قامت ايران الاربعاء بعرض قوتها العسكرية "الدفاعية" بمناسبة الذكرى الثلاثين لاندلاع نزاعها الدامي مع العراق، في وقت تواجه ضغوطا دولية بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وتخلل الذكرى اعتداء بالقنبلة اثناء استعراض عسكري في شمال غرب ايران اسفر عن مقتل 11 شخصا ونسبته السلطات الى "عناصر معادية للثورة". واعلن قائد اركان الجيش الايراني الجنرال حسن فيروز ابادي قبل بدء الاستعراض العسكري السنوي الذي يقام في 22 ايلول/سبتمبر في طهران ان "قدرة ايران العسكرية المتنامية هدفها فقط ردع اي معتدين محتملين وحماية بلادنا من تهديدات العدو". وتابع في كلمة بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) التي اوقعت مليون قتيل "يمكننا ان نؤكد بثقة للشعب الايراني ان قوتنا العسكرية هي الاقوى في المنطقة". وتاكيدا على ذلك استعرضت ايران عشرات الصواريخ تشكل العناصر الرئيسية من ترسانتها الواسعة، بينها صواريخ متوسطة المدى (1800 الى 2000 كلم) من طراز سجيل وشهاب 3، قادرة نظريا على ضرب اسرائيل. كما استعرضت للمرة الاولى خمسة نماذج من طائرتها "القاذفة" من طراز كرار، وهي طائرة بدون طيار كشف عنها في اب/اغسطس وهي قادرة بحسب طهران على القاء قنابل وصواريخ في دائرة شعاعها الف كلم. واعلنت الولاياتالمتحدة واسرائيل مرارا في السنوات الاخيرة انها لا تستبعد توجيه ضربة عسكرية لايران المتهمة رغم نفيها المتكرر بالسعي لحيازة السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني. وردا على ذلك ضاعف القادة الايرانيون المناورات العسكرية والاعلان عن انتاج اسلحة جديدة والتاكيدات بان اي عدوان على ايران سيؤدي الى نزاع شامل في المنطقة وسيكون مآله الفشل. والثلاثاء اكد الرئيس محمود احمدي نجاد في نيويورك حيث يشارك في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، ان اي هجوم عسكري على ايران سيؤدي الى قيام حرب "بلا حدود". ويثير تعزيز القوة العسكرية الايرانية قلق الولاياتالمتحدة بصورة خاصة وقد تذرعت بالخطر الايراني لتبرير مراجعة سياستها المتعلقة بالدفاع الصاروخي. وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اعلن في حزيران/يونيو ان ايران قادرة على شن هجوم على اوروبا بواسطة "عشرات بل مئات" الصواريخ. وفي هذا السياق، اعلنت موسكو الاربعاء عدولها عن تسليم طهران صواريخ متطورة من نوع اس-300، غير ان وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي اكد مجددا ان ايران تعمل على تطوير نظام صاروخي مماثل. كما يثير تنامي القوة العسكرية الايرانية قلق دول الخليج العربية، رغم تاكيدات طهران على ان اسلحتها "لا تهدد اي بلد لانها طورت بهدف دفاعي". وكشفت واشنطن مؤخرا عن مفاوضات تجرى حاليا مع الرياض حول عقد تسلح بقيمة 60 مليار دولار من اجل تعزيز امن المملكة في مواجهة ايران. وفي مبادرة سلمية، سيرت ايران للمرة الاولى وحدة من 180 عنصرا من قوات السلام الدولية مع ناقلات جند مدرعة بيضاء تحمل شعار الاممالمتحدة. وقال قائد الجيش الجنرال عطاء الله صالحي ان ايران "استعدت منذ سنوات لتقديم وحدة من قوات السلام للامم المتحدة" مضيفا ان جنودا دوليين ايرانيين "نشروا في عدة مواقع ولا سيما في اريتريا والصومال".