اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عقب وصولها الى باكستان في 18 يوليو/تموز انها ستناقش في اسلام اباد قضية الحوار مع حركة طالبان، وذلك في اطار زيارة تستغرق يومين، تلتقي خلالها الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس وزراء البلاد يوسف رضا جيلاني، على ان تجتمع في وقت لاحق مع سياسيين وعسكريين ورجال اعمال باكستانيين.واشارت كلينتون الى ان الهدف من طرح قضية الحوار مع طالبان هو التوصل الى الى موقف اقليمي موحد بشأنها. كما من المفترض ان تلتقي كلينتون نظيرها الباكستاني شاه مسعود قرشي، لمواصلة الحوار الاستراتيجي الامريكي الباكستاني، الذي بدأه في واشنطن في مارس/آذار الماضي، والذي يركز على محاولة احتواء مشاعر العداء للولايات المتحدة، بالاضافة الى تناول القضايا الامنية والتعاون التنموي بين البلدين. وكانت الولاياتالمتحدة قد اعربت مراراً عن قلقها ازاء الدعم الذي يقدمه بعض عناصر الاستخبارات الباكستانية لحركة طالبان، الامر الذي تنفيه اسلام اباد باستمرار. وتعتمد الولاياتالمتحدة اعتماداً كبيراً على التعاون الامني مع باكستان، خاصة بعد الاعتداءات التي تعرضت لها في سبتمبر 2001، التي جعلت من باكستان حليفاً مهماً لامريكا في الحرب على الارهاب، خاصة في المجال الامني وضبط الحدود مع افغانستان، التي يتخذ منها مسلحون متطرفون معاقلاً لهم. وتأتي زيارة هيلاري كلينتون الى باكستان انسجاماً مع وجهة نظر الرئيس الامريكي باراك اوباما بالدور المهم الذي يمكن لباكستان ان تلعبه في التصدي لخطر الارهاب، ومكافحة جماعات متطرفة في داخل اراضيها، تتهمها واشنطن بمحاولة تفجير ساحة تايمز – سكوير في نيويورك مايو/ايار الماضي. يذكر ان وزارة الخارجية الامريكية احاطت زيارة كلينتون بسرية تامة، وذلك عقب التفجيرات التي وقعت في باكستان في الآونة الاخيرة. وكان ريتشارد هولبروك، المبعوث الامريكي الخاص الى باكستانوافغانستان، قد وصل في وقت سابق الى اسلام اباد، حيث اجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين في البلاد. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الامريكية ان هذه الزيارة ستعزز من الشراكة بين اسلام اباد وواشنطن في مجالات عديدة، (العسكرية والامنية والزراعية)، بالاضافة الى التعاون في تكنولوجيا الاعلام والقطاع الخاص. هذا ومن المقرر ان تتجه الوزيرة الامريكية الى العاصمة الافغانية كابول، للمشاركة في مؤتمر دولي للدول المانحة الثلاثاء القادم الرامي لوضع الخطط العملية لتخصيص المبالغ الضروروية، التي وعدت بها الدول المانحة في مؤتمر لندن.