قال مسؤولون ان اربعة مفجرين انتحاريين من حركة طالبان يرتدون ازياء نساء وشرطة هاجموا المجمع الرئيسي للامم المتحدة في غرب أفغانستان يوم السبت لكن لم يسقط قتلى أو جرحى في صفوف موظفي المنظمة الدولية. وشن المفجرون الهجوم على المجمع في هرات وهي مركز تجاري وأكبر مدينة في غرب البلاد يقل فيها عادة نشاط المتمردين من حركة طالبان ومتمردين اسلاميين اخرين. واستخدم في الهجوم ايضا صواريخ ورشاشات. وهذا ابرز هجوم على الاممالمتحدة منذ العام الماضي وسيثير تساؤلات بشأن الامن في المدينة التي يعتقد مسؤولو حلف شمال الاطلسي انها ستكون من بين اولى المدن التي ستسلم فيها المسؤوليات الامنية من القوات الاجنبية الى القوات الافغانية. وقال ستيفان دي ميستورا مبعوث الاممالمتحدة الي افغانستان لرويترز "كان هذا هجوما معقدا بصواريخ ورشاشات اضافة الى مفجرين انتحاريين. تم دحر الهجوم والمهاجمون لم ينجحوا." واضاف قائلا "لم يصب أحد من موظفي الاممالمتحدة." وقال دي ميستورا ان تقارير أفادت بأن ضابطي شرطة افغانيين اصيبا في الهجوم. وقال حاكم هرات محمد داود ان احد المهاجمين فجر سيارة ملغومة عند بوابات المجمع وان اثنين اخرين فجرا نفسيهما وان رابعا قتل برصاص الشرطة داخل المجمع قبل ان يتمكن من تفجير قنبلته. وذكرت الشرطة ان واحدا على الاقل من المهاجمين ارتدى زي الافغانيات الذي يغطي كامل اجسامهن بينما ارتدى اخرون زي رجال الشرطة المحلية. ورغم وجود نحو 150 ألف جندي أجنبي بلغ العنف اشد مستوياته منذ بدء الصراع في 2001 عندما أطاحت قوات أفغانية تدعمها الولاياتالمتحدة بحركة طالبان من السلطة. وبات الصراع يمثل عبئا على الرئيس الامريكي باراك اوباما وحلفائه في حلف شمال الاطلسي مع تصاعد الخسائر في صفوف القوات الاجنبية وتسعى واشنطن الى البدء في سحب القوات اعتبارا من يوليو تموز من العام المقبل مع تسليم القوات الافغانية المسؤولية الامنية. وهرات احدى اكبر المدن الافغانية ويقارب عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة وتقع تحت القيادة الاقليمية للقوات الايطالية وتتمتع بهدوء نسبي مقارنة بالاجزاء الاكثر اضطرابا في البلاد. وقال دي ميستورا "هذه فترة حرجة يتوقع فيها الجميع هجمات غير عادية. لم نؤخذ على غرة... الاممالمتحدة هنا لتبقى وستبقى مع الافغان." وفي وقت سابق من العام الحالي قالت القيادة الاقليمية لحلف الاطلسي ان مقاطعات داخل هرات مستعدة لنقل المسؤولية الامنية الى القوات المحلية. وقال المتحدث باسم قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) الميجر جنرال مايكل جونسون انه لم تشترك قوات برية من القوة التي يقودها حلف الاطلسي في العملية لكن طائرة هليكوبتر تابعة لايساف حلقت فوق المنطقة لمراقبة الحادث. وأعلن الملا بلال وهو قيادي محلي في حركة طالبان مسؤولية الحركة عن الهجوم. وقال لرويترز ان مقاتلا فجر نفسه وان اخرين دخلوا المجمع. وهذا اسوأ حادث يستهدف الاممالمتحدة منذ اكتوبر تشرين الاول عام 2009 عندما هاجم متشددون دار ضيافة تابعة للمنظمة الدولية في كابول حيث قتل خمسة من العاملين الاجانب بها. ودفع الهجوم الاممالمتحدة الى اجلاء المئات من موظفيها الاجانب. وأفادت الاممالمتحدة في تقرير حول أفغانستان في يونيو حزيران بأنها ما زالت هدفا محتملا لهجمات المتشددين وأنها ستقلص عدد موظفيها الاجانب في البلاد. وصعد المتمردون هجماتهم لتمتد خارج معاقلهم في جنوب وشرق البلاد. وقتل أكثر من ألفي جندي أجنبي منذ بدء الحرب ولقي ما يزيد على نصف ذلك العدد حتفهم خلال العامين المنصرمين. ومن ناحية أخرى في قندهار بجنوب البلاد قال زلماي ايوبي وهو متحدث باسم حاكم الاقليم ان انتحاريا يقود دراجة نارية فجر مواد ناسفة داخل المدينة فقتل مدنيا واصاب اثنين اخرين. من شرف الدين شرفيار (شارك في التغطية جوناثون بارش وحامد شاليزي في كابول)