اغتيل سلمان تسيير حاكم اقليم البنجاب بوسط باكستان على يد أحد حراسه في اسلام أباد يوم الثلاثاء. وتسيير عضو بارز في الحزب الحاكم مما يعمق الازمة السياسية في البلاد. وتسيير سياسي ليبرالي يتمتع بحضور مؤثر وهو مقرب من الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري وسيضيف مقتله الى الاحساس بالازمة رغم أنه لا يضطلع بدور في ادارة الشؤون اليومية في الحكومة المركزية ولكن اغتياله في وضح النهار سيعزز الاحساس بأن الحكومة غير قادرة على تحقيق الاستقرار في الدولة الاسلامية التي يقطنها 170 مليونا. ويأتي الاغتيال بعد يومين من التحاق شريك رئيسي في الائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بالمعارضة احتجاجا على السياسات المتعلقة بأسعار الوقود مما يتركه دون أغلبية برلمانية ويعاني من أجل الحفاظ على حكومته. وتتطلع الولاياتالمتحدة الى باكستان كي تتعامل مع متشددين باكستانيين وللمساعدة بالتالي في حرب تدور في أفغانستان حيث تخوض قوات تابعة لحلف شمال الاطلسي تقودها الولاياتالمتحدة والقوات الافغانية حربا ضد طالبان. وقال المحلل السياسي حسن العسكري ريجفي "كشفت هذه الجريمة أزمة الحكم. وكشفت أيضا مدى عمق مشكلة الارهاب في باكستان." وأضاف " الحكومة تواجه مشكلة حقيقية." وقال شاهد في مكان الحادث ان تسيير كان يهم بالخروج من سيارته في منطقة تجارية عندما أطلق عليه الرصاص في واحد من أبرز الاعتيالات في باكستان منذ اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو في عام 2007 . وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك ان تسيير قتل بسبب معارضته لقانون التجديف المثير للجدل في باكستان. وتقول جماعات لحقوق الانسان ان كثيرا ما يسيء اسلاميون متطرفون استغلال هذا القانون وكذلك مواطنون عاديون لتسوية حسابات شخصية. ويساور الغضب جماعات اسلامية بسبب ما تعتقد أنها خطط من الحكومة لتغيير القانون أو الغائه. وأسفر حادث اطلاق النار عن بقع دماء في ساحة لانتظار السيارات على طرف مركز كوسار التجاري الذي يرتاده الاجانب في اسلام اباد. وقال الشاهد علي عمران "سقط الحاكم وألقى الرجل الذي أطلق عليه النار مسدسه ورفع يديه." وقد يجعل الاضطراب من الاصعب على الحكومة أن تمضي قدما في الاصلاحات الاقتصادية التي يطلبها صندوق النقد الدولي الذي يدعم الاقتصاد الباكستاني بقرض قيمته 11 مليار دولار وافق عليه في نوفمبر تشرين الثاني عام 2008 . ولكن البورصة الباكستانية التي ارتفع مؤشرها في العام الماضي بنسبة 28 قي المئة مستقرة نسبيا هذا الاسبوع وبعض المستثمرين مستعدون على ما يبدو للتغلب على الاضطرابات. وقال اندريا نانيني مدير صندوق نيو فرونتييرز التابع لبنك اتش اس بي سي في لندن قبل اعلان نبأ الاغتيال "عدم الاستقرار والاضطراب السياسي هما دائما جزء من القصة عندما يتعلق الامر بالاستثمار في باكستان." وتابع قائلا "على الرغم من أن (تفكك التحالف) قد يزيد الاضطراب في الاجل القصير نعتقد أن السوق جذابا على المدى الطويل." وفي وقت سابق قال حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف وهو حزب المعارضة الرئيسي في باكستان انه لن يطلب اقتراعا بسحب الثقة من جيلاني لان الاقدام على ذلك سيؤدي الى تفاقم عدم الاستقرار في باكستان وهي حليف استراتيجي للولايات المتحدة. وقال نواز شريف في مؤتمر صحفي انه سيقدم للحكومة مطالب مثل الغاء الزيادات في أسعار الوقود واقالة وزراء متهمين بالفساد ومنح الحكومة أسبوعا للموافقة. وهدد شريف أيضا بطرد أعضاء في حزب الشعب الباكستاني الحاكم من حكومة اقليم البنجاب التي يهيمن عليها حزب الرابطة الاسلامية المعارض. والمح الى أنه قد تكون هناك حاجة لاجراء انتخابات عامة جديدة لكنه لم يحدد موعدا. وقال ثاني أكبر احزاب المعارضة حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية -جناح القائد الاعظم بزعامة تشودري شجاعت حسين انه لن يسعى ايضا لاجراء اقتراع بسحب الثقة من الحكومة مما يشير الى أن المعارضة ربما تفضل انهاك رئيس الوزراء بخطوات منها عرقلة التشريعات أو حتى من خلال احتجاجات في الشوارع لاجبار السلطات على الدعوة لانتخابات مبكرة. وجرى تسليط الضوء على قانون التجديف بعد أن أصدرت محكمة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي حكما بالاعدام على اسيا بيبي وهي مسيحية باكستانية وأم لاربعة أبناء في قضية نشأت عن خلاف قروي. ويحظى القانون بتأييد واسع في باكستان التي يشكل المسلمون أغلبية تزيد على 95 في المئة من سكانها ويكره معظم سياسييها أن ينظر اليهم على أنهم متساهلون في الدفاع عن الاسلام. وقالت الحكومة انها لا تعتزم تغيير القانون. وزار تسيير بيبي في السجن في اطار حملة للافراج عنها. وكتب على صفحته في موقع تويتر يوم الجمعة الماضي "تعرضت لضغوط كبيرة كي أتراجع عن مواصلة الضغط بشأن (الغاء قانون) التجديف. رفضت. حتى لو كنت اخر من يعارضه." وقال مالك ان الحارس ويدعي مالك ممتاز حسين قادري اعترف وألقي القبض عليه. وقال قادري في تصريحات أذاعها تلفزيون دنيا "سلمان تسيير مجدف وهذا جزاء المجدفين." وابتسم قادري بثقة وهو يتحدث للصحفيين من على ظهر شاحنة بينما قيدت يداه وساقاه بعد دقائق من قتله تسيير وتسليم نفسه. وقال ب.جي. كرولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية "هذه تذكرة شرسة أخرى بالمخاطر التي تهدد باكستان وبضرورة تقوية النظام السياسي في باكستان وانشاء مؤسسات مدنية قادرة على الصمود في باكستان ومساعدة باكستان على تقليص العنف الذي تقف وراءه دوافع سياسية." من أوجاستين انتوني وذي شأن حيدر (شارك في التغطية كمران حيدر وفيصل عزيز وسحر أحمد في كراتشي وميسي رايان في واشنطن وكارولين كوهن في لندن)