يجري الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الجمعة في تركمانستان مفاوضات مهمة حول الغاز الذي يشكل ثروة في هذه البلاد، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو الى تجنب المنافسة في السوق الاوروبية. واعلن الرئيس التركمانستاني قربان قولي بردي محمدوف بوضوح امام نظيره الروسي ديمتري مدفيديف رغبته في ان تبتاع روسيا المزيد من غاز الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة على ضفاف بحر قزوين والغنية بالمحروقات. وقال محمدوف عند استقباله مدفيديف في تركمانباشي (غرب) "في مجال الطاقة روسيا شريكتنا منذ القدم، ولذلك واستنادا الى الاتفاقات الثنائية السارية فنحن مستعدون لزيادة صادراتنا من الغاز الى الاتحاد الروسي". غير ان موسكو قلصت بشكل كبير وارداتها من الغاز التركمانستاني بسبب الازمة الاقتصادية العالمية التي ادت الى تراجع الطلب الاوروبي. ففيما كانت الشركة الروسية العملاقة غازبروم تشتري عام 2008 حوالى 50 مليار متر مكعب من غاز عشق اباد لاعادة تصديرها الى اوروبا، لم تستورد روسيا منذ مطلع 2010 اكثر من 7,9 مليارات متر مكعب. وبقي مشروع انبوب الغاز الذي اتفقت عليه تركمانستان وكازاخستان وروسيا عام 2007 ويمتد على طول بحر قزوين حبرا على ورق. واكدت اكدت غازبروم الجمعة استيراد كميات غاز سنوية تتراوح "بين 10 و12 مليار متر مكعب من تركمانستان". واكد نائب رئيس الوزراء الروسي ايغور ستشين ان هذه الكميات لن تزداد الا "ان امكن" ذلك. اما انبوب الغاز الروسي التركمانستاني الكازاخستاني "فليس مجمدا، انها مجرد مسألة اولويات"، بحسب ستشين. وكرر المسؤولون التركمانستانيون في الاشهر الاخيرة التصريحات الداعية الى التصدير مباشرة الى اوروبا في حال انشأ الغربيون البنى التحتية اللازمة التي تتجنب روسيا. ويسعى الاوروبيون الى تغذية انبوبهم الجاري بناؤه نابوكو بغاز اسيا الوسطى لتقليص اعتمادهم على موسكو، التي بات مشروعها المنافس ساوث ستريم اكثر تقدما. وحث ستشين تركمانستان الجمعة على الامتناع عن الانضمام الى المشروع الاوروبي مشيرا الى انه "لا مكان (...) في السنوات المقبلة" لانبوب نابوكو، لا سيما بسبب ضعف نمو الطلب. وتصطدم رغبة الاوروبيين في الحصول على غاز تركمانستان مباشرة بمشاكل قانونية ولوجستية. فبناء انبوب في قاع بحر قزوين يتطلب موافقة الدول الخمس المشاطئة له (اذربيجان، روسيا، تركمانستان، كزاخستان وايران) التي لم تتفق قط على تقاسم هذاالبحر المغلق وثرواته. وقد يمكن حل المسألة عبر تسييل الغاز ونقله بحرا، الامر الذي تسعى موسكو الى منعه. ولفتت صحيفة كومرزانت الروسية الخميس الى ان "غازبروم لا تملك المال اللازم حاليا لشراء كميات ضخمة من غاز تركمانستان. بالتالي على موسكو الرهان على المشاكل الداخلية في مشروع نابوكو وهي كثيرة، ما يسعد قطاع الغاز الروسي". في هذا الوقت يتجه اهتمام تركمانستان شرقا. وتم تدشين انبوب غاز نحو الصين عام 2009، نقل مذاك ستة مليارات متر مكعب من الغاز، فيما من المقرر ان ترتفع هذه الكمية الى 40 مليار متر مكعب مع حلول 2012. من جهة اخرى تعمل عشق اباد على مشروع انبوب غاز "تابي" (تركمانستان، افغانستانباكستان، الهند)، الذي لا يملك فرصا ليرى النور قبل استقرار افغانستان.