لندن (رويترز) - قال مسؤول أمريكي يوم الخميس إن التنوع الكبير في جنسيات الاجانب الذين دخلوا "بوتقة" التطرف في باكستان يعقد مهمة التصدي لمؤامرة دفعت الولاياتالمتحدة لاصدار تحذير لرعاياها من السفر إلى أوروبا. وأضاف دانييل بنجامين منسق وزارة الخارجية الامريكية لشؤون مكافحة الارهاب في افادة للصحفيين ان هناك تحد اخر يواجه امكانية تنسيق رد على ما سماه تهديدا "يبعث على قلق كبير" يتمثل في اتجاه الجماعات المسلحة الباكستانية بشكل متزايد للعمل المشترك. وتابع ان جنسيات من "كل بلد يمكن أن تتخيله ذهبت الى هناك". ومضى يقول "لقد عرف على نطاق واسع ان عددا من الالمان حصلوا على تدريبات هناك لكن يوجد أيضا الكثير من (الجنسيات) الاخرى. حياتنا ستكون أسهل كثيرا لو كانت هناك جنسية واحدة فقط." وأصدرت الولاياتالمتحدة في الثالث من اكتوبر تشرين الاول تحذيرا من السفر للامريكيين يوصي بتوخي الحذر في حالة السفر الى أوروبا. وفي نفس اليوم رفعت بريطانيا مستوى التهديد من "عام" الى "مرتفع" في تحذير لمواطنيها المسافرين الى ألمانيا وفرنسا. وقالت مصادر أمنية ان هذا الانذار اعتمد على معلومات عن خطط لشن هجوم في أوروبا حصل عليها المحققون من متشدد ألماني تحتجزه القوات الامريكية في أفغانستان ويخضع للتحقيق منذ يوليو تموز. وتم تعريفه فيما بعد باسم احمد صديقي وهو الماني من أصل أفغاني ضمن مجموعة من عشرة او 11 متشددا غادروا هامبورج لتلقي تدريب مسلح في شمال غرب باكستان في مارس اذار 2009 . وكان محللون قالوا ان ألمانيا تواجه تهديدا متزايدا من الجماعات المتشددة المتحالفة مع القاعدة والتي تتمركز في باكستان بسبب زيادة عدد المتشددين الذين يتوجهون من ألمانيا الى شمال غرب باكستان للتدريب مع منظمات مواليه للقاعدة. لكن يعتقد أيضا ان هناك اسلاميين أوروبيين اخرين من جنسيات مختلفة ومن عرقيات متنوعة يقومون بهذه الرحلة. وقال بنجامين ان تعاون الولاياتالمتحدة مع الدول الاوروبية بشأن مواجهة المؤامرة كان جيدا لكن فهم الغرب للتطرف في باكستان ازداد تعقيدا بسبب الفروق غير الواضحة بين بعض المجموعات المتطرفة الموجودة هناك. واضاف "هذا يشبه بشكل ما بوتقة للمتطرفين الذين ينتهجون العنف ومن الصعب أكثر فأكثر وضع خطوط فاصلة (بينها) ... هناك تفاعل رهيب بين الجماعات وعلاقات وثيقة وانصهار." ومضى يقول ان تلك الجماعات تضم القيادة الرئيسية للقاعدة وطالبان باكستان وجيش محمد وعسكر طيبة. ووصف بنجامين عسكر طيبة وهي جماعة مقرها البنجاب تستهدف هجماتها أساسا الهند ولها صلات بمحاولات لشن هجمات على الغرب بأنها "مصدر هائل للقلق لنا ولشركائها الاوروبيين." وتلقت أوروبا الانذار الامريكي الغامض -من خطر شن هجمات ارهابية والذي لم يذكر اي دولة- بفتور. وهونت ألمانيا من القلق وقالت انها لا تواجه خطر هجوم وشيك. وقال مسؤولون باكستانيون أيضا انهم لا علم لهم بأي تهديد. لكن بنجامين دافع عن الانذار. وقال "شهدنا على مدى الايام تراكم نوع من المعلومات المهمة وهي بسبب مصادرها وبسبب عناصر أخرى تدعمها- انما تمثل مبعث قلق بالغ."