ويكيليكس: السعودية اقترحت تشكيل قوة لمحاربة حزب الله في لبنان

اكدت مذكرات دبلوماسية اميركية بثها موقع ويكيليكس الثلاثاء ان السعودية اقترحت تشكيل قوة تكون مهمتها محاربة مقاتلي حزب الله في لبنان بمساعدة الولايات المتحدة والامم المتحدة والحلف الاطلسي.
واوضحت الوثيقة ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قال خلال اجتماع في ايار/مايو 2008 مع ديفيد ساترفيلد مستشار وزيرة الخارجية الاميركية حينذاك كوندوليزا رايس ومنسق شؤون العراق في الخارجية منذ 2006، ان "التحدي العسكري" الذين يمثله المقاتلون المدعومون من ايران يحتاج الى "رد امني".
واعرب الامير السعودي عن خشيته من ان يؤدي انتصار حزب الله على الحكومة اللبنانية التي كان يترأسها في ذلك الوقت الرئيس فؤاد السنيورة، الى وضع ايران يدها على البلاد.
واوضحت الوثيقة التي نشرها موقع ويكيليكس والمرسلة من السفارة الاميركية في الرياض ان سعود الفيصل اوضح ان "قوة عربية" بامكانها ان تفرض الامن في بيروت وحولها لان الجيش اللبناني "ضعيف جدا ولا يمكنه تحمل المزيد من الضغوط".
واشارت الوثيقة الى ان قوة من هذا النوع يجب ان تكون مدعومة من قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) بينما "على الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي تقديم دعم لوجستي وكذلك دعم بحري وجوي لها".
ومن دون شك، اثارت مسألة تشكيل قوة كهذه قلقا في واشنطن لانها تنص على عودة قوات اميركية الى لبنان للمرة الاولى منذ الهجوم الانتحاري الذي اوقع 241 اميركيا في 1983 واضطر القوات الاميركية للانسحاب من لبنان.
واضافت الوثيقة ان سعود الفيصل قال خلال الاجتماع انه "من كل الجبهات التي تتقدم فيها ايران في المنطقة، ستكون معركة لبنان لضمان السلام الاسهل لتحقيق الانتصار".
وقال لساترفيلد ان فؤاد السنيورة يدعم بقوة المشروع وان الاردن ومصر والجامعة العربية فقط هم على علم به.
واكد سعود الفيصل ان "ما نحتاج اليه هو قوة عربية" من دول عربية في "المحيط" تنتشر في بيروت "تحت غطاء الامم المتحدة"، متهما اليونيفيل بانها "لا تفعل اي شىء".
الا ان ساترفيلد قال ان هناك تساؤولات جدية بشأن الجدوى "السياسية والعسكرية" لهذه القوة وسيكون من الصعب الحصول على تفويض جديد لليونيفيل.
واندلعت اشتباكات في ايار/مايو 2008 مكنت حزب الله من السيطرة على بيروت الغربية بعد قرار الحكومة احالة قضيتي شبكة اتصالات حزب الله الهاتفية ومراقبته مطار بيروت الدولي امام القضاء المختص باعتبارهما "اعتداء على سيادة الدولة".
كما قررت حكومة السنيورة انذاك تنحية قائد جهاز امن المطار العميد وفيق شقير باعتباره مقربا من حزب الله.
واعتبر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله انذاك ان هذه القرارات "اعلان حرب على المقاومة"، مؤكدا ان "الحل هو في الغاء القرارات غير الشرعية" للحكومة.
وحملت السعودية في ايار/مايو 2008 على تحركات حزب الله التي اعتبرتها "انقلابا" و"سفكا لدماء اللبنانيين" وشددت على دعمها ومساندتها القوية للحكومة اللبنانية التي اعتبرت انها "المؤسسة الدستورية الباقية".
وقد ساهم تفاهم بين الرياض وطهران بعد ذلك في التوصل الى اتفاق الدوحة الذي وقعته الاكثرية والمعارضة برعاية الجامعة العربية والذي انهى ازمة سياسية غير مسبوقة في لبنان استمرت اكثر من 18 شهرا.
وانتخب سليمان الاحد رئيسا توافقيا للبنان بغالبية 118 صوتا من اصل 127، وذلك بعد شغور سدة الرئاسة الاولى لستة اشهر منذ تشرين الثاني/نوفمبر الفائت.
وكانت وثائق دبلوماسية اميركية نشرها موقع ويكيليكس اظهرت ان السعودية تخشى الخطر النووي الايراني وتخشى ايضا تطلعات طهران للسيطرة على المنطقة.