برلين (رويترز) - ستظل المانيا معرضة لخطر التعرض لهجوم عام 2011 على أيدي متشددين اسلاميين يحاولون القضاء على الدعم المتذبذب للتدخل العسكري في أفغانستان وضرب قلب الاقتصاد الاوروبي. وعلى مدى الشهر الماضي شق الالمان طريقهم وسط الثلوج تحت حراسة المئات من قوات الشرطة الاضافية التي تمركزت في مراكز النقل والاماكن العامة الاخرى بعد أن رفعت الحكومة مستوى التأهب الامني على غير المتوقع. ولم تحدد الحكومة تهديدا معينا لكن مسؤولي أمن تحدثوا عن سلسلة من السيناريوهات المحتملة التي قد تحدث في المانيا ومن بينها هجمات مسلحة مشابهة لتلك التي وقعت في مدينة مومباي الهندية عام 2008 . جاء رفع مستوى التأهب الامني بعد العثور على طرد ملغوم أرسل من اليمن الى هدف أمريكي مر عبر المانيا فضلا عن طرد ملغوم اخر أرسله من يشتبه أنهم متشددون يونانيون ووصل الى مكتب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل. ولم تتعرض المانيا لهجوم كبير من قبل متشددين اسلاميين منذ الهجمات على الولاياتالمتحدة عام 2001 غير أنه تم احباط عدة محاولات كما أن وجودها العسكري في أفغانستان جعلها تتحسب اي هجمات. وقال رولف توبهوفن مدير معهد ايسن لابحاث الارهاب والسياسة الامنية "بوصفها صاحبة ثالث اكبر قوة في افغانستان لازالت المانيا هدفا رئيسيا للارهابيين." وأضاف "خطر شن هجوم لا يزال شديدا جدا" ومضى يقول "الهجوم الذي وقع في السويد أظهر أنه لا يمكن احتواء كل المخاطر لان من المستحيل أن تراقب كل شخص." وقتل انتحاري مشتبه به من أصول شرق أوسطية في ستوكهولم مطلع هذا الاسبوع بعد انفجار واحدة من عدة عبوات ناسفة كان يحملها في العاصمة السويدية. وتم الربط بين الانفجار والوجود العسكري السويدي في أفغانستان. ويقول خبراء أمن ان الفرقة العسكرية الالمانية التي تتكون من 4500 جندي في أفغانستان ساعدت في تجنيد عناصر بشكل مطرد لصفوف المتشددين الاسلاميين في المانيا. ومما يعقد مشاكل ميركل استطلاعات الرأي التي تظهر أن أغلبية الالمان لا يعتقدون أنه يجب أن يكون جنودهم في أفغانستان مما يشجع بعض المتشددين الاسلاميين على أن يعتبروا برلين حلقة ضعيفة في ائتلاف حلف شمال الاطلسي يجب استهدافها. وقال برنت جورج تام خبير التشدد الاسلامي المقيم في برلين "ليست عزيمة الجنود هي المتذبذبة بشأن أفغانستان انه الشعب الالماني." وأضاف أن من خلال التهديد بشن هجمات يستطيع المتشددون الضغط على الساسة لانهاء التدخل في صراع يتشكك الكثير من الناخبين بالفعل فيه. وقال تام "يستطيعون أن يواصلوا ممارسة الضغط وهم يعلمون أن هذا سيسفر عن رد فعل في المقابل." وزادت ثقة المتشددين في قدرة العنف على التأثير في السياسة الخارجية الغربية عام 2004 حين وقعت تفجيرات مدريد التي أسفرت عن مقتل 191 شخصا وأسقطت الحكومة التي وافقت على مشاركة اسبانيا في حرب العراق. وتلقى عدة متشددين اسلاميين من أصول ألمانية تدريبا في معسكرات بجنوب اسيا لقتال ما يعتبرونها قوات الاحتلال التابعة لحلف شمال الاطلسي في أفغانستان. ويقول محللون ان الدعم للمهمة في أفغانستان يعاني ايضا من انعدام الثقة الالمانية في العمليات العسكرية بالخارج بسبب الدمار الذي وقع على أيدي النازيين في الحرب العالمية الثانية. وتبحث برلين بالفعل عن سبل للخروج من أفغانستان. ويوم الاثنين أظهر تقرير حكومي أن المانيا تريد بدء سحب قواتها بحلول نهاية عام 2011 . ويقول محللون ان أحدث تهديدات ظهرت في المانيا - التي تعتقد الشرطة أنه يعيش بها اكثر من متشدد اسلامي محتمل أن يمارسوا أعمال عنف - ربما تكون جزءا من خطة للمتشددين لالحاق أضرار بأوروبا من خلال استهداف أهم اقتصاداتها. وقال تام "تبدو الطرود الملغومة جزءا من استراتيجية للقيام بعمليات صغيرة ومؤثرة" مشيرا الى أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قال ان القوى الغربية نهبت موارد الشرق الاوسط معقل الاسلام لسنوات. وأضاف "هذا له معنى من وجهة نظر جهادي ارهابي. بمعنى انه بأقل تكلفة يستطيع الارهابيون الحاق أضرار اقتصادية بمليارات الدولارات." ومضى يقول "نستطيع أن نتوقع كما اكبر بكثير من هذه التهديدات في الاعوام القليلة القادمة." وعلقت برلين لفترة قصيرة الشحن الجوي حين تبين أن أحد الطردين الملغومين اللذين أرسلا من اليمن وصل الى كولونيا. وتعتمد المانيا اكبر اقتصاد في اوروبا بدرجة كبيرة على الطلب الخارجي. نتيجة لهذا فان الشركات في مختلف قطاعات الاقتصاد الالماني تشعر بأي تعطل. وكان الاقتصاد الالماني المحرك لتعافي اوروبا من الازمة المالية. وقالت الغرفة الالمانية للصناعة والتجارة انه اذا تم تعليق توصيل الطرود والخطابات لاسبوع فان الاقتصاد سيتكلف 300 مليون يورو اما الاضرار المصاحبة فستكون أعلى بكثير. وأضافت الازمة المالية ضغطا على الميزانيات العامة وقال توبهوفن مدير معهد ايسن لابحاث الارهاب والسياسة الامنية ان المانيا لن تستطيع الاستمرار في وضع قوات الامن في حالة تأهب تحسبا لوقوع اي مشاكل الى ما لا نهاية. وتابع قائلا "لكن من المؤكد أن حالة التأهب القصوى ستظل مستمرة لبضعة أشهر كنوع من الردع."