نيودلهي (رويترز) - قضى الرئيس الامريكي باراك أوباما وقته في مومباي ونيودلهي يمتدح الهند كقوة عالمية صاعدة ودولة عصرية لكن تاريخ العملاق الاسيوي كان حاضرا بقوة في المناسبات الاحتفالية المتعددة خلال الزيارة. وفي احتفالية تعيد الى الاذهان القرون الماضية أطلقت المدفعية عدة طلقات ورافق سيارة أوباما طابور من الفرسان بزيهم القرمزي خلال الاستقبال الرسمي للرئيس الامريكي في نيودلهي اليوم الاثنين في قصر الرئاسة الهندي "راشتراباتي بهافان". وسار اوباما على بساط احمر ووقف أسفل مظلة حمراء مطرزة بالذهب بينما عزفت الفرقة العسكرية النشيد الوطني لكل من الولاياتالمتحدة والهند. وحيا أوباما الذي ترافقه في الزيارة زوجته ميشيل السيدة الامريكية الاولى كبار مستقبليه. وفي وقت لاحق من اليوم لاح في الافق تاريخ الهند الاحدث حين زار الرئيس الامريكي نصب راج جهات الذي اقيم في موقع احراق جثمان المهاتما غاندي زعيم الاستقلال في الهند. وكان تاريخ غاندي حاضرا بقوة في الكلمات التي ألقاها أوباما أول رئيس أمريكي أسود خلال زيارته للهند. فغاندي الملقب بأبي الهند هو من أبطال اوباما. وسار اوباما على خطى زعيم اخر للحقوق المدنية هو مارتن لوثر كينج الذي جاء الى الهند وزار نصب غاندي عام 1959 . واستفاد كينج من اسلوب غاندي في المقاومة التي تنبذ العنف في معركته من اجل الحريات المدنية للامريكيين الافارقة في اوائل الستينات. وعند نصب راج جهات في ساحة عشبية كالبساط الاخضر مزينة بالورود تتوسطها شعلة تحيط بها ألواح من المرمر الابيض عزف الموسيقيون على الة السيتار الهندية التقليدية بينما كان الضيوف يضعون اكاليل الزهور عند النصب. وفي ختام المراسم التي خلع أوباما وزوجته أحذيتهما خلالها نثر الاثنان أوراق زهور على النصب. وخيم الصمت على الرئيس الامريكي الذي اشتهر بانه خطيب مفوه. ووصفت زيارة أوباما التي تأتي في اطار جولة اسيوية تستغرق عشرة أيام بأنها تقرب الولاياتالمتحدة من الهند في وقت تحاول فيه واشنطن احياء اقتصاد ضعيف وحشد التأييد لممارسة ضغوط على الصين فيما يتعلق بقضية عملتها قبل قمة مجموعة العشرين في سول هذا الاسبوع. وحرص البيت الابيض على الترويج لزيارة أوباما للهند بين الامريكيين باعتبارها رحلة تستهدف توفير فرص عمل للمواطنين في محاولة لتبديد مخاوف من أن تؤدي الاستعانة بعمالة هندية الى ارتفاع البطالة بين الامريكيين. وأقام مانموهان سينغ رئيس الوزراء الهندي مساء يوم الاحد مأدبة عشاء لاوباما وميشيل حيث عزفت فرق عسكرية الموسيقى لثمانين من كبار الساسة ورجال الاعمال ونجوم الفن في مقر اقامة رئيس الوزراء.