أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن الإدارة الأمريكية أكدت له خلال زيارته الحالية إلى واشنطن ثقتها في أداء ونجاح القوات المسلحة في قيادة المرحلة الانتقالية وعدم قبول أي مشروطية من قبل الكونجرس فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية لمصر. وقال إن كبار الإدارة الأمريكية أكدوا له أيضا أن قيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمرحلة الانتقالية منذ قيام الثورة وحتى الآن تمثل عنصرا أساسيا للاستقرار بما تحققه من خطوات نحو الانتقال الديمقراطي الكامل وإتمام الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال المرحلة القادمة. وأوضح كامل عمرو في مقابلة صحفية قبل مغادرته لواشنطن اليوم في ختام زيارته الحالية لها، أن هذه التأكيدات جاءت خلال لقاءاته مع عدد من كبار المسئولين الأمريكيين ومن بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا ومستشار الأمن القومي توم دونيلون لمناقشة العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية والقضايا الإقليمية ومن بينها القضية الفلسطينية. وأوضح أن الجانبين استعرضا تطورات الوضع في مصر وخريطة الطريق السياسية المصرية للمرحلة القادمة من حيث إجراء لانتخابات البرلمانية بمجلسي الشعب والشورى كي يعقدا جلساتهما في شهر مارس المقبل، ثم تشكيل لجنة إعداد الدستور المصري الجديد ثم إجراء الانتخابات الرئاسية في مرحلة لاحقة، مشيرا إلى أن مصر الديمقراطية ستكون أفضل من الماضي بمشاركة كل التيارات في العملية السياسية. وأوضح وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن المناقشات تناولت مشروع المشروطية على مصر الذي تقوم بإعداده في مراحله الأولى لجنة الإعتمادات بمجلس الشيوخ الأمريكي، مؤكدا أنه شدد على أن هذه المشروطيات غير مقبولة شكلا ومضمونا أيا كانت من جانب مصر وأن توقيتها غير سليم بالمرة، وهو ما تقبله تماما المسئولون الأمريكيون معربين عن تصميم الإدارة الأمريكية على مستوى المساعدات لمصر، سواء الاقتصادية أو العسكرية، وعدم تحميلها بأي مشروطيات فيما يتعلق بتحقيق بعض الأمور في عملية التحول الديمقراطي وتحويل بعض المساعدات العسكرية إلى مساعدات اقتصادية، ومؤكدين أنهم سيقومون باتصالات مكثفة مع الكونجرس الأمريكي لرفع هذه المشروطيات من الصيغة النهاية لمشروع القانون. وفيما يتعلق بالنواحي الأمنية، أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن مصر مسيطرة تماما على الأوضاع الأمنية في سيناء كما أن الأوضاع الأمنية داخل مصر تسير في تحسن. ونوه بأنه لا توجد أية هواجس تؤثر على العلاقات المصرية الأمريكية من خلال ما أكده المسئولون من دعم واضح لمصر خلال الفترة الحالية وفى المستقبل. وفيما يتعلق بالرقابة على الانتخابات في مصر، أكد وزير الخارجية خلال مناقشاته أنه سيكون هناك قاض في كل لجنة انتخابية وأن كل الأحزاب سيكون لها مراقبون داخل اللجان، كما سيكون لمنظمات المجتمع المدني المصرية المسجلة حق المشاهدة والمتابعة، إضافة إلى الصحافة المحلية والأجنبية، كما سيتم السماح بوجود شهود على الانتخابات من بعض المنظمات، مثل ''مؤسسة كارتر'' الأمريكية. وفيما يتعلق بالموضوعات الإقليمية التي تمت بحثها مع كبار المسئولين بالإدارة الأمريكية، قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو إنها شملت مناقشة الملف الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى أن مصر تؤيد الأخوة الفلسطينيين في أي تحرك يقومون به، وهو موقف جميع الدول العربية، بما في ذلك حقهم المشروع في إنشاء دولتهم على أساس قواعد واضحة تتضمن حدود 4 يونيو 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها. كما أكد الوزير للمسئولين الأمريكيين أن وقف الاستيطان الإسرائيلي شرط ضروري في هذه المرحلة. وفيما يتعلق بضرورة وضع ضوابط وآليات تحكم المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ومن بينها وجود هيئة تحكيم دولية قانونية يكون لها قرار ملزم بشأن أي خلاف بين الجانبين، قال كامل عمرو إن موضوع التحكيم لم تتم إثارته، ولكنه أكد خلال مباحثاته مع المسئولين الأمريكيين ضرورة وجود ضوابط ومرجعيات وهى حدود 4 يونيو 1967 والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية ووقف الاستيطان. من ناحية أخرى، وفى رده على سؤال بشأن توجهه غدا لزيارة ليبيا، قال الوزير إنه زار ليبيا منذ 10 أيام، وليس لديه أي خطط لزيارتها غدا (الجمعة).