قال مسؤولو أمن ان طائرات أمريكية بلا طيار أطلقت يوم الاربعاء صواريخ على مجمع لمقاتلين في شمال غرب باكستان وقتلت 12 متمردا في هجوم هو الثاني عشر من نوعه هذا الشهر. واستهدف الهجوم وهو الثالث في أقل من 24 ساعة مخبأ كبيرا لمتشددي طالبان والقاعدة على الحدود الافغانية. وقال مسؤول أمن لرويترز طلب عدم الكشف عن هويته "أطلق ثمانية صواريخ على الاقل وقتل 12 متشددا على الاقل." وصرح مسؤول آخر بأن القتلى من "طالبان البنجاب" وهو تعبير يطلق على متشددين من اقليم البنجاب بوسط باكستان كانوا يتعاونون عن كثب مع شبكة حقاني وهي واحدة من الفصائل الافغانية العنيفة التي تقاتل القوات الاجنبية التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان. وتحمل شبكة حقاني اسم جلال الدين حقاني وهو زعيم مخضرم للمجاهدين ويقود الشبكة الان ابنه سراج حقاني وهي على صلة وثيقة بالقاعدة. وتعتبر وزيرستان الشمالية من المعاقل الرئيسية لشبكة حقاني. ووقع الهجوم الصاروخي الامريكي قبل الفجر على قرية على مشارف بلدة ميران شاه الرئيسية في وزيرستان الشمالية. وقال مسؤول مخابرات في وزيرستان الشمالية ان قريبا لسراج قُتل وأُصيب عدد آخر من أقاربه في هجوم صاروخي يوم الثلاثاء على المنطقة. وقال محللون عسكريون ان تصعيد الضربات الصاروخية الامريكية خاصة في وزيرستان الشمالية قد يكون له صلة بتأخر باكستان في شن عمليات جديدة ضد طالبان مع انشغالها بالفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد في اغسطس اب. وخصص الجيش الباكستاني نحو 60 الفا من أفراده لعمليات الاغاثة من الفيضانات وان قال الجيش انه لم يستعن بأي من قوة قوامها 40 الفا تقاتل المتشددين في شمال غرب البلاد المضطرب المتاخم لافغانستان. وقال رحيم الله يوسف زاي الخبير بشؤون طالبان "الامريكيون يعرفون ان الجيش الباكستاني لن يمكنه القيام بعملية كبيرة في المناطق القبلية لمدة طويلة ولذلك ليس امامهم في الوقت الراهن بديل ممكن الا هذه الاستراتيجية ( الهجمات الصاروخية)." وشنت باكستان الحليف المهم للولايات المتحدة في جهودها لتحقيق الاستقرار بأفغانستان هجمات كبيرة ضد متشددين بالداخل هاجموا الدولة الباكستانية لكن الولاياتالمتحدة تطالب حليفتها منذ فترة طويلة بتوسيع نطاق حملتها على الفصائل الافغانية المتشددة خاصة شبكة حقاني. وقال مسؤول امن باكستاني ان تصعيد الضربات الصاروخية الامريكية كان متوقعا. وقال "كنا نتوقع ان يزيدوا الضغط على المتشددين على جانبي الحدود وهم يزيدون عدد القوات في أفغانستان. هذا جزء من الاستراتيجية وأعتقد انهم سيستمرون في هذه السياسة." وأشار الى أنه قد تجري بعض "التعديلات البسيطة" في قتال الجيش الباكستاني للمتشددين بسبب الفيضانات وفي بعض المناطق اتخذ الجيش وضعا دفاعيا لكن لم يحدث تغيير في الاستراتيجية في مجملها. وقال "لا نستطيع التخلي عن حذرنا. كيف يمكن هذا في الوقت الذي ما زالوا يهاجموننا فيه ويفجرون القنابل.." وقتل المتشددون 140 شخصا على الاقل في ثلاثة تفجيرات انتحارية هذا الشهر بعد أن كانت الاوضاع قد هدأت نسبيا اثر الفيضانات. وقال مسؤولون ان جنديين أصيبا اليوم حين اصطدمت مركبتهما بقنبلة مزروعة على الطريق في منطقة خيبر القبلية على الحدود الافغانية. وتم إلقاء القبض على أكثر من 20 متشددا مشتبها به من المنطقة المضطربة. كما أعلنت طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن قتل صحفي في بلدة هانجو بشمال غرب باكستان لعدم تغطيته أنشطتها.