وصل السناتور الاميركي جون كيري الثلاثاء الى السودان حيث سيمضي اسبوعا لمتابعة سير الاستفتاء المقرر في التاسع من كانون الاول/ديسمبر المحالي والذي يرجح ان يسفر عن انفصال الجنوب عن الشمال. ووصل كيري، الذي يراس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، قبيل مساء اليوم الى مطار الخرطوم وفقا لمراسل فرانس برس في المكان. ومن المتوقع ان يلتقي مسؤولين سودانيين من الشمال والجنوب "للتشجيع على اجراء استفتاء هادىء وعلى اتفاق اوسع بين الشمال والجنوب" كما افاد بيان لمكتبه. واعتبر كيري ان "السودان في لحظة مفصلية". واضاف المرشح الديموقراطي السابق للرئاسة في انتخابات 2004 ان التزام الولاياتالمتحدة حيال السودانيين سيستمر "الى ما بعد الاستفتاء ايا كانت نتيجيته في الوقت الذي نعمل فيه على تحسين الوضع الانساني في المنطقة". وهي ثالث زيارة يقوم بها كيري الى السودان منذ توليه رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس في كانون الثاني/يناير 2009. وخلال زيارة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي وعده المسؤولون السودانيون باحترام نتيجة الاستفتاء. ويتوقع ان يختار الجنوبيون بغالبيتهم المسيحية الاحد في الاستفتاء الانفصال عن الشمال المسلم. ويناقش حاليا حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئس عمر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان، المتمردة السابقة، قضايا ما بعد الاستفتاء الرئيسية مثل المواطنة والامن وتقاسم عائدات النفط والديون الخارجية. كما يسعى الجانبان الى التوصل الى اتفاق بشان منطقة ابيي المتنزاع عليها والتي تقع على الحدود بين الشمال والجنوب. على مستوى اخر استفاد حوالى 7800 شخص تضرروا في المواجهات التي وقعت في نهاية 2010 بين القوات الحكومية السودانية ومجموعة التمرد في شمال دارفور من مساعدة عاجلة قدمتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر، كما اعلنت المنظمة الثلاثاء. ووقعت هذه المواجهات قبل عشرة ايام في قطاع شنغيل توبايا على بعد حوالى 65 كلم جنوبالفاشر، العاصمة التاريخية لدارفور، غرب السودان حيث تدور حرب اهلية معقدة منذ سبعة اعوام. واوضحت آن-ماري الثير رئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في الفاشر بحسب ما جاء في بيان "ان معظم هؤلاء الاشخاص فروا من ديارهم طلبا للامان، ولم يحملوا معهم سوى مستلزماتهم الاساسية". واضافت "لقد باتوا في العراء من دون ملجأ او اسرة، في درجات حرارة تقارب العشرة مئوية ليلا. والقسم الاكبر منهم من النساء والاطفال الذين لا يتجاوز عدد كبير منهم الخمسة اعوام". وبين الثاني والرابع من كانون الثاني/يناير، وزعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر على هؤلاء الاشخاص اغطية بلاستيكية وفرشا ولوازم للاسرة والبسة ومعدات طبخ واخرى للعناية بالنظافة. وقدمت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها، ايضا رفوشا وبدات بمساعدة افراد من هؤلاء الاشخاص، في بناء 16 مرحاضا موقتا لتحسين حالة النظافة والصحة. وبحسب الاممالمتحدة، فان الحرب الاهلية الدائرة في دارفور منذ سبعة اعوام اسفرت عن مقتل 300 الف شخص --عشرة الاف بحسب الخرطوم-- ونزوح 2,7 مليون شخص. ووقعت اعمال العنف في نهاية 2010 قبل اقل من شهر من الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان المتوقع من التاسع الى الخامس عشر من كانون الثاني/يناير.