باشر سفراء البلدان الاعضاء في مجلس الامن الدولي الاربعاء في جوبا زيارة تستمر اربعة ايام للسودان الذي يستعد لاستفتاء قد يؤدي الى انفصال جنوب البلاد. وحطت طائرة الوفد الاممي مساء في مطار جوبا الدولي، عاصمة جنوب السودان شبه المستقل بحسب مراسل وكالة فرانس برس. واستقبل حوالى 500 شخص الوفد وهم يرقصون ويلوحون باعلام جنوب السودان. وقال احد المتظاهرين وليام اغوت "نود ان نقول للامم المتحدة ان الاستفتاء يجب ان يجري في الموعد المحدد". وسيلتقي سفراء الدول الاعضاء الخمس عشرة بمن فيهم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية -الصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة- في مجلس الامن، الرئيس الجنوبي سالفا كير في وقت لاحق. ويضم الوفد السفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس التي تعتبر من منتقدي سلطات الخرطوم. وقد تلتقي في احد فنادق جوبا الممثل الاميركي جورج كلوني الذي يزور حاليا جنوب السودان لتقييم الوضع على الارض مع اقتراب الاستحقاقات المهمة بحسب منظمات غير حكومية. وسيقرر جنوب السودان في التاسع من كانون الثاني/يناير في استفتاء الانفصال من عدمه. وثمة استفتاء ثان مقرر حول وضع منطقة ابيي المتنازع عليها والواقعة عند الحدود بين شمال وجنوب السودان. الا ان تحديات كبيرة لوجستية وتنظيمية، وحتى خلافات سياسية، يمكن ان تؤدي الى تأجيل هذا الاستفتاء، كما يعتبر عدد من المراقبين الذين يتخوفون من عودة الحرب الاهلية بين الشماليين والجنوبيين. وقالت دانا ولكينز من منظمة "غلوبال ويتنس" البريطانية غير الحكومية في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان "اعضاء مجلس الامن يجب الا يفوتوا فرصة الضغط (على الاطراف) لتسريع المفاوضات بعد الاستفتاء حول النفط". وبدأ المتمردون الجنوبيون السابقون من الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها سالفا كير وحزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير محادثات اساسية حول تقاسم موارد النفط في حال انفصال جنوب البلاد. واكثر من 75% من الاحتياطي النفطي السوداني مثبت في جنوب السودان. لكن هذه المنطقة تعتمد على انبوب لنقل النفط يمر عبر شمال السودان لتصدير النفط. ويقول محللون ان اتفاقا بين الشماليين والجنوبيين قد يخفض مخاطر اندلاع نزاع جديد. وسيزور السفراء الخميس جزءا من جنوب السودان، ثم يتوجهون في المساء الى الفاشر العاصمة التاريخية لدارفور ومقر قوة السلام المشتركة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في هذه المنطقة بجنوب السودان التي تشهد حربا اهلية منذ سبع سنوات. وسيصلون مساء الجمعة الى الخرطوم حيث سيجرون السبت محادثات مع وزير الخارجية السوداني علي كرتي والمستشار الرئاسي غازي صلاح الدين. ولن يلتقوا الرئيس عمر البشير الذي صدرت في حقه مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة في دارفور. واعلن روهاكانا روغوندا مندوب اوغندا والرئيس الحالي لمجلس الامن، في نيويورك "المجلس لم يطلب لقاء الرئيس، والرئيس لم يقترح لقاء المجلس". وسيتوجه البشير من جهته السبت الى ليبيا للمشاركة في قمة عربية استثنائية.