حافظت قوات كل من رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا، الحسن وتارا، والرئيس المنتهية ولايته لوران باجبو على مواقعها في المدينة الرئيسة أبيدجان، وذلك بعد أيام من المعارك الطاحنة. ويقول شهود عيان أن الوضع في المدينة بات أكثر هدوءا. وكانت تقارير سابقة ذكرت أن القوات التابعة لوتارا تمكنت من تطويق القوات التابعة لباجبو في بعض المناطق بأبيدجان، وفرضت منع التجوال في المدينة. من جهتها، حضت منظمة الأممالمتحدة على فتح تحقيق في التقارير التي أفادت بمقتل مئات الاشخاص على أيدي أنصاره في مدينة دويكوي. وقال الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، إنه يشعر بالقلق والانزعاج من هذه التقارير. ورغم أن وتارا قال إن أنصاره غير مسؤولين عن العنف، فإنه أمر بفتح تحقيق في الموضوع، مضيفا أنه يرحب بإجراء تحقيق دولي. ويقول مراسل بي بي سي في مدينة دويكوي، أندرو هاردينج، إن موظفي الأممالمتحدة عثروا على مئات الجثث. ويضيف المراسل أن هناك آثار دمار ونهب واسعين، حيث أحرقت مساكن، وأن الوضع يشير الى أبعد من أن قوات دخلت المدينة وعاثت فيها. وكان الناطق باسم الأممالمتحدة، حمادون توري، قال لبي بي سي إنه سمع أصوات إطلاق نار قرب القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه حاليا قوات باجبو، مضيفا أن الوضع متوتر جدا. ويخضع مطار أبيدجان، الذي سيطرت عليه قوات الأممالمتحدة منذ الجمعة الماضية، للقوات الفرنسية حاليا، وسمحت بإعادة فتحه. في تطور آخر، إفادت مصادر دبلوماسية بمغادرة الجنرال فيليب مانجوا، قائد القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته، مقر إقامة سفير جنوب أفريقيا في أبيدجان، بعد أن كان لجأ اليه بداية الأسبوع الماضي. وهناك تقارير تفيد بأن الأممالمتحدة بصدد إجلاء نحو 200 موظف تابعين لها في أبيدجان. لكن القناة التلفزيونية الموالية لباجبو دعت سكان ساحل العاج إلى تعبئة صفوفهم ضد ما وصفته احتلالا فرنسيا . ووقعت أعمال عنف في مدينة دويكوي، غربي البلاد، الأسبوع الماضي إثر سيطرة القوات الموالية لوتارا على مناطق كانت تابعة لباجبو في جنوبي البلاد. لكن كلا الجانبين يقول إن الطرف الآخر هو المسؤول عما حصل. ولا يزال مسؤولو الأممالمتحدة يجرون تحقيقات لمعرفة ما حصل، مضيفين أن الحصيلة النهائية لعدد القتلى مرشحة للزيادة. وقدرت إحدى وكالات الإغاثة عدد القتلى بألف شخص. وأرسلت فرنسا 300 جندي إضافي إلى ساحل العاج، وفق الناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية ما يرفع عدد الجنود الفرنسيين إلى نحو 1400 جندي. وأضاف الناطق أن الهدف من تعزيز القوات الفرنسية هو حماية المواطنين الفرنسيين في ساحل العاج بعد تعرضهم لتهديدات اللصوص. ومن بين الاجانب الذين حوصروا بسبب أعمال العنف نحو 700 فرنسي و600 لبناني و60 من جنسيات أوربية.