دبى - ألغت شركة أكسيوم المحدودة الطرح العام لاكتتابها الأولي فيما يصل إلى 35% من أسهمها والإدراج في بورصة ناسداك دبي، رغم وجود طلبات كافية لتغطية الاكتتاب بالكامل ضمن نطاق السعر المحدد. وفيما اعتبرت الشركة في بيان ان قرار مجلس إداراتها سحب العرض في هذه المرحلة جاء لحماية مستثمري أكسيوم الحاليين والمستقبليين في ظل مخاوف ظروف السوق والسيولة، تباينت آراء مدراء استثمار وخبراء ماليين حول القرار الذي اعتبره البعض صائباً، بينما اعتبره آخرون صدمة لسوق الاكتتابات العامة. وأوضح هؤلاء أن الأسواق المالية كانت تعلق آمالاً قوية على هذا الطرح منذ الإعلان عنه باعتباره أول محاولة حقيقية لاختراق الركود الذي أصاب أسواق الإصدارات الأولية في الإمارات لما يقارب العامين نتيجة الأزمة المالية العالمية وشح السيولة في الأسواق، والتعويل على الاكتتاب ليكون بمثابة المعيار الذي يتم القياس عليه لمزيد من الاكتتابات في المدى القصير. وفيما أرجعت اكسيوم، وهي شركة مسجلة في مركز دبي المالي العالمي، قرارها سحب الطرح العام إلى ظروف السوق والسيولة، رجح خبراء ان تكون صعوبة التوصل الى التسعير المناسب العادل للشركة وللمستثمرين في نطاق السعر الاسترشادي الذي وضعته الشركة مع عملية الاكتتاب، سببا رئيسيا في قرار الشركة سحب الطرح في هذه المرحلة، بالإضافة الى عدم الإقبال الكافي من المؤسسات المحلية. وقالت الشركة انه وبالرغم من وجود طلبات كافية لتغطية الاكتتاب بالكامل ضمن نطاق السعر المحدد، الأمر الذي يعود إلى ارتفاع الطلب من قبل المستثمرين الدوليين في أوروبا والولايات المتحدة، كانت هناك مخاوف على نطاق واسع حول ظروف السوق والسيولة. ولذا قرر المجلس سحب العرض في هذه المرحلة لحماية مستثمرين أكسيوم الحاليين والمستقبليين. وقال فيصل البناي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أكسيوم المحدودة لقد اتخذنا قراراً صعباً بشأن إلغاء الطرح العام الأولي العام لشركة اكسيوم في بورصة ناسداك دبي، على الرغم من الطلب القوي الذي شهدنا من المستثمرين الدوليين، حيث قام العديد من هؤلاء المستثمرين بالاكتتاب على الحد الأعلى من نطاق السعر وذلك بفضل نظرتهم الإيجابية اتجاه أكسيوم. ونود أن ننتهز هذه الفرصة لنعرب عن تقديرنا للمستثمرين الذين التقيناهم خلال الجولة الترويجية والوقت الذي قاموا بمنحنا لمناقشة قصة نمو الشركة. ونحن لا نزال واثقين للغاية في قوة أعمال أكسيوم، وآفاق النمو ومدى ملاءمتها لتكون شركة مساهمة عامة، وسيتم إعادة تقييم الخيارات المتاحة أمامنا في المستقبل". وتباينت ردود أفعال مدراء صناديق استثمارية وخبراء ماليين حول قرار اكسيوم بإلغاء الاكتتاب، بين مساند لوجهة نظر الشركة ومنتقد لها، حيث قلل عدد منهم من الانعكاسات السلبية لهذه الخطوة باعتبار انها خطوة طبيعية تحدث في معظم بلدان العالم وانه ليس هناك ما يمنع الشركات من اتخاذ مثل هذه القرارات الصعبة نتيجة ظروف السوق وإدراكا منها لمصلحة المستثمرين الحاليين والمستقبليين. وأشار محللون الى أن مشاكل التسعير أثرت في الطرح العام حيث اعتبر عدد من المستثمرين النطاق السعري مبالغا فيه على الرغم من قيام الشركة بتخفيض الحد الأعلى للنطاق من 1.15 دولار إلى دولار، وبقاء الحد الأدنى عند مستوى 0.80 دولار، حيث جاءت غالبية طلبات الاكتتاب الذي اقتصر على المؤسسات فقط، على الحد الأدنى، الأمر الذي وضع مجلس إدارة الشركة في وضع حرج بعد ان كان يخطط لجمع ما يزيد عن 1.4 مليار درهم على الأقل مع الحد الأقصى. وأعلنت شركة اكسيوم المحدودة في الحادي والعشرين من شهر نوفمبر الماضي في فتح باب الاكتتاب في طرحها الأولي لنسبة تصل إلى 35% من أسهمها، أمام المؤسسات المحلية والعالمية بنطاق سعري استرشادي يتراوح بين 0.80 دولار2,9درهم و 1.15 دولار4,2 درهم للسهم الواحد، في مسعى لجمع ما يزيد على382 مليون دولار"1.4 مليار درهم" وفقا لأعلى سعر تقييمي للشركة والبالغ 1.093 مليار دولار4.01 مليار درهم. وقامت أكسيوم بطرح 332.35 مليون سهم عادي بحد أدنى 93 مليون سهم عادي جديد أمام المؤسسات الاستثمارية فقط دون الأفراد،وذلك حتى الثالث من ديسمبر الجاري. وأشار مروان شراب المحلل المالي في شركة جلفيمنا للاستثمارات البديلة الى انه من غير الممكن اكتشاف وضع السيولة قبل البدء في عملية الاكتتاب وان ما أظهره اكتتاب اكسيوم من ضعف في مستوى السيولة كان عاملا رئيسيا في اتخاذ الشركة قرار سحب الطرح العام على الرغم من تغطية الاكتتاب بما يزيد عن مرة، مشيرا الى ان معظم الاكتتاب جاء على الحد الأدنى للنطاق السعري البالغ 0.8 دولار للسهم، على الرغم من تخفيض الحد الأعلى من 1.15 دولار إلى دولار واحد خلال الاكتتاب. وقال شراب ان قرار اكسيوم سحب الاكتتاب أظهر استمرار ضعف الأسواق وعدم استعداد المستثمرين المحليين المخاطر في اكتتابات جديدة في هذه المرحلة، مشيرا الى ان اكسيوم قد تنتظر تعافي الأسواق وعودة الثقة مرة أخرى للمستثمرين قبل ان تعيد الإصدار مرة أخرى. وأضاف ان كثافة الطلب على السعر الاسترشادي الأدنى في النطاق يعكس تفضيل المستثمرين للدخول في طروحات تقدم لهم سعرا مخفضاً، خاصة في ظل التجارب السابقة لنظام بناء سجل الأوامر. وأشار الى ان القرار يعكس كذلك ان إدارة اكسيوم ليست في تسرع من أمرها بشأن الطرح العام وليست تحت ضغط أو حاجة ملحة للسيولة للبيع على أسعار غير عادلة بالنسبة لها، متوقعا إمكانية قيام الشركة بإعادة الاكتتاب مرة أخرى مع تعافي الأسواق. إلى ذلك، أشار خالد المهيري الرئيس التنفيذي لشركة ايفولفانس كابيتال الى ان النطاق السعري الاسترشادي الذي حددته الشركة جاء مبالغا فيه بعض الشيء ولا يتواكب مع الأوضاع الراهنة للأسواق، لافتا الى ان الشركة لم تأخذ في اعتبارها التجارب السابقة للاكتتابات التي تمت عن طريق بناء سجل الأوامر والتي أظهرت مغالاة كبيرة في التسعير وقادت إلى تراجع مستويات أسعار العديد من الأسهم التي أدرجت في ناسداك دبي لأكثر من 50% من سعر الاكتتاب، الأمر الذي وضع دفع المستثمرين الى الحذر عند الإقدام على مثل هذه الاكتتابات. وأشار المهيري الى أن قرار استبعاد المستثمرين الأفراد من الاكتتاب في هذا الطرح لم يكن مناسبا لاسيما وان غالبية المستثمرين الكبار في الإمارات هم مستثمرون أفراد ولديهم سيولة جيدة. وقال المهيري ان قيام الشركات بسحب الطرح العام بعد الاكتتاب أمر غير جديد ويحدث في كثير من بلدان العالم، مرجحا إمكانية إقدام الشركة على إعادة الطرح مرة أخرى في المستقبل. بدوره، قال محمد على ياسين رئيس الشؤون الاستثمارية لدى شركة “كاب إم للاستثمار ان قرار إلغاء اكتتاب اكسيوم يشكل نكسة قوية لأسواق الاكتتابات الأولية، موضحا انه قد يدفع العديد من الشركات الأخرى التي كانت تخطط للقيام بعمليات طرح عام الى التأني مرة أخرى قبل الإقدام على هذه الخطوة لا سيما وان الأسواق ليست بحاجة إلى مزيد من الأزمات.