يعود عدد من عمال منجم في شمال تشيلي تم انقاذهم الاسبوع الماضي بعد أن ظلوا محاصرين تحت الارض 69 يوما يوم الاحد الى المنجم الذي كان على وشك أن يصبح مقبرتهم. ومن المقرر أن يحضر عمال المنجم وأسرهم وأصدقاؤهم مراسم دينية صباحا عند مدخل منجم سان خوسيه للفحم والذهب والذي تم انقاذهم منه يوم الاربعاء في عملية تم التخطيط لها بعناية وباحكام وتابعها مشاهدون من أنحاء العالم على الهواء مباشرة عبر التلفزيون. وظل 33 عاملا محاصرين لاكثر من شهرين على عمق 625 مترا تحت الارض قبل انقاذهم. وتستهدف هذه المراسم التي ستكون مفعمة بالمشاعر تكريم العمال لما أبدوه من تضامن واصرار قوي على البقاء. وقال عمر ريجاداس الذي كان العامل السابع عشر الذي يتم انقاذه عن المراسم المزمعة "ستكون صعبة لكننا سنتحملها." وبعد ثلاثة أيام من انقاذ العمال المحاصرين بدأ العمال السبت ينزعون النظارات الشمسية التي قدمت لهم لحماية أعينهم بعد قضاء وقت طويل للغاية في مكان شبه مظلم. وتلق العمال عروضا كثيرة بفرص عمل وهدايا بما في ذلك قضاء عطلات في جاميكا وغيرها من المقاصد السياحية بالاضافة الى دعوات لحضور مباريات أوروبية لكرة القدم. ولم يدل العمال بتصريحات تذكر عما واجهوه في هذه المحنة. ويقول بعضهم انهم يدخرون قصصهم لسردها في كتاب عن هذه الايام العصيبة. ويقول خبراء في مجال النشر ان كتابا من تأليف العمال سيكون مربحا بكل تأكيد. وعندما انهار المنجم كان من المعتقد أن العمال لقوا حتفهم في حادث اخر من سلسلة حوادث المناجم في أمريكا اللاتينية. لكن عمال الانقاذ عثروا عليهم بعد أسبوعين ونصف من خلال فتحة صغيرة للغاية. وأصبحت هذه الفتحة الصغيرة شريان الحياة بالنسبة للعمال اذ كان يجري استخدامها في انزال الماء والطعام لابقائهم على قيد الحياة. وبعد ذلك تم حفر فتحة أخرى بحيث تتسع للكبسولة التي أخرجتهم واحدا تلو الاخر يوم الاربعاء.