واشنطن (رويترز) - قال اكبر مسؤول في المخابرات الأمريكية يوم الخميس إن الولاياتالمتحدة تواجه خفضا في انفاق المخابرات رغم تهديدات تتراوح من القاعدة في اليمن والصومال إلى البرامج النووية في إيران وكوريا الشمالية. ومع رغبة الجمهوريين الذين يمثلون القوة الجديدة في الكونجرس في خفض الانفاق على الكثير من الجبهات يواجه المسؤولون الكبار بالمخابرات تساؤلات بشأن مستقبل جهاز المخابرات الامريكي حتى في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن تحاول قياس تأثير الاضطرابات في الشرق الاوسط. وقال جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية في افادة امام لجنة المخابرات في مجلس النواب "نحن جميعا ندرك اننا سنواجه بعض اجراءات التقشف." وكشفت الحكومة الامريكية العام الماضي عن أنها أنفقت أكثر من 80 مليار دولار على المخابرات في العام المالي 2010 أي ضعفي ما أنفقته في 2001 العام الذي وقعت فيه هجمات 11 سبتمبر ايلول. وجاء جانب كبير من الزيادة خلال رئاسة جورج بوش الجمهوري التي استمرت ثماني سنوات حيث دخلت الولاياتالمتحدة في حرب في أفغانستان والعراق وكثفت اجراءاتها الامنية في الداخل. وتولى الرئيس الديمقراطي باراك أوباما السلطة في عام 2009. وقال النائب مايك روجرز الرئيس الجمهوري الجديد للجنة المخابرات في بيانه الافتتاحي "يجب ان نرى فعالية اكبر في ميزانياتكم القائمة اما لتمويل برامج مخابرات جديدة او توسيع برامج حالية او اعادة المبالغ التي توفرت الى الشعب الامريكي." وقال كلابر في تكرار لتحذيرات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان العجز الامريكي الهائل يضعف الموقف الامريكي ضد منافسين محتملين مثل الصين التي تمتلك نحو 900 مليار دولار من ديون الخزانة الامريكية. وأضاف "الدين يمثل تهديدا محتملا لامننا القومي..علاقتنا المالية مع الصين توضح ذلك." وقال كلابر في بيانه المكتوب ان القاعدة التي تتعرض لضغوط أمريكية كبيرة في أفغانستان وباكستان بدأت في تحويل المزيد من اهتمامها الى الفروع التابعة لها في اليمن والصومال والتي قد تصبح اكثر قوة ما لم يتم القيام بمزيد من الجهود المتواصلة لايقافها. وقال "النتيجة قد تكون قيام الفروع الاقليمية بمعظم الهجمات الارهابية وسيكون تعدد الاصوات مصدر الهام للحركة الجهادية العالمية." وقال كلابر ان التهديد بحرب الكترونية يتزايد وان من الصعب التكهن بتأثيرها في حين قال رئيس المخابرات المركزية الامريكية ليون بانيتا ان الانترنت "ارض المعركة للمستقبل" التي يجب ان تكون الولاياتالمتحدة مستعدة للفوز بها. وتأكيدا على ذلك التهديد قالت شركة مكافي لامن الكمبيوتر ان مخربين في الصين اقتحموا انظمة الكمبيوتر لخمس من شركات الطاقة المتعددة الجنسيات لسرقة خطط المناقصات ومعلومات حيوية اخرى. وقال كلابر امام اللجنة ان البرامج النووية في كوريا الشمالية وايران لا تزال مثار قلق بالغ رغم الجهود الدولية الرامية لايقافها. وأضاف أن طهران تبقي على خيارها قائما لبناء اسلحة نووية أما بيونجيانج فقادرة بالفعل على صنعها. وقال "لن تبحث كوريا الشمالية استخدام اسلحة نووية الا في ظروف معينة ضيقة." وأضاف "ونرى ايضا ولكن بقليل من الثقة ان بيونجيانج لن تحاول على الارجح استخدام اسلحة نووية ضد القوات أو الاراضي الامريكية ما لم تعتقد ان نظامها على وشك الهزيمة عسكريا ومهدد بفقدان السيطرة بشكل لا يمكن معالجته." وقال كلابر ان كوريا الشمالية لديها على الارجح منشات اضافية لتخصيب اليورانيوم غير موقع يونجبيون النووي المعروف. وفيما يتعلق بمصر دافع النائب مايك روجرز عن أداء المخابرات الامريكية قبل الاحتجاجات التي تهدد بالاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك. وقال منتقدون ان أوباما وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية تأخرا في ادراك حجم الاضطرابات. وقال روجرز "أعتقد انك ستجد ان هذا لم يكن فشلا من جانب المخابرات" مضيفا انه كان هناك الكثير من التحذيرات من الغضب الكامن من مبارك. واتفق البيت الابيض مع هذا التقييم وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض الاسبوع الماضي ان اوباما تلقى معلومات مخابرات "دقيقة وذات صلة وفي الوقت المناسب" بشأن الازمة.