بدأ الفنزويليون الاحد التصويت في اطار انتخابات تشريعية حاسمة بالنسبة للرئيس هوغو تشافيز قبل سنتين من الانتخابات الرئاسية، وكذلك للمعارضة التي تريد فرض نفسها بعد مقاطعة الاقتراع السابق. وبدا اليوم الانتخابي بعزف اناشيد عسكرية كما جرت العادة في فنزويلا البلد الغني بالنفط الذي يملك ثاني احتياطي في العالم وراء المملكة السعودية. ودعا تشافيز، العسكري السابق الذي انتخب ثلاث مرات منذ 1998 وتحول الى زعيم اليسار في اميركيا اللاتينية، الفنزويليين الى التصويت بكثافة مؤكدا ان "مستقبل فنزويلا على المحك". والرئيس الذي شارك بقوة في الحملة الانتخابية في مختلف ارجاء البلاد مشجعا مرشحي "الشعب" على "القضاء على البورجوازية التي لا وطن لها"، دعا مواطنيه الى التوجه لصناديق الاقتراع قائلا "سنثبت مرة اخرى ان الثورة قد حلت لتستمر! وليصوت الجميع!" وفي مراكز الاقتراع يردد الناشطون هتافات مؤيدة لتشافيز كما وكأنها اجواء انتخابات رئاسية. كذلك دعت المعارضة الى مشاركة كثيفة في الاقتراع على امل استعادة مقاعد في البرلمان (الذي يقتصر على مجلس واحد) واعادة التوازن امام السلطة بعد ان قاطعت الانتخابات التشريعية السابقة سنة 2005 في خطوة اقرت بانها كانت "خطا" ليست مستعدة لتكراره. وقد هيمن انصار تشافيز خلال السنوات الخمس الماضية على البرلمان باغلبية ساحقة ما سمح للرئيس بتسريع سياسة تاميم مؤسسات القطاعات الاساسية في الاقتصاد مثل المناجم والمحروقات. وتفيد الاستطلاعات ان الرئيس الذي ما زال يحظى بشعبية كبرى رغم تزايد غير مسبوق لمعدل الجريمة الى جانب التضخم الذي سجل رقما قياسيا بلغ 30% في السنة، شبه اكيد من فوز حزبه الاشتراكي باغلبية مقاعد البرلمان البالغ عددها 165. ويطمح تشافيز الى الاحتفاظ باغلبية موصوفة، اي ثلثي المقاعد، كي يتمكن بدون عراقيل من جعل ثورته الاشتراكية التي تقوم على برامج اجتماعية في صالح الفئات الشعبية "اكثر تشددا" ولضمان مزيد من سيطرة الدولة على الاقتصاد. وما عدا ذلك سيكون "انتصارا خاسرا" اي "انتصار بطعم الهزيمة" كما يرى مؤيدوه حيث قال اريستوبولو استوريس مسؤول الحملة الانتخابية في الحزب الاشتراكي الفنزويلي "اننا نعمل ليس من اجل الاغلبية بل الهيمنة على الجمعية" (البرلمان). وتجمعت المعارضة المنشقة وغير المتاجنسة والتي تضم احزابا تنتمي الى يسار خاب امله من سياسة تشافيز، الى اليمين التقليدي، في "تسنيقية الاتحاد الديموقراطي" محاولة الظهور بمظهر بديل ذا مصداقية. واعربت مرغريتا لوبس مايا مرشحة حزب الوطن للجميع عن القلق بقولها "اذا فاز تشافيز باغلبية كبيرة فاننا ماضون نحو مشروع تفاقم فيه هيمنة الدولة حتى تبتلع الدولة المجتمع". من جانبها اكدت دلسا سولورسانو احدى قيادات المعارضة "اننا نريد السلام في فنزويلا حرة وديمقراطية وتعددية". واكدت رئيسة المجلس الوطني الانتخابي تيبيساي لوسينا انها تضمن شفافية الاقتراع الذي انتشر لتحقيق امنه 250 الف عسكري وشرطي وعناصر مسلحة من المدنيين المدربين التابعين مباشرة الى رئيس الدولة.