اعلنت السلطات الايرانية الثلاثاء انه لم يتم التوصل بعد الى اي اتفاق مع القوى الكبرى حول مكان وجدول اعمال المباحثات حول الملف النووي الايراني التي يرتقب ان تستأنف في مطلع كانون الاول/ديسمبر. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في مؤتمره الصحافي الاسبوعي في طهران ان "المشاورات مستمرة"، مضيفا "لقد توصلنا الى اتفاق حول الموعد، لكن بالنسبة لبقية الامور فانه حين يحصل اتفاق سنعلن عنه". وقررت ايران والقوى الكبرى في مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وهي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، الى جانب المانيا) في ايلول/سبتمبر استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل المتوقفة منذ تشرين الاول/اكتوبر 2009. والجمعة اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تمثل الدول الست، موافقتها على استئناف المفاوضات في 5 كانون الاول/ديسمبر الذي اقترحته طهران لكنها رفضت ان تجري المحادثات في تركيا، التي تعتبر حليفة لايران في هذا الملف. واقترحت ان يعقد اللقاء في سويسرا او النمسا، لكن طهران لم ترد بعد. ويختلف الطرفان ايضا على جدول الاعمال حيث ترغب القوى الكبرى في ان تركز المفاوضات على كل جوانب الملف النووي الايراني، فيما تريد طهران الا يتم بحث مسألة تبادل الوقود واثارة مسائل الامن الاقليمي ولا سيما حيازة اسرائيل اسلحة نووية، كما يقول الخبراء الاجانب. وقال مهمانبرست "اذا كان هدف الطرفين التوصل الى تعاون وحل لمختلف المشاكل الدولية والشاملة، فانه سيمكن التوصل الى اتفاق حول مكان المحادثات وجدول اعمالها". واضاف "نعتقد ان هذه المحادثات ستجري ونامل في ان تكون ايجابية". وكانت المحادثات توقفت في تشرين الاول/اكتوبر 2009 بعدما رفضت ايران اقتراحا بمبادلة قسم من وقودها النووي قدمته القوى الكبرى "لاعادة جو الثقة" بين الطرفين. والمشروع الذي قدمته مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا) آنذاك ينص على ارسال 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب الى روسيا للحصول في المقابل على وقود من روسيا وفرنسا لمفاعل الابحاث الطبية في طهران. وفي ايار/مايو 2010 قدمت ايران بدعم من تركيا والبرازيل اقتراحا مضادا ينص على ارسال 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني و"ايداعه" في تركيا لكي تتم مبادلته. غير ان الدول الكبرى تجاهلت هذا العرض المضاد. وشددت المجموعة الدولية في هذا الوقت عقوباتها الاقتصادية والسياسية ضد ايران وكان اخرها في حزيران/يونيو حين فرضت سلة رابعة من العقوبات بموجب قرار صدر عن مجلس الامن. والمجموعة الدولية قلقة بشكل خاص من سياسة تخصيب اليورانيوم التي تعتمدها طهران وتشتبه في انها تخفي غايات عسكرية رغم نفي ايران المتكرر لذلك. ويستخدم اليورانيوم الضعيف التخصيب لغايات مدنية لكن يمكن ايضا استخدامه في صنع اسلحة ذرية اذا بلغت درجة التخصيب 90%. وردا على سؤال حول احتمال قيام طهران بتعليق تخصيب اليورانيوم اكد مهمانبرست مجددا ان بلاده "لن تتخلى ابدا عن حقوقها الاساسية" مكررا التعبير عن النهج الايراني التقليدي في هذه المسالة.