جنيف (رويترز) - قال تقرير صدر يوم الاربعاء ان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة وهو أكبر منتدى عالمي لحماية ضحايا الانتهاكات لا يستطيع أن يتصدى لمعظم الانتهاكات الكبيرة ويتستر على بعض الانتهاكات الأسوأ. وقال التقرير الصادر عن مؤسسة فريدم هاوس (بيت الحرية) وهي هيئة أبحاث مقرها الولاياتالمتحدة ان أغلبية واضحة من 47 دولة عضو في المجلس صنفت على أنها "غير حرة" أو "حرة جزئيا" واستخدمت نظام التصويت القائم على الكتل لحماية بعضها البعض من الانتقادات. وأشار التقرير الى اختيار من وصفهم بأنهم "بعض ممن لديهم أسوأ سجلات حقوق الانسان في العالم مثل ليبيا" في المجلس والجهود المستمرة هناك لترسيخ قواعد عالمية تقوض حرية التعبير. وقال التقرير الذي صدر في ذكرى تأسيس المجلس ان المجلس "فشل الى الان في تحقيق الآمال بأنه سيستعيد الشرعية للهيئة الرئيسية لحقوق الانسان في الاممالمتحدة." وتأسس المجلس قبل أربع سنوات في محاولة لتحسين سجل مفوضية حقوق الانسان بالاممالمتحدة وهي الهيئة التي سبقته وفقدت مصداقيتها. وأضاف التقرير أن عدد الدول التي تحترم حقوق الانسان التي تنتخبها الجمعية العامة للامم المتحدة لعضوية المجلس التي تتغير سنويا كان يتراجع ببطء مع انضمام المزيد من الدول التي تنتهك حقوق الانسان. وقال التقرير ان كتلة صغيرة نسبيا من منتهكي حقوق الانسان "مارست قدرا من التأثير المبالغ فيه داخل المجلس" مما يحول دون الجهود لتمرير القرارات بخصوص الازمات والاستهزاء بالية مراجعة حقوق الانسان التي يتبعها المجلس. وصدر التقرير مباشرة بعد أن بدأ المجلس دورة الخريف التي تستمر ثلاثة أسابيع وقال ان المجلس وجه قدرا كبيرا من انتقاداته لاسرائيل بينما فشل في تمرير أي قرار بشأن ايران "على الرغم من توافر أدلة على حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في تلك الدولة." وعبرت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان عن اراء مماثلة يوم الاثنين الماضي. وقالت مؤسسة فريدم هاوس ان كثيرا من الدول الاعضاء في المجلس تحاول تقويضه. وردت كوبا التي تنحاز في المجلس الى الدول الاسلامية والافريقية والاسيوية والتي تقاوم ما يصفونه بأنه "تدخل" على بيلاي واتهمتها بأنها تظهر ميلا متزايدا لاستهداف الدول الاكثر فقرا مشيرة الى ضرورة تقليص ميزانية مكتب المفوضة السامية لحقوق الانسان. وأشادت مؤسسة فريدم هاوس بدخول الولاياتالمتحدة الى المجلس في العام الماضي بعد أن ظلت على الهامش لثلاث سنوات قائلة ان وجودها ساعد في تقوية بلدان "حرة" أخرى في الضغط من أجل اتخاذ مزيد من الاجراءات ضد انتهاكات حقوق الانسان. وأضافت أن وجود الولاياتالمتحدة في المجلس ساعد أيضا على حشد المقاومة لمساعي الدول الاسلامية وحلفائها ومن بينهم روسيا والصين لحظر "ازداء الدين" بموجب القانون الدولي. ولكن فريدم هاوس انتقدت كذلك تقرير الولاياتالمتحدة المقدم للمجلس عن سجل حقوق الانسان الخاص بها والذي سيناثش في نوفمبر تشرين الثاني قائلة ان واشنطن يجب أن تكون أكثر انفتاحا بخصوص اخفاقاتها بما في ذلك الفقر وحالة سجونها.