنسانية للثوار السوريين وتزويد الأطباء السوريين بالمساعدات الطبية اللازمة والانخراط أكثر بالمعارضة السورية داخل وخارج البلاد وتشكيل مجموعة اتصال دولية أو تعيين منسق خاص للعمل مع المعارضة السورية كما حدث في ليبيا. ونسبت المجلة لأحد المسئولين الأمريكيين المطلعين على الحدث قوله ''أنه يتم الآن النظر في الخيارات المتاحة حول سوريا غير أن هذه الخيارات لاتزال في مرحلتها الأولية'' مضيفا أن هناك العديد من الأشخاص في الإدارة الأمريكية يدركون أن الوضع الراهن في دمشق لا يمكن احتماله كما أن هناك اعتراف داخلي بأن العقوبات المالية المفروضة على الحكومة السورية لن تؤدي إلى إسقاط النظام السوري في المستقبل القريب. وأشار المسئول الأمريكي إلى أنه بعد جولات عديدة من العقوبات المالية التي تم فرضها على قادة النظام السوري والتي لم تثمر عن جدواها تحول التركيز حاليا إلى دعم المعارضة السورية بشكل مباشر. واعتبر المسئول الأمريكي أن فراغ السلطة في سوريا والانتشار الواسع لأسلحة الدمار الشامل بالبلاد إضافة إلى أزمة اللاجئين وما تشهده الدول العربية الأخرى في المنطقة من ثورات، قد يؤدي في النهاية إلى انهيار النظام السوري.