نيودلهي (رويترز) - مضى رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو في حملته لتحسين العلاقات مع الهند يوم الخميس مبديا تأييده لمساعي نيودلهي للعب دور أكبر في الاممالمتحدة وموافقته على هدف طموح بتعزيز حجم التجارة بين القوتين الاسيويتين الى 100 مليار دولار بحلول عام 2015 . والعلاقات بين عملاقي اسيا متوترة على الرغم من الروابط التجارية المزدهرة بينهما. وبعد نحو 40 عاما من خوضهما حربا لا تزال الخلافات قائمة بشأن حدود متنازع عليها وشكوك حول الطموحات الاقليمية للصين وعلاقاتها الوثيقة مع باكستان خصم الهند اللدود. لكن ون ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ تبادلا عبارات الود وحسن النوايا قبيل بدء محادثات ثنائية في نيودلهي. وقال ون بينما كان واقفا الى جانب سينغ بقصر الرئاسة بعد مراسم استقبال رسمية "أعتقد أننا سنتمكن بجهودنا المشتركة خلال الزيارة من النهوض بصداقتنا وتعاوننا الى مستوى عال في القرن الجديد." وأضاف "سنتمكن بجهودنا المشتركة انا ورئيس الوزراء من الوصول الى توافق استراتيجي مهم خلال زيارتي وستسفر الزيارة عن نتائج مهمة." ويبدو أن زيارة ون وهي الاولى التي يقوم بها رئيس وزراء صيني للهند منذ خمسة أعوام قد أعدت بعناية لتحسين العلاقات بين الدولتين اللتين يمثل سكانهما ثلث سكان العالم. وتم اعتقال 34 محتجا على الاقل من التبت لمشاركتهم في مظاهرات معادية للصين في نيودلهي يوم الخميس. ووصل ون وبصحبته 300 من كبار رجال الاعمال امس الاربعاء وقال ان الهند والصين ليستا خصمين وان هناك مجالا لتطور القوتين. وقال ساجاريكا جوسي نائب رئيس تحرير قناة سي.ان.ان. اي.بي.ان. "يوجد عجز في الثقة وعجز تجاري لكن من المؤكد انه لا يوجد عجز في الجاذبية." ورد سينغ على كلمات ون الودودة قبل أن يعقدا اجتماعا مغلقا قائلا "ان وجود شراكة قوية بين الهند والصين سيسهم في السلام والاستقرار والرخاء والتنمية على المدى الطويل في اسيا والعالم." واستعداد الصين للتواصل مع الهند في قضايا رئيسية مثل نزاعهما بشأن الحدود ومحادثات التجارة الحرة يمكن ان ينبع من ادراك في بكين بأن الصين تحتاج الى تأييد الهند في منتديات دولية مهمة مثل مجموعة العشرين. وقال الجانبان انهما يهدفان لزيادة حجم التجارة الثنائية الى 100 مليار دولار بحلول عام 2015 من 60 مليارا في 2010 في اتجاه تقوده عوامل منها امكانية دخول الشركات الهندية للاسواق الصينية بسهولة أكبر. وعرض ون العديد من التنازلات اثناء زيارته لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن متى وكيف سيتم التصدي لقضايا شائكة من بينها خفض العجز التجاري للهند مع الصين. والعجز التجاري الهندي مع الصين هو الاكبر بفارق كبير بين الشركاء التجاريين وربما يقترب من 25 مليار دولار هذا العام وهو ما يمثل نحو خمس اجمالي العجز السنوي المتوقع للهند. وسعت الهند لتنويع سلتها التجارية لكن المواد الخام والسلع الاخرى مثل خام الحديد مازالت تشكل نحو 60 في المئة من صادراتها للصين. وقال وزير الخارجية الهندي نيروباما راو "نود ان تصل الى الصين صناعاتنا الدوائية وسلعنا الزراعية وخدمات تقنيات المعلومات." واقتصادا الهند والصين أسرع الاقتصادات الكبرى نموا في العالم. لكن الهند تخشى أن تكون الصين تريد تقييد صعودها كقوة عالمية كما تشعر بالقلق من الروابط الامنية القوية بين الصين وباكستان التي سيزورها ون يوم الجمعة في المحطة الثانية من جولته. وجاء في البيان المشترك "اتفق الجانبان على اتخاذ اجراءات لتعزيز الصادرات الهندية الى الصين بهدف خفض العجز التجاري الهندي." وأورد البيان المشترك دعم الصين لقرار مجلس الامن الدولي 1267 الذي يدعو لفرض عقوبات على جماعة عسكر طيبة المتشددة التي تلقي الهند باللائمة عليها في هجمات مومباي التي وقعت عام 2008 وأودت بحياة 166 شخصا. وتخشى الهند ايضا من أن تكون الصين تريد تقييد نفوذها العالمي ربما من خلال معارضة مسعاها للحصول على مقعد دائم بمجلس الامن الدولي أو تطويق منطقة المحيط الهندي بمشروعات كبرى من باكستان الى ميانمار. وأكدت الصين تأييدها لمطامح الهند بلعب دور أكبر في مجلس الامن لكنها لم تصل الى حد ابداء تأييد تام لها. ولطالما شعرت بكين بالقلق من نفوذ واشنطن في جنوب اسيا وتأتي مبادرتها تجاه نيودلهي بعد نحو شهر من زيارة الرئيس الامريكي باراك أوباما للهند التي أيد فيها مطلب نيودلهي بالحصول على مقعد دائم في مجلس الامن. وقال ون في تصريحات خلال مأدبة عشاء أقامها سينغ يوم الاربعاء " امل أن تعزز زيارتي الثقة المتبادلة بين الصين والهند وتؤدي الى مزيد من التقدم على صعيدي التعاون والتبادل بين بلدينا." ومضى يقول "القرن الحادي والعشرون هو القرن الاسيوي." وأعلن ون يوم الاربعاء أن شركات صينية ستوقع صفقات مع شركات هندية تتجاوز قيمتها 16 مليار دولار تتراوح من معدات الطاقة الى أجهزة الاتصالات مما يبرز أن التجارة هي ما يحرك العلاقات بين البلدين في الوقت الحالي.