تبدأ الولاياتالمتحدةوباكستان الاربعاء محادثات في محاولة لتحسين الشراكة بين البلدين التي شهدت توترا، مع اعراب واشنطن عن استعدادها لتقديم مساعدة عسكرية جديدة لاسلام اباد رغم ابداء الهند عدم ارتياحها لذلك. والمحادثات التي تستمر لثلاثة ايام هي الجولة الاخيرة في "الحوار الاستراتيجي"، المبادرة التي اتخذتها ادارة الرئيس باراك اوباما لتثبت للرأي العام الباكستاني المشكك بانها تسعى الى علاقات ابعد من مجرد تعاون حول افغانستان. وسيبحث المسؤولون في مجموعة مواضيع بعد اسابيع من اغلاق باكستان موقتا المعبر الرئيسي لنقل الامدادات اللازمة للحرب في افغانستان اثر استياء اسلام اباد من غارة شنتها مروحية تابعة لحلف شمال الاطلسي وادت الى مقتل ثلاثة من جنودها في المنطقة الحدودية. وقال فرانك روجيرو مساعد الممثل الاميركي الخاص لباكستانوافغانستان ان المباحثات ترمي الى "تجاوز هذه التوترات". واضاف ان الجانب الاميركي سيدعم الاقتصاد الباكستاني والمتضررين من الفيضانات وسيقدم مساعدة عسكرية. وصرح روجيرو للصحافيين "عملنا مع الباكستانيين خلال الصيف لتحديد انواع المعدات العسكرية التي يحتاجون اليها". ووافق الكونغرس الاميركي العام الماضي على تطبيق خطة خمسية بقيمة 7,5 مليارات دولار في باكستان لتشييد مدارس وبنى تحتية واقامة مؤسسات ديموقراطية سعيا لقطع الطريق امام المتطرفين. وفي مرحلة اولى اعلنت القيادة العسكرية الباكستانية ان المساعدة ارفقت بشروط عديدة. وخلال الجولة الاولى من الحوار الاستراتيجي في اذار/مارس وعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بالعمل على تقديم "مساعدة امنية لسنوات". وكانت باكستان الداعم الرئيسي لنظام طالبان في افغانستان لكنها غيرت مواقفها بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 واصبحت الشريك الاساسي للولايات المتحدة في حربها على الارهاب. ووافقت الهند عدو باكستان اللدود، على المساعدة المدنية الاميركية لاسلام اباد لكنها اعربت عن قلقها للمساعدة العسكرية وقالت انها ستستخدم ضدها بدلا من استخدامها ضد المتطرفين. وخاضت الدولتان ثلاث حروب منذ الاستقلال في 1947. ويقوم اوباما باول زيارة له للهند الشهر المقبل على امل ان يثبت لاكبر ديموقراطية في العالم بانه يريد علاقة اعمق معها وانه غير قلق من باكستان او الصين. وتسعى واشنطن ايضا الى الحصول على عقود عسكرية مع الهند التي تسعى تحديث قواتها. وقال روجيرو ان الولاياتالمتحدة تعتبر علاقاتها مع الهند وباكستان "علاقات ثنائية منفصلة". واشادت الولاياتالمتحدة بالتزام باكستان محاربة تمرد طالبان بما في ذلك شن هجوم كبير على المناطق القبلية. لكن نيودلهي حثت باكستان على التحرك اكثر ضد المتطرفين المعادين للهند مثل الضالعين في الهجوم الدامي في بومباي عام 2008. واتهم تقرير اخير رفعه البيت الابيض للكونغرس باكستان بتفادي نزاع مباشر مع طالبان افغانستان في ما وصفه الخبراء بانه محاولة من اسلام اباد للاحتفاظ بنفوذ في هذا البلد بعد انسحاب القوات الاميركية منه. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض "اعتقد اننا نرى مستوى تعاون غير مسبوق من الباكستانيين للتصدي للمتمردين" مضيفا ان المسؤولين الاميركيين سيشرحون "ما يجب ايضا القيام به" خلال اجتماعات هذا الاسبوع. ويجتمع مسؤولون من 13 مجموعة عمل الاربعاء والخميس لبحث مواضيع تتعلق بالزراعة والدفاع والتعليم وتطبيق القانون والمياه وغيرها. ويبلغ الحوار ذروته الجمعة مع مباحثات بين كلينتون ونظيرها الباكستاني شاه محمود قرشي. وسيشارك رئيس الاركان الباكستاني اشفق كياني في المحادثات ويجري لقاءات في البنتاغون. وقال قرشي الاثنين في كلمة القاها في جامعة هارفارد ان باكستان ملتزمة مع الولاياتالمتحدة حتى يتم القضاء على "الارهاب الذي ينتشر كالسرطان". واضاف "لكننا اولا واخيرا حريصون كاي دولة في العالم على حماية مصالحنا". واتهم اشلي تيليس الخبير في معهد كارنغي للسلام العالمي، باكستان بانها تحصل على مساعدة اميركية وتدعم في آن المجموعات التي تزعزع استقرار افغانستان. وكتب في مقال في مجلة "فورين بوليسي" ان الولاياتالمتحدة بحاجة لان "تغير قواعد اللعبة" وتشترط لتقديم مساعدة اضافية ان تثبت باكستان انها تكافح الارهاب. واضاف ان رد فعل باكستان يمكن ان يأتي سلبيا "لكن الحقيقة هي ان الوضع كما هو عليه حاليا - خيث تواصل واشنطن باستمرار دعم اسلام اباد المساندة لاعداء الولاياتالمتحدة- يطرح تهديدا اكبر على الولاياتالمتحدة".