صنعاء (رويترز) - دعت جماعات يمنية معارضة المحتجين الى تنظيم مسيرة يوم الجمعة الى القصر الرئاسي لمطالبة الرئيس علي عبد الله صالح بالتنحي املين في انهاء أزمة يخشى حلفاؤه في الخارج ان تنتهي في صالح الاسلاميين المتشددين. وقال محمد قحطان المتحدث باسم المعارضة لقناة الجزيرة يوم الاربعاء موجها حديثه الى رئيس اليمن "الجمعة القادمة ستكون جمعة الزحف ستزحف مئات الالاف بصدورها العارية الى قصرك الرئاسي اقتل من شئت اسفك دم من شئت سيصلون الى غرفتك سيصلون الى مكانك وسيخرجونك من مخبئك." وأضاف "الحديث عن الوساطة بعد الدماء وبعد الذي جرى صار نكتة سخيفة في الشارع اليمني يتقبلها الناس بسخرية وازدراء ليس امام الرئيس الا ان يعجل بالرحيل." وأثارت احتجاجات الشوارع المتواصلة منذ سبعة اسابيع ضد حكم صالح المستمر منذ 32 عاما في الدولة الفقيرة قلق عواصم غربية من مصير انهيار دولة اتخذ منها جناح للقاعدة ملاذا. ولليمن حدود مشتركة مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وبالقرب من مسارات شحن رئيسية. وتمكنت خلايا من القاعدة خلال العامين الماضيين من محاولة شن هجمات جريئة خارج اليمن في السعودية والولاياتالمتحدة. وقال جنوبيون يشتكون من التهميش انهم يريدون الانفصال عن صالح بينما قام الشيعة في الشمال بعدد من محاولات التمرد ضد صالح العنيد الذي يخوض أعنف معركة من أجل حياته السياسية. وحذر صالح الذي ساندته طويلا دول عربية وغربية كزعيم قادر على توحيد القبائل المتشرذمة من ان البلاد قد تنزلق الى حرب أهلية او تقسم اذا أجبر على التنحي عن السلطة من خلال ما وصفه بانقلاب. وامتدت موجة الانشقاقات بين الصفوة الحاكمة لتصل الى اللواء علي محسن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية باليمن وابن قبيلة الاحمر مثل صالح الذي قال لقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية يوم الاثنين انه يؤيد المحتجين وحذر هو أيضا من حرب أهلية اذا استمر قمع المحتجين. وقال صالح في كلمتين أمام كبار قادة الجيش ولقاء مع زعماء القبائل والعشائر ان اليمن قد يواجه حربا أهلية أو التفكك بسبب ما قال انها محاولات للقيام "بانقلاب" على حكمه. وقال صالح لزعماء القبائل "وحتى تكون الصورة واضحة أمامكم عندهم ( المعارضة) أجندة لتمزيق الوطن.. وسيكون الوطن بدلا من شطرين سيكون ثلاثة أشطار .. شطر في جنوب الوطن وشطر في شمال الوطن وشطر في وسط الوطن. هذا ما يسعى اليه المرتدون عن الوحدة" في اشارة الى المتمردين الشيعة في الشمال ومقاتلي القاعدة. وقال أمام كبار قادة الجيش "لا يعتقد الذين يريدون ان يتسلقوا الى كرسي السلطة عن طريق الانقلابات ان الامور ستستقر فهذا غير وارد لن يستقر الوطن ستتحول الى حرب اهلية.. الى حرب دامية فيجب ان يحسبوا حسابا دقيقا." وأدت التوترات بين القوى العسكرية المتناحرة الى العنف. وحاصر حرس الرئاسة اليمنية المؤيد لصالح كتيبة تابعة للقوات الجوية في مدينة الحديدة الساحلية يوم بعد أن قال قائد الكتيبة انه يؤيد المعارضين لصالح. وقالت مصادر طبية ان أحد أفراد الحرس الرئاسي وجنديا في الجيش قتلا في اشتباكات بين القوتين في مدينة المكلا في جنوب البلاد في ساعة متأخرة يوم الاثنين. وعبرت الولاياتالمتحدة التي تواجه عواقب دبلوماسية وانتفاضات وغموض في شتى انحاء العالم العربي عن قلقها من عدم الاستقرار في اليمن حيث يوجد للقاعدة موطئ قدم قوي. وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس "من الواضح أننا نشعر بقلق لزعزعة الاستقرار في اليمن" وأضاف "تحويل الاهتمام عن التعامل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو اكثر ما يقلقني ازاء الوضع." وأعلن مساعد للرئيس ان الرئيس سيتنحى بعد أن يشرف على الانتخابات البرلمانية التي تجري في يناير كانون الثاني عام 2012 . ورفضت المعارضة ذلك. وقال أحمد الصوفي المتحدث الصحفي لصالح لرويترز ان الرئيس اليمني سيسلم السلطة من خلال انتخابات برلمانية وتشكيل مؤسسات ديمقراطية في نهاية عام 2011 او يناير 2012 . وأضاف أن صالح لا يسعى للسلطة لكنه لا يريد ان يتنحى قبل أن يعرف من الذي سيتسلم السلطة منه وهو ما رفضته على الفور المعارضة. وكان صالح قد قال من قبل ان سيقى الى ان تنتهي فترة رئاسته عام 2013 . ويوم الثلاثاء قال محمود الصبري المتحدث باسم تحالف المعارضة ان الساعات القادمة ستكون حاسمة معلنا رفض تحالف المعارضة اليمنية العرض الذي قدمه صالح بالبقاء في السلطة حتى يناير 2012 . وقال زعيم معارض ان الرئيس اليمني يمكنه ان يعيش حياة كريمة امنة في اليمن اذا تنحى بشكل سلمي مثلما فعل الرئيس المصري حسني مبارك. وقال ياسين نعمان الرئيس الدوري لتحالف المعارضة في اليمن ان صالح يجب الا يتبع اسلوب الزعيم الليبي معمر القذافي قائلا انه اذا تنحى في سلام سينظر اليه على انه زعيم حقيقي وسيمكنه ان يعيش اينما يحلو له حياة كريمة امنة. وتنامت الانشقاقات مع اعلان قادة كبار بالجيش وسفراء وبعض القبائل تأييدهم للمحتجين المناهضين للحكومة اليمنية في ضربة قوية لمحاولات صالح التغلب على مطالب برحيله الفوري. وجاءت الانشقاقات الأخيرة فيما يبدو بعد لجوء السلطات للعنف في التعامل مع الاحتجاجات يوم الجمعة عندما قتل قناصة يرتدون الملابس المدنية 52 محتجا في صنعاء مما دفع صالح لاقالة الحكومة واعلان حالة الطواريء لمدة 30 يوما.