يقول عمال الانقاذ في نيوزيلندا انهم سيواصلون البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ضرب كرايستشيرش الثلاثاء. وعثر حتى الان على 98 قتيلا ولا يزال 226 في عداد المفقودين، منهم 120 تحت انقاض مبنى منهار. وقال رئيس الوزراء البنيوزيلندي جون كاي ان على الناس ان يتوقعوا مزيدا من الانباء السيئة، ويقول المسؤولون انه ربما كان هناك ضحايا من دول مختلفة. وضرب الزلزال على عمق قريب من السطح (5 كم) في المدينة الواقعة في جزيرة جنوب نيوزيلندا في ساعات العصر وهو وقت زحام في المدينة. وكان ذلك ثاني زلزال هائل يضرب كرايستشيرس في خمسة اشهر واكبر كارثة طبيعية في نيوزيلندا منذ 80 عاما. ووصل الى المدينة مئات من خبراء الانقاذ الاجانب يوم الخميس لمساعدة الشرطة والجنود على البحث عن ناجين بين الحطام. ويقول مراسل بي بي سي في كرايستشيرش فيل ميرسر ان هناك تصميما قويا لدى الجميع على مواصلة البحث. ويضيف المراسل ان عملية البحث شاقة ومضنية ويستخدم عمال الانقاذ كلاب الشم ومجسات الصوت ومعدات التصوير الحراري لالتقاط اي اشارة على وجود حياة. ونفي ديف كليف قائد الشرطة في المنطقة الانباء التي تحدثت عن العثور على ناجين الخميس، وكان اخر الناجين حتى الان انقذ صباح الاربعاء لكن عمال الانقاذ يقولون ان هناك جيوب في عدد من المباني المنهارة ربما يمكن انقاذ ناجين منها شريطة الا يكونوا سحقوا تحت الحطام. وقال رئيس الوزراء النيوزيلندي ان اثر الزلزال الاقتصادي سيكون كبيرا اذ لا يوجد اي مؤشر على موعد اعادة فتح المنطقة التجارية في المدينة، وقدر محلل في جي بيه موغان خسائر التامين نتيجة زلزال كرايستشيرش بنحو 12 مليار دولار. وكان مطار المدينة اعيد فتحه الاربعاء وجلبت سيارات نقل عسكرية لترحيل السائحين الى مدن اخرى. وامضى معظم سكان المدينة ليلة اخرى في مراكز الاخلاء، اما من لم تهدم بيوتهم فنصحوا بتجنب الاستحمام او ضخ المياه في المراحيض لانسداد نظام الصرف الصحي بالمدينة. وارسلت حاويات نقل المياه الى 14 موقعا في المدينة ليقوم الناس بملء الاواني والزجاجات واقيمت دورات مياه متنقلة. واعيد التيار الكهربائي لنحو 60 في المئة من المدينة. وتتعرض نيوزيلندا لنحو 14 الف زلزال سنويا منها 20 زلزالا تزيد قوتها عن 5 درجات. وكان زلزال الثلاثاء اسوأ كارثة طبيعية في البلاد منذ زلزال عام 1931 في خليج هوك في الجزيرة الشمالية والذي اسفر عن مقتل 256 شخصا.