حذرت الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي السبت السلطات السورية من مغبة الاستمرار في قمع المتظاهرين المطالبين بالحريات وبالاصلاح، وذلك بعد سقوط عشرات القتلى في التظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت الاسبوع الماضي. ووجهت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة تحذيرا الى سوريا من مغبة الدخول في "دوامة العنف" من جراء القمع العنيف للتظاهرات، ودعتها الى استخلاص العبر مما جرى في الدول العربية الاخرى. واعلنت بيلاي في بيان ان "الاحداث الاخيرة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا (...) تدل بوضوح على ان القمع العنيف للتظاهرات السلمية لا يستجيب لتطلعات الشعب الذي يخرج الى الشوارع، كما انه قد يتسبب في دوامة من الغضب والعنف والقتل والفوضى". واضافت ان "الشعب السوري لا يختلف عن بقية شعوب المنطقة، انه يريد ان يتمتع بالحقوق الانسانية الاساسية التي حرم منها منذ زمن طويل". ومنذ عدة ايام تشهد سوريا التي يحكمها حزب البعث منذ نحو خمسين سنة تظاهرات غير مسبوقة تطالب باصلاحات في سياق الحركات التي شهدتها وتشهدها عدة بلدان عربية. وقتل 10 اشخاص الجمعة في الصنمين قرب مدينة درعا جنوب سوريا بحسب مسؤول سوري، في مواجهات اطلقت خلالها قوات الامن النار على المتظاهرين. بينما افادت منظمة العفو الدولية عن مقتل 55 شخصا في درعا قرب الحدود مع الاردن منذ 18 شباط/فبراير. وشددت بيلاي على ان اللجوء الى القوة في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين قد فشلت في احتواء الاستياء الشعبي و"لم ينتج عنها سوى الاحباط والغضب الذي تحول بعدها الى غليان". واوضحت انه "عندما تبدا هذه الدوامة من الصعب جدا انجاز ما كان ممكنا قبل ذلك، اي ضمان الحقوق المشروعة في التعبير والتجمع السلمي والاصغاء والعمل على تسوية المشاكل الحقيقة". ونوهت مفوضة حقوق الانسان باعلان الحكومة السورية الخميس سلسلة من الاصلاحات السياسية والاقتصادية لكنها شددت على ان "الافعال ابلغ بكثير من الاقوال". وخلصت الى القول ان "الاعلان عن جملة من الاصلاحات التي طالما كانت مرتقبة والمرحب بها، ومن ثم اطلاق النار على المتظاهرين في اليوم التالي يرسل اشارات متناقضة تماما وينسف الثقة بشكل خطير". بدورها دانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون السبت بتعابير شديدة اللهجة الرد "القاسي" الذي اعتمدته السلطات السورية على "المطالب المشروعة" للمحتجين. واعربت اشتون في بيان عن "صدمتها لمواصلة القمع العنيف للمتظاهرين"، ودعت النظام الى "الاستجابة للمطالب والطموحات المشروعة للشعب عبر الحوار والاصلاحات السياسية والاجتماعية-الاقتصادية العاجلة". وقالت اشتون "ادين بشدة القمع العنيف بما فيه الاستخدام غير المقبول بتاتا للعنف والذخائر الحربية والذي ينبغي ان يتوقف الان"، مضيفة انه "يجب رفع حالة الطوارىء". وافرجت السلطات السورية عن اكثر من 250 سجينا سياسيا في محاولة لتهدئة حركة الاحتجاج غير المسبوقة التي تهز سوريا منذ عشرة ايام، لكن المحتجين اكدوا انهم يريدون تكثيف تحركهم ضد نظام بشار الاسد.