جنيف (رويترز) - قال دبلوماسيون يوم الاحد ان من غير المرجح ان تكسر القوى النووية والدول غير النووية الجمود الذي يعتري المحادثات العالمية لنزع الاسلحة الاسبوع المقبل في منتدى بالاممالمتحدة فشل في تحقيق اي انفراجة منذ اكثر من عشر سنوات. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى الجلسة الوزارية في نيويورك يوم 24 سبتمبر ايلول لاعطاء قوة دافعة سياسية لمؤتمر نزع السلاح وهو هيئة التفاوض العالمية الوحيدة متعددة الاطراف. لكن لا يتوقع سوى قلة ان يمضي منتدى جنيف الذي يضم 65 عضوا قدما في نزع الاسلحة النووية رغم تأييد الرئيس الامريكي باراك اوباما واخرين للتحرك باتجاه عالم خال من الاسلحة النووية. وحذرت لورا كنيدي سفيرة الولاياتالمتحدة لنزع السلاح في خطاب الاسبوع الماضي من انه "ينبغي لنا الا نستبعد احتمال انه دون جرعة جماعية من الارادة السياسية فسوف تضمر هذه المؤسسة وتصبح غير ذات اهمية." وبعد تدشينه عام 1978 توصل مؤتمر نزع السلاح لمعاهدات تحظر الاسلحة البيولوجية والكيماوية بالاضافة الى التفجيرات النووية تحت الارض لكنه غير قادر على الوصول الى توافق في الاراء يحتاجه بشأن العمل المستمر خلال الاثني عشر عاما الماضية. ويشمل اعضاؤه جميع القوى النووية الخمس الرسمية وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسياوالولاياتالمتحدة بالاضافة الى اسرائيل التي يفترض على نطاق واسع انها تمتلك اسلحة ذرية وايران وكوريا الشمالية اللتين يوضع برنامجيهما النووين قيد التمحيص. ومنذ يناير كانون الثاني عرقلت باكستان توافقا في الرأي بين اعضاء المؤتمر لاطلاق مفاوضات بشأن وقف انتاج المواد الانشطارية التي يمكن من خلالها صنع قنابل مثل اليورانيوم والبلوتونيوم مشيرة الى الحاجة مواكبة غريمتها المسلحة نوويا الهند في هذا الصدد. واقترح السفير الكندي ماريوس جرينيوس الذي وصفه المؤتمر بانه مؤتمر "السائرين نياما" صراحة الاسبوع الماضي فرض مهلة مدتها عام كي يتمخض عن نتائج ملموسة. وعبر اخرون عن دهشتهم من ان الاتفاقية البديلة لمعاهدة ستارت التي توصلت اليها روسياوالولاياتالمتحدة في ابريل نيسان لخفض ترسانتيهما من الاسلحة لم تجدد القوة الدافعة في جنيف. وقال دبلوماسي غربي رفض نشر اسمه "توجد حالة من الفاعلية حول نزع الاسلحة ومنع الانتشار النووي لكن مؤتمر نزع السلاح يراوح مكانه... لا احد يرى من سبيل للخروج (من المأزق)." وقال مبعوثون كبار في جنيف ان من غير المرجح ان تتمخض الجلسة التي تعقد يوم الجمعة المقبل على مدار نصف يوم في نيويورك عن اتفاق لاطلاق ما يعرف بمفاوضات وقف انتاج المواد الانشطارية التي تعتبر على نطاق واسع الخطوة التالية في مفاوضات الحد من التسلح متعددة الاطراف. وفي المقابل يتنامى التأييد فيما يبدو لايجاد سبيل جديد للتصدي لقضية المواد الانشطارية ربما في محادثات تتكون من مجموعات صغيرة تكون موازية لجلسات مؤتمر نزع السلاح. وأرست كندا والنرويج سابقة عندما اخرجتا محادثات حظر الالغام الارضية من المنتدى بسبب المأزق وهو ما ادى في نهاية المطاف الى التوصل لمعاهدة اوتاوا التاريخية عام 1997. وقال مبعوث "لا اتوقع ان يكون هناك اي حل سحري من شأنه ان يفرز نتائج فورية. لا توجد خطة للانسحاب من مؤتمر نزع السلاح لكن يمكن للمرء ان يدرس اجراء محادثات موازية." ولم تظهر واشنطن حماسا يذكر في الماضي لمفاوضات بشأن نزع الاسلحة. وقالت كنيدي "لكن بعد ما يزيد على عشر سنوات من التقاعس عن العمل في جنيف ربما تجري الدعوة لاتجاهات جديدة." وقال زمير اكرم سفير باكستان في مقر الاممالمتحدةبجنيف ان بلاده ستواصل التمسك بموقفها محتجا بان الهند لديها الان ميزة غير عادلة بما تملكه من مخزونات اكبر من المواد الانشطارية وما ابرمته من اتفاقات تعاون نووي "تمييزية" مع الولاياتالمتحدة. واضاف لرويترز "لا سبيل للتصدي لمخاوف باكستان الامنية الا من خلال تطوير قدرة كافية لضمان ان قوتنا على الردع موثوق فيها في مواجهة تباين متنام. مستمرون في التمسك بموقفنا."