واشنطن (رويترز) - تتبنى وكالات المخابرات الامريكية موقفا مغايرا لموقف وزارة الدفاع (البنتاجون) في الجدل بشأن استراتيجية الحرب في أفغانستان وتقول ان احتمال تحقيق نجاح في الحرب محل شك رغم المكاسب الامنية التي تحققت مؤخرا. ويقول خبراء بالحكومة الامريكية بينهم مسؤولون مطلعون على التوصيات التي يتلقاها البيت الابيض ان التقدم الذي تحقق في الاونة الاخيرة يقوضه ضعف الحكومة الافغانية وفسادها وعزوف باكستان عن اتخاذ اجراءات صارمة ضد المتشددين الذين يختبئون على حدودها مع أفغانستان. وقالت كارولين وادهامز خبيرة شؤون جنوب اسيا بمركز التقدم الامريكي وهي مؤسسة بحثية قريبة من البيت الابيض "هناك شكوك كثيرة داخل الادارة في مدى نجاح الاستراتيجية" بمن في ذلك بعض مسؤولي المخابرات وبعض المسؤولين بالبيت الابيض. وينشر البيت الابيض يوم الخميس بعض الاستنتاجات بعد مراجعته للعمليات الامريكية في أفغانستان ويقول مسؤولون بالامن القومي ان من المرجح أن يعلن الرئيس باراك أوباما تغييرات محدودة في استراتيجية الحرب. ويقول مسؤولون انه سيؤكد احراز تقدم غير أن التحديات لا تزال قائمة. ويشير مسؤولون الى وجود خلافات عميقة بين الوكالات التي تقدم التوصيات لاوباما. وتعتقد قيادات البنتاجون أن سياسة مكافحة التمرد التي صاغها ويديرها الجنرال ديفيد بتريوس احرزت تقدما في اخراج مقاتلي طالبان من أجزاء من أفغانستان ثم السيطرة على هذه الاراضي. ومن الاهداف الرئيسية للاستراتيجية توسيع نطاق هذه المناطق الى أن تتداخل لتكون رقعة من الارض خالية من المقاتلين تستطيع القوات الامريكية تسليمها للسلطات الافغانية. لكن مسؤولين أمريكيين اثنين قالا ان وكالات المخابرات الامريكية أعطت البيت الابيض تقييما اكثر تشاؤما لاستراتيجية مكافحة التمرد ويظهر هذا التشاؤم في تقديرين للمخابرات الوطنية أحدهما عن أفغانستان والاخر عن باكستان. وتم تسليم هذين التقريرين للبيت الابيض بوصفهما اسهام وكالات المخابرات الامريكية في مراجعة السياسة. وقال المسؤولان ان التقديرين اللذين كانت صحيفة نيويورك تايمز أول من نقل عنهما يمثلان تقييما مختلفا عن تقييم القيادات العسكرية بشأن احتمالات احراز تقدم كبير في أفغانستان قبل يوليو تموز القادم حيث يقول أوباما انه يعتزم بدء تقليص حجم العمليات الامريكية هناك. وأضاف المسؤولان لرويترز أن من أبرز مخاوف وكالات المخابرات هو أن تقييمها للتقدم على المدى الطويل في أفغانستان سيكون صعبا جدا الى أن تتخذ باكستان اجراءات قوية مع المتشددين في المنطقة الحدودية. وتشن وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) حملة سرية مستخدمة طائرات بلا طيار لقتل متشددي القاعدة وغيرهم من المتشددين في باكستان. لكن بعض المسؤولين الامريكيين قالوا ان جهود أجهزة المخابرات والاجهزة العسكرية الباكستانية لاستئصال المتشددين تراجعت في الاونة الاخيرة. وقال مسؤول أمريكي "هناك اتفاق واسع النطاق بين كبار صناع القرار على أن عمليات وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) تلحق ضررا اكبر بالارهابيين" وأضاف أن الولاياتالمتحدة "لا تستطيع تحمل تقليص حجم" الحملة التي تنفذها الطائرات بدون طيار. وأضاف المسؤول "الباكستانيون من جانبهم عليهم تكثيف حملتهم على الاقل من أجل مصلحتهم الشخصية. لقد تم استهدافهم في نهاية الامر بطريقة وحشية من قبل من يعيشون على الاراضي الباكستانية." ويسود اعتقاد متزايد داخل الكونجرس بأن السياسة الحالية للحرب معرضة لخطر كبير بسبب التلكؤ الباكستاني المزعوم والفساد في أفغانستان. وأشار مساعدون بالكونجرس الى ان هذه المشاكل تدفع أعضاء بارزين للقول في أحاديث خاصة ان على الولاياتالمتحدة أن تسحب قواتها عاجلا وليس اجلا. وحتى الان لا يرغب أي من قيادات الكونجرس في التعبير عن هذه المشاعر علنا.