انشيون (كوريا الجنوبية)/ واشنطن (رويترز) - قالت الولاياتالمتحدة يوم الاربعاء انها تعتقد ان الهجوم المدفعي الذي شنته كوريا الشمالية على جزيرة تابعة لكوريا الجنوبية هذا الاسبوع عمل معزول مرتبط بالخلافة على قمة السلطة في بيونجيانج ودعت الصين الى استخدام نفوذها لوقف السلوك الاستفزازي للشطر الشمالي. وقال رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الاميرال مايك مولن ان الولاياتالمتحدة تعمل مع حلفائها بشأن سبل الرد على هذا الهجوم لكنه أضاف "من المهم للغاية أن تمسك الصين بزمام المبادرة. "الدولة الوحيدة التي لها نفوذ في بيونجيانج هي الصين ومن ثم ققيادتها )لهذا الرد/ حيوية للغاية." وأطلقت كوريا الشمالية يوم الثلاثاء وابلا من قذائف المدفعية على جزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية مما أدى الي مقتل جنديين من كوريا الجنوبية ومدنيين ويوم الاربعاء أبحرت مجموعة حاملة طائرات امريكية في طريقها الى المياه الكورية للمشاركة في تدريبات. وبرغم تأكيد القوات الامريكية في كوريا ان التدريبات المشتركة كانت مقررة قبل الهجوم فكثيرين يعتقدون انها ستغضب كوريا الشمالية وتقلق حليفتها الصين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي.جي. كراولي ان الولاياتالمتحدة تتوقع من الصين استخدام نفوذها لحمل كوريا الشمالية على الكف عن سلوكها الاستفزازي قائلا ان بكين يمكن ان تقوم بدور "محوري" في المساعدة في تهدئة الوضع. وقال مولن انه يعتقد ان الهجوم مرتبط بعملية الخلافة على رأس السلطة في بيونجيانج. وعين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج ايل الذي يعتقد على نطاق واسع ان صحته واهنة ابنه الاصغر في مناصب كبيرة في سبتمبر ايلول في خطوة اعتبرت تمهيدا لتوليته منصب الزعيم التالي للبلاد. لكن الابن كيم جونج اون يفتقر الى قاعدة تأييد ومع الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد من المحتمل ان يرى كبار القادة العسكريين أو المدنيين ان الوقت مناسب لانتزاع السلطة. وكان القصف يوم الثلاثاء أعنف هجوم منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953 وأدى الى سقوط أول قتلى لمدنيين في هجوم منذ تفجير طائرة كورية جنوبية عام 1987. ويأتي القصف ضمن سلسلة استفزازات من جانب بيونجيانج في السنوات الاخيرة شملت اجراء تجربتين نوويتين وبضع تجارب صاروخية وحادث اغراق فرقاطة كورية جنوبية في مارس اذار قتل فيه 46 بحارا. وقالت كوريا الشمالية ان القصف كان دفاعا عن النفس بعد أن أطلقت سول قذائف على مياهها قرب حدود بحرية متنازع عليها. وذكرت وكالة الانباء المركزية الكورية الرسمية أن كوريا الجنوبية تدفع الوضع في شبه الجزيرة الكورية الى " شفا الحرب" عن طريق "استفزاز عسكري متهور" وتأجيل المساعدات الانسانية. وقالت الوكالة ان كوريا الشمالية "التي تنزع الى اقرار السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية تمارس الان أكبر قدر من ضبط النفس الا ان قطع المدفعية التابعة لجيشها المدافع عن العدل لا تزال جاهزة لاطلاق قذائفها". وقال مسؤولون أمريكيون في سول ان حاملة الطائرة الامريكية جورج واشنطن التي تعمل بالطاقة النووية وتحمل 75 طائرة حربية وطاقما يتألف من اكثر من 6000 فرد غادرت القاعدة البحرية الامريكية في يوكوسوكا جنوبي العاصمة اليابانية طوكيو صباح الاربعاء وستنضم الى التدريبات مع كوريا الجنوبية من يوم الاحد حتى يوم الاربعاء. وقال يو تشونج مين الباحث بجامعة يونسي في سول "حاملة الطائرات أوضح علامة على اظهار القوة...يمكن ان ترى ذلك كصيغة ردع وقائي." وأثار القصف يوم الثلاثاء القلق في الاسواق العالمية التي تعاني بالفعل من حالة عدم استقرار بسبب المخاوف المتعلقة بالديون الايرلندية والتحول الى اصول تنطوي على مخاطر اقل. ولكن مع اغلاق الاسواق يوم الاربعاء استردت أسهم كوريا الجنوبية معظم الخسائر التي منيت بها يوم الثلاثاء. وتعرض وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونج لانتقادات شديدة من المشرعين الذين قالوا انه يتعين على الحكومة ان تتخذ اجراءات انتقامية أسرع واقوى ردا على استفزازات كوريا الشمالية. وقال كيم جانج سو وهو مشرع من الحزب الوطني الكبير الحاكم ووزير الدفاع السابق "يؤسفني أن الحكومة لم تنفذ قصفا عنيفا باستخدام الطائرات المقاتلة أثناء موجة القصف الكورية الشمالية الثانية." وقبيل التعليقات العلنية من واشنطن حثت وزارة الخارجية الصينية الكوريتين على التحلي "بضبط النفس والهدوء" واجراء محادثات في أسرع وقت ممكن لتجنب تصاعد التوتر. وقال هونغ لي المتحدث باسم الوزارة "تأخذ الصين هذا الامر بجدية بالغة وتعبر عن ألمها وأسفها لفقد أرواح وممتلكات ونشعر بالقلق للتطورات." ولطالما دعمت الصين قيادة بيونجيانج لقلقها من أن يزعزع انهيار الشطر الشمالي الاستقرار على حدودها كما انها تخشى من قيام دولة كورية موحدة تخضع لهيمنة الولاياتالمتحدة الحليف الاساسي للشطر الجنوبي. لكن بكين قالت قبل ذلك انها ترى في أي تدريبات مشتركة أمريكية كورية جنوبية في البحر بين شبه الجزيرة الكورية والصين تهديدا لامنها وللاستقرار الاقليمي. وقال زو جوانجيو الجنرال المتقاعد في الجيش الصيني الذي يعمل حاليا في منظمة حكومية للحد من التسلح "الصين لن ترحب بمشاركة حاملة الطائرات الامريكية في التدريبات لان مثل هذه الخطوة يمكن ان تزيد التوتر ولا تهديء الامور." وبدت سول المدينة التي يقطنها عشرة ملايين نسمة صاخبة كالمعتاد يوم الاربعاء الذي كان يوما خريفيا مشمسا على الرغم من المتابعة الوثيقة لتطورات الاحداث من خلال التلفزيون والصحف. وقالت تشو سون اي (47 عاما) التي كانت بين 170 شخصا أو نحو ذلك أجلوا من جزيرة يونبيونج يوم الاربعاء "بيتي احترق وسوي بالارض." واضافت وهي تبكي وتمسك بيد طفلتها البالغ عمرها ست سنوات لدى هبوطها في انشيون "خسرنا كل شيء. لم يبق لي شيء."